23 ديسمبر، 2024 9:25 م

ربما لا تصف الكلمات الأسى الذي بداخلي, ولا الألم الذي يجول خاطري, لكني سأتركها تضع بصماتها مستجيبة للعقل, الذي لا يستطيع تقبل ما  رأته الأعين من مصيبة… نعم المصيبة بعينها ونحن ننظر إلى بعض شبابنا ولا نميز بينهم أهم  ذكور أم إناث ؟؟؟ أي زمان نحن فيه وبعض الشباب يشبهون أنفسهم بالفتاة ويقلدونها في كل شيء؛ الماكياج واللبس وقصات الشعر ولبس الإكسسوارات والتميع  ولا نرى رجولة فيهم,  فلقد تغير فيهم كل شيء, والمصيبة الأعظم أننا نراهم يتفاخرون بما هم فيه ويسمونه تحضرا وثقافة  فأي ثقافة وتحضر يدعون ؟؟ ونجدهم يتسابقون فيما بينهم من أجل إظهار أنفسهم بالصورة البشعة التي يرونها جميلة ومتكاملة و صحيحة ولائقة بالنسبة لهم, لكن الحقيقة مرة, فبعد 2003 شهدنا دخول  الثقافة الغربية والتكنولوجية الحديثة التي أفسدت الكثير لكن لم نتوقع أن يتحول بعض  شبابنا إلى أشباه رجال وأن يقلدوا شباب الغرب المنحرفين ويتخذوهم قدوة لهم في كل شيء, ودون خجل  يتركوا الدين والتربية والتقاليد التي تميز مجتمعنا الشرقي عن باقي المجتمعات ويسكن  عقولهم مفهوم خاطئ  لا يتقبله المجتمع بل وينبذه بشدة, وبعد كل ما وصل إليه مجتمعنا من سوء نعتبر أنفسنا في مأزق كبير جدا عندما  نرى أجيالنا تتهاوى إلى نهاية مظلمة, ونرى مجتمعنا يتغير نحو الأسوأ فإلى أين سيصل ؟؟؟؟ في حين أننا نحتاج إلى جيل متفتح وملتزم بحدود الله واعٍ ومدرك لأهميته في بناء عراق قوي ومستند إلى قاعدة شبابية قوية لكي يقف بوجه كل من يريد سوءا بوطننا الحبيب,  لكن للأسف اليوم نرى العجائب التي لم نتوقع رؤيتها؛ مجتمع يسير في الطريق الخاطئ, فعلينا الإسراع في وضع الحلول الممكنة و الحد من السلبيات قبل أن تستفحل المشكلة وتصبح ظاهرة يصعب السيطرة عليها فيما بعد, وهذا يأتي بتكاتف الجهود ونبدأ من الأسرة فعليهم الإنتباه إلى أولادهم وأن يغرسوا فيهم التربية الصحيحة وأن يوعوهم أكثر لكي يدركوا أهمية وجودهم في المجتمع وتفهيمهم  واجبهم تجاه وطنهم وعليهم الإنتباه إلى أصدقاء السوء فبعضهم يحاول جر ورائه الكثير من أجل أهداف وغايات دنيئة, وربما لأهداف خارجية هدفها تسقيط المجتمع العراقي, وإن دور الأسرة غير كاف فللمدرسة دور أيضا مكمل لدور الأسرة, ويأتي الإعلام ووسائله المختلفة بعدهما الذي له دور كبير في توعية العقول وتصحيح مفهومها وغرس الواعز الديني فيها, وأيضا لمنظمات المجتمع المدني دور في عقد ندوات تثقيفية هدفها الأساس نشر الثقافة الصحيحة بعيدا عن الترويج لها  أو تحقيق من خلال الحملة مصالح مادية  لأننا بالمصالح الشخصية لا نصل إلى مبتغانا ولا نحقق  المصالح العامة وعلى الحكومة أن تقضي على البطالة لأنها تعد سببا في اندفاع الشباب إلى سد فراغهم بالأفعال الخاطئة  لذا علينا جميعا الإسراع بنبذ كل ما هو دخيل والسعي  لمعالجته قبل فوات الأوان.