خاص : حاورتها – بوسي محمد :
“مروة قريعة”، أو كما يلقبونها في بلادها تونس “بنت الميدان الموسيقي”.. ورثت حب الموسيقى عن والدها، الذي يعمل أستاذاً بالمعهد العالي للموسيقى في تونس.. ترعرعت على أنغام الموسيقى الطربية، فاستهوتها، حتى أصبحت هي الأخرى أستاذة بالمعهد الموسيقي وبالكونسرفتوار.
وقفت وهي في العاشرة من عمرها تغني أمام العملاق الكبير “لطفي بوشناق”، وتعتبر مشاركتها فاعليات “مهرجان الموسيقى العربية” خطوة هامة في مشوارها الغنائي.
شرف لأي مطرب عربي الغناء في بلد “أم كلثوم”..
تؤكد عن تجربة الغناء في مصر لأول مرة، على أنها: “سعيدة جداً بالتواجد في مصر التي أعبترها موطني الثاني، فهي أم الفنون تلك البلاد التي أخرجت للعالم العربي مواهب كبيرة مثل كوكب الشرق (أم كلثوم) و(عبد الحليم حافظ)، نحن تربينا جميعاً على أصواتهم، فخر ليّ أن أغني في بلد العندليب وأم كلثوم”.
تشيد بمشاركتها في “مهرجان الموسيقى العربية” لأول مرة، قائلة: “أشعر بالفخر والمسؤولية في نفس الوقت، بالتأكيد هو شرف لأي فنان، مهما بلغ من شهرة واسعة، أن يقف على خشبة مسرح الأوبرا المصرية، خاصة إذا كان في مهرجان الموسيقى الذي يعتبر من أهم وأعرق مهرجانات الأغنية، أتمنى أن أكون قد قدمت حفلة خاصة للجمهور المصري الذي أعشقه كثيراً”.
وتتابع المطربة التونسية موضحة الخصوصية التي يمتاز بها “مهرجان الموسيقى العربية” عن غيره مما شاركت من مهرجانات ومحافل موسيقية، “مهرجان الموسيقى يختلف عن أي مهرجان آخر، لأنه يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على التراث الشرقي والطرب الآصيل من خلال إحياءه بأصوات شبابية جادة، لذا يصعب مقارنته بأي مهرجان آخر، لأنه يختلف عن سائر المهرجانات الأخرى من حيثُ الرسالة التي يقدمها والشكل؛ حتى الأداء في الأغنية”.
بنت الميدان الموسيقي..
بسؤالها، إلى أي مدى ساهمت “الأوبرا المصرية” في الحفاظ على التراث الشرقي، قالت “مروة”: “إلى حد كبير جداً، وخير دليل على قولي استمرار المهرجان حتى وقتنا هذا، فهذا المهرجان يمثل العالم العربي ككل وليس مصر فقط”.
أما عن نشأتها الموسيقية ومدى تأثرها بعائلتها الفنية في تكوينها، فوالدتها أستاذة تربية موسيقية، ووالدها أستاذ بالمعهد العالي للموسيقي، تقول “مروة قريعة”: “نشأتي في عائلة فنية عاشقة للفن أفادتني كثيراً، في الخبرة وضبط مخارج حروف اللغة العربية، فأنا أقرأ في الموسيقى منذ الطفولة، وكثيراً ما كنت أظهر مع والدي ووالدتي في اللقاءات الإعلامية، لهذا أطلقوا عليّ الإعلاميين بنت الميدان الموسيقي”.
وعن النصائح التي وجهها لها والدايها وعملت بها، قالت: “تعلمت منهما أنه لابد أن يكون لي عمل خاص بي بعيداً عن الفن، ولا أعتمد عليه، لهذا قررت أن أختار عمل قريب من قلبي، فأخترت مجال التدريس الموسيقي”.
وتحكي عن تجربة الغناء مع الفنان الكبير “لطفي بوشناق”: “كنت في العاشرة من عمري، عندما غنيت مع الفنان الكبير لطفي بوشناق في مهرجان قرطاج أغنية (مي مي)، وأعتبرها نقطة تحول في حياتي، فحتى الآن يعرفني الجمهور بهذه الأغنية، وهذا بالطبع شئ مشرف لي”.
كما علقت على التواجد التونسي داخل المهرجان، بقولها: “سعيدة أنني متواجدة في مهرجان يضم الفنان الكبير (لطفي بوشناق، وصابر الرباعي) أبناء بلدي، بجانب نجوم كبار من مختلف أنحاء الوطن العربي”.
وعن الأحلام التي تسعى إلى تحقيقها على المستوى الفني والشخصي، قالت: “أتمنى أن أحقق نجاحاً في عملي، فلازالت أعتبر نفسي في بداية الطريق، أتمنى تقديم أعمال تليق بطبقة صوتي، وتتفق مع مبادئ الفنية”.
أما الأمور التي لا يمكن أن تتهاون معها على الصعيد الفني والشخصي، تقول: “على المستوى الفني لا أتهاون فيما أقدمه من كلمات ومعاني فكرية راقية، وسأحرص على تقديم الفن الملتزم والإبتعاد عن الإبتذال والإسفاف في الغناء، وعلى المستوى الشخصي لا أتهاون في النفاق في التعاملات الشخصية”.