19 ديسمبر، 2024 12:01 ص

نور بغداد لن ينطفئ

نور بغداد لن ينطفئ

قد أتهم بتهمة التلفيق والتجريح وقد اوصف بالرجل القبيح لكن واقع الحال من المحال وما اكتبه يتناول حالة اجتماعية طالما اقلقتني تتعلق بنوعية البشر و اسباب وجود تباين في مستوى عقليتهم ومشاعرهم واندفاع البعض منهم نحو ارتكاب الافعال الشريرة دون اقرانه من البشر رغم انه كائن بشري خلقه الباري عز وجل ان يكون نور الله في الارض يأتمر بامره .. وقد انشغل علماء النفس والاجتماع والبيولوجيا في الاجابة على سؤال .. من اين تأتي للانسان هذه القساوة والقدرة على قتل اخيه الانسان وتوصلوا الى ان التفسير البيولوجي الذي يرى من خلال النظريات الحديثة « البايولوجية» ان العدوان البشري ينجم عن شذوذ في التركيب الكروموسومي « الوراثي» وان هذا الاختلال يؤدي في النتيجة الى دفع الكائن البشري .. وهناك نظريات اخرى تقول ان العدوان ينجم عن التثبيط او الاحباط فاذا جرى منع الكائن من تحقيق اهدافه في الطعام مثلا ادى ذلك الى حالة تثبيط او احباط ينجم عنها بالتبعية دافع عدواني يظهر على شكل سلوك عدواني .. العراك مثلا .. ويصح الشيء نفسه عن الانسان بحسب هذه النظرية فقد يريد الانسان شيئا ماديا او معنويا فيقف احدهم في طريق تحقيق تلك الرغبة فيحدث لديه احباط ينشأ عنه دافع عدواني قد يتطور الى ارتكاب جريمة .. ورغم وجود نفسيات مختلفة من البشر البعض منهم يسعى لفعل الخير والبعض الاخر يسعى لفعل الشر بكل انواعه والوانه التي تتوزع حسب الوان الطيف الشمسي الا ان اغلب هذه الالون شرا هو اللون الاسود فيقال للشخص الشرير انه يمتلك قلبا اسود فيما يقال للشخص الذي يسعى للخير بكل اتجاهاته انه يمتلك قلبا ابيض ويقال على من يمتلك ذلك القلب بانه ابن اصل وفصل .. وتنوعت الاصول والفصول في الحياة البغدادية القديمة حيث كانت الحياة البغدادية قبل عقود من الزمن الماضي تتصف بالبساطة والعفوية رغم انتشار الامية والجهل لكن الجهل والامية لم يمنع المواطن من ان يلتزم بالقيم النبيلة ويبتعد عن ارتكاب المعاصي ومنها استخدام العنف وسيلة لاشبع غرائزه وفي ضوء هذا الالتزام الاخلاقي كانت بغداد تشع بنورها الى بقية مدن العراق باهلها الطيبين المتحابين بعربهم واكرادهم وتركمانهم ..وفي كل الاحوال فان نور بغداد لن ينطفئ ولن يستطيع الدخلاء مهما كانت طوائفهم من اطفاء نور بغداد خاصة ان بداية فجر جديد بدأ يشع نوره بعد القضاء على عناصر داعش الارهابية الذين طالما ارهقوا العباد وجعلوا من بيتنا العراق منطقة موبوءة ينتشر فيها الخراب والدمار لكن خاب ظنهم وانحسر شرهم فالف تحية لكل عراقي كان له دور في تحقيق النصر ودحر دعاة الشر من عناصر داعش وما النصر الا من عند الله .