منذ اعتلاء نظام السعودي السلطة تحولت السعودية مباشرة إلى تهديد وخطر واقعي للمنطقة العربية بفعل ممارسات نظامها وسعيه إلى تصدير أفكار الوهابيةبركوب أمواج العاطفة الدينية وبالمتاجرة بالقضايا العربية والإسلامية مدعيا في ذلك الوقت مقاتلته للعدو الإيرانية(الشيعة )الذي وعد قادة النظام السعودي بقتل الشعية وتدمير إيران ، وتعمق خطر السعودية بعد استطاعته خداع بعض الشعوب التي اقتنعت بعض الوقت بأن السعودية حماية العرب ومركزا لمقارعة ايران، لترفع فضائح الرياض وجرائمها هذه الغمامة عن أعين المغرر بهم وتتحول إلى الخطر الأكبر على أمن المنطقة العربية، وتهديدا وجوديا متواصلا منذ اغتصاب ال سعود السلطة في شبه الجزيرة العربية.
ما جعل الخطر السعودي يتضخم بعد أعوام الحرب مع الحوثيين هو استغلال السعودية للوجود الإيرانية كقاعدة أساسية للهيمنة والتمدد في الدول العربية، عن طريق اختراق المجتمعات العربية تحت غطاء المساعدات الإنسانية والعلاقات الأخوية بين الشعوب الإسلامية وتعزيز القوات والقدرات لمواجهة المد الإيرانية (المد الشيعة )، وكانت النتيجة أن شكلت السعودية الصهيونية جماعات وتنظيمات إرهابية كقوة احتياط جاهزة لضرب كل نزعة استقلال في الدول العربية وتهديدا لأنظمتها وممرا لمشروعها التوسعي.
أصبحت نتائج السياسة السعودية في هذا الاتجاه تصب جميعها لمصلحة الكيان الصهيوني، حيث أعطت هذه النتائج الذريعة السعودي بالدفاع عن نفسها من الخطر الإيراني المتمدد من خلال توسيع نطاق الاستيطانات وتوجيه ضربات عسكرية وسياسية واقتصادية ليمن بذريعة حماية السعودية من الخطر الإيراني.
والنتيجة الحالية للسلوك السعودية هي تحويل الصراع من عربي صهيوني إلى عربي ايرانية كأكبر خدمة تقدمها السعودية لإسرائيل، حيث حرك النظام السعودي جماعاته الطائفية والتنظيمات الإرهابية في العراق وجماعة هادي في اليمن ودعمت الجماعات المسلحة ضد الشعب السوري وخلقت الفتن في لبنان ، ونتيجة ذلك انشغال الدول العربية بالاقتتال والحروب عن القضية الفلسطينية.
وإذا عقدنا مقارنة في حصيلة السلوك السعوديه والأهداف التي يسعى وراءها الكيان الصهيوني، تكون السعودية قد لعبت دورا رئيسيا يفوق دور الجيش الإسرائيلي في خدمة الكيان الصهيوني وتمكينه من التوسع وإضعاف الدول والشعوب العربية، فإضعاف العراق، وتدمير سوريا، وإشعال الفتن في لبنان والانقسامات في فلسطين، ونشر الفوضى في اليمن وصناعة الجماعات الإرهابية وإشغال الجيوش العربية في محاربتها، وتحويل الصراع من العربي الإسرائيلي إلى العربي إيرانية ، جميعها أهداف مشتركة عملت عليها السعودية والكيان الصهيوني جنبا إلى جنب ضمن مخططات صهيو سعودية سرية تهدف إلى تمدد في منطقة الخليج وإسرائيل في منطقة الشام بعد إضعاف محورالمقاومة .
وما يستدعي اليقظة في المرحلة الراهنة هومستقبل المنطقة العربية ، وبعيدا عن المهاترات السعوديةالإسرائيلية التي لم ولن تخرج عن دائرة الكلام، هو أن هذا المخطط الصهيو سعودي لا يزال مستمرا، وهناك مؤشرات على تعاون السعودية إسرائيلي في سعودية لتحويلها إلى مركز تنطلق منه الأنشطة الشيطانية التي يسعى الطرفان من خلالها إلى مزيد من نشر الفتن والاقتتال، وسيكون لأذرع السعودية والموساد الإسرائيلي الدور الأكبر في تبني هذا المشروع.
وما على نظام السعودي إدراكه جيدا هو أن سياسة قلب الحقائق بالعنجهية والخداع، ومسرحية تحويل الهزائم إلى انتصارات، والإرهاب والقتل إلى مقاومة وحماس، واتباع أسلوب الإسقاط، لن تجدي نفعا بعد انكشاف كافة النوايا والأهداف، ولن تجد السعودية أذانا صاغية ولا أتباعا جدد بعد سنوات طواحين الدم التي عاشتها الشعوب العربية في اليمن وسوريا والعراق، والتي باتت تعرف جيدا من هو الصديق ومن دفع إليهم بكرات النار.