17 نوفمبر، 2024 10:22 م
Search
Close this search box.

هل دخلت خصخصة الكهرباء ضمن الصراع الانتخابي؟!

هل دخلت خصخصة الكهرباء ضمن الصراع الانتخابي؟!

في وطني لم يبقي السياسيون، شيئا إلا وجعلوه لعبة من العابهم الانتخابية، وسخروها لكسب الأصوات، حتى حاوية النفايات، أصبحت ضمن متاجرهم الانتخابية، واليوم تعج مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن حملات منظمة لاستهداف الخصخصة، ليس حبا بالمواطن، أو سعي منهم لرفع الحيف أو نصرة للفقراء، بل غرضها واضح، لمن يعي ما يحدث في الساحة، من صراع حزبي وفئوي ضمن سلسلة الصراعات الانتخابية القادمة، وكسب عواطف الناس.

بعد فشل الخطاب الطائفي، وافشال مشروع الانفصاليين الذي كان يتخذه البعض فرصة للمتاجرة واستعطاف الناس لأغراض سياسية، لتطفو اليوم ظاهرة الخصخصة، وانتشار فيديوهات لسياسيين معلومة توجهاتهم وانتماءاتهم، يدلون بتصريحات غير مسؤولة، لاستهداف الخصخصة، دون تبيان مواطن الخلل أو حتى البديل الناجع، لحل مشكلة هدر هذه الطاقة الكهربائية، وغياب ثقافة الترشيد، اغلب المعترضين على خصخصة الكهرباء، لم يقرأ بند واحد من نظام الخصخصة، وأجزم أنه لم يطلع على حسناتها أو سيئاتها، الأعم الأغلب سمعها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي أو القنوات الفضائية، التي تتبع لجهات يعرفها القاصي والداني.

العجب كل العجب، أننا في زمن السرعة، وزمن توفر المعلومة بكبسة زر واحدة، لكننا نأبى إلا أن نعيش دور الببغاء وننطق بما يمليه علينا الاعلام المأجور ، والصفحات الممولة! ونجعل منها قران منزل، دون تدبر أو أدنى مستوى تشكيك، وحتى مناقشة! .. ليتنا نناقش هذه المسألة بقدر مناقشتنا للشعائر الحسينية؟! أو حتى الأمور الدينية التي نشكل على العلماء قولهم، ونطالبهم الإثبات والدليل في الأمور الدينية، وأما ما عدا هذا .. نستقبله برحابة صدر، وكأنه كلام منزه، لا نعلم أهو تدني المستوى الثقافي لدى الناس أو عبقرية وخباثة الممولين لهذه الجهات، واستخدامهم طرق الحديثة في تحريك الرأي العام بالباطل، ومحاكاة العقل الباطن، ونسج الفوبيا في عقول البسطاء من خلال عناكب الفيسبوك والانستكرام وتويتر وباقي المواقع؛ التي بدأت تتدفق علينا من كل حدب وصوب، هل سأل أحدنا نفسه ماهو بديل الخصخصة، أو ماهي بنودها وهل الإعتراض يكمن على جزء منها أم على الفكرة قاطبة؟

اتمنى أن نعي أن ما يدور من صراع سياسي انتخابي في العراق قد وصل إلى مرحلة الخطر، وأنه قد يستخدم أي شيء من أجل المتاجرة وكسب الأصوات، فحتى المقدسات أصبحت سلعة تباع وتشترى عند بعض السياسيين، وخير مثال الحشد الشعبي المقدس ودمائهم الزكية الطاهرة أصبحت سوق ومزاد يتسابق عليه رواد الفساد السياسي وأصحاب السوابق الفضائية؟!
يجب ان لا ننساق وراء هؤلاء الشياطين، السارق لا يدخل إلا بعنوان الحريص ولباس الدين ويظهر دموع التماسيح وهو يدافع عن الفقراء والمساكين والمحتاجين الذين تستهدفهم خصخصة الكهرباء، ولم ينتفض عندما استهدفتهم السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، هنا يدخل عامل الوعي المجتمعي لدفع هؤلاء عن المتاجرة بها القضية وجعل أهل الاختصاص وذوي الخبرة هم من يفتونا أن كانت من مصلحة المواطن والوطن، أو لا.

أحدث المقالات