استوقفتني صورة رائعة على الفيسبوك لشاب يقود دراجة هوائية في أجواء ممطرة وتجلس خلفه شابة وهي مشغولة بقراءة كتاب، لم تكن هذه الصورة الأولى التي أشاهد فيها مثل هذا الأمر، فلك أن تتصفح مواقع التواصل الإجتماعي لتجد العشرات من الصور المشابهة لها، وبغض النظر عن الكيفية التي التقطت فيها مثل هذه الصور، فهي تؤيد الواقع الذي تعيشه هذه الشعوب وهي انعكاس لشغفهم بالقراءة وحبها.
وأنا هنا لا أُمجد شعبا ولا انحاز الى دولة إنما لأصف الحالة لأبحث وإياكم عن الأسباب التي من خلالها نتعرف على الحلول.
وللإجابة على ذلك أقترح أن نقوم بجولة صغيرة نقوم بها في أحد مدن أوروبا الغربية، عندها سنجد الإجابة كافية ووافية، فالبنى التحتية والجمال والتطور والحداثة ستحدثك عن مدى شغف هؤلاء بالعلم والمعرفة والتي انتجت ما شاهدت.
وأنا هنا لا ادعي الكمال لتلك الدول، لكنها المقارنة، بين حالنا وحالهم.
وقد يقول قائل أين الخلل وما هو الحل ؟؟
وللإجابة أقول: الخلل ليس في شخص أو منظمة، الخلل أكبر، إنه في المجتمع كله، في عاداته وتقاليده وطريقة تفكيره، بل في المنظومة التي بني عليها كلها، والمعالجة شائكة ومعقدة وتحتاج إلى تفكيك، حتى تتبلور الحلول الصحيحة والتي توصلنا إلى نقطة الضوء ومصدر الإلهام.
وهذا والله سهل ويسير جدًا، وهنا نعود الى ما انطلقنا منه إلا وهو التعليم والقراءة وتفعيل دور الكتاب المغيب، ضمن خطة محكمة ومنظمة يتشارك فيها الجميع للوصول الى نتائج ملموسة نضع من خلالها أول الحلول في طريقنا الطول حتى نحقق ما عجز من كان قبلنا من تحقيقه.
ولنعلم جميعًا أن الشعوب الحية هي تلك التي تقرأ، لتتعلم، ثم تبدع لتقود، لا لكي تتصارع.
ومن بصيص الأمل الذي يكاد ينطفئ في أعماق روحك وروحي سينبثق النور، نحو المستقبل، لنحيا بالإنسانية.