الحرب ضد داعش و التي أعلن الرئيس الايراني روحاني و قائد فيلق القدس الارهابي قاسم و وقائد ميليشيا عصائب الحق، قيس الخزعلي عن نهايتها بإنتصار إيران، إتجهت الانظار کلها لبغداد لترى ردود الفعل على هذه الرزمة من الاعلانات التي تصب کلها في مصلحة إيران، لکن لم يصدر أي موقف أو رد فعل تجاهه و کما هو شائع و معروف فإن السکوت علامة الرضا!
إنتهاء الحرب على داعش و التي تکاد أن تضع أوزراها بصورة کاملة، يعني الدخل في مرحلة مابعد داعش، وهي المرحلة التي تتميز بالکثير من الحساسية لأسباب و دوافع مختلفة أهمها و أخطرها إن هذه الميليشيات التي أسستها إيران و تتمسك بها الى أبعد حد و ليست مستعدة للتفريط بها مهما کلف الامر، تشکل عقدة أمام حيدر العبادي الذي يحاول بطرق مختلفة طمأنة الغرب عموما و أمريکا على إن المرحلة التي ستلي داعش ستکون آمنة ولن تشهد منغصات کالتي شهدتها في عهد سلفه.
قائد الحرس الثوري، الذي صرح مٶخرا بأن تنظيم داعش قد خدم إيران کثيرا إذ لولاه لما تمکنت من تشکيل الميليشيات التابعة لها في دول المنطقة، يبدو واضحا بأنه يٶکد على أهمية هذه الميليشيات بالنسبة لإيران، خصوصا وإن الاخيرة قد دخلت مرحلة المواجهة و التقاطع مع أمريکا، ولأن الاخيرة تستهدف هذه الميليشيات فإن طهران تشدد على تمسکها بها خصوصا وإنها قد تمکنت من خلالها تحقيق الکثير من الاهداف و الغايات بما فيها قصف الرياض!
حيدر العبادي الذي يسعى لإمساك العصا من وسطها في وقت لم يعد يجدي فيه هذا الاسلوب، وذلك من أجل إسترضاء الامريکان، فإنه يعلم جيدا بأن من الصعب جدا أن يصبح قطا و تغدو الميليشيات فأرا، و الاخير يعلم جيدا بأن تنمره على العبادي سينعکس سلبا على ولي نعمته، ولذلك فإن هناك حالة من الضبابية و عدم الوضوح بهذا الخصوص حيث يبدو الطرفان في وضع صعب و في حيرة من أمرهم.
الميليشيات التابعة لإيران التي لعبت دورا مهما جدا في صالح الاجندة الايرانية، لايوجد هناك من شك بأنها مستمرة على نهجها لکنها وکما هو واضح مقيدة بالتوجيهات و التعليمات الصادرة إليها من طهران، إذ يسعى الايرانيون لإستخدام ورقة الميليشيات ضد واشنطن خصوصا و الغرب عموما على أفضل مايکون من أجل خدمة الموقف الايراني المتضعضع و القلق في مواجهة الامريکان.