26 نوفمبر، 2024 12:53 م
Search
Close this search box.

هل هذا بيان عراقي أم إيراني؟

هل هذا بيان عراقي أم إيراني؟

مرة أخرى تعود وزارة الخارجية العراقية لإصدار بيان جديد تصف فيه إيران و حزب الله اللبناني و الحوثيين بأنهم رموز السلام في المنطقة و تخرج على الاجماع العربي بإدانتهم الى الحد الذي لم تتمکن أن ترقى الى مستوى الموقف اللبناني”المتحفظ على حزب الله”، وبذلك فإن وزارة الخارجية العراقية”المتعبة” التي يقودها رجل أثقله الکهولة وهنا في ذاکرته، أثبتت بحق و حقيقة إنها مجرد إحدى المديريات التابعة لوزارة الخارجية الايرانية وإن هذا الموقف المثير للشبهات يٶکد مرة أخرى من إن القرار السياسي في العراق هو قرار إيراني 100%.
الموقف العربي الموحد الذي تجسد في البيان الذي أصدرته الجامعة العربية على أثر إختتام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يوم الاحد الماضي، والذي أکد على إن التهديدات الايرانية تجاوزت کل الحدود وإن صواريخ إيران باتت تهدد عواصم عربية وإنها”أي إيران”، قامت بنشر مجموعات إرهابية في دول عربية مختلفة والاشارة الى کون حزب الله کمنظمة إرهابية و ضرورة تحديد آلية للتوجه لمجلس الامن لوقف التدخلات الايرانية، هذا الموقف عکس و جسد رأي الشارع العربي في الاوضاع في المنطقة و الدور الايراني فيها و ضرورة التصدي له، ولکن وزارة إبراهيم الجعفري الذي لو ترك له العنان عند الکلام لتحدث عن أمور فلسفية و فکرية لاتخطر على بال بشر لغرابتها الشديدة جدا، يبدو إنها لاتريد النظر من حيث ينظر العرب وانما من حيث تنظر طهران!
ليست هي المرة الاولى التي تخرج فيها وزراة الخارجية العراقية بموقف مغاير و مختلف تماما عن الموقف العربي وقطعا لن تکون الاخيرة طالما بقي النفوذ و الهيمنة الايرانية على حالها في العراق و الذي يتواجد في کل مفاصل ليس الحکومة وانما في کل مفاصل الدولة العراقية، ويمسك بزمام الامور کلها وإن هذا الموقف”المخزي”، هو بحد ذاته بمثابة رسالة واضحة المعالم للمجتمع الدولي، فهو أشبه مايکون بالدفاع عن الدور العدواني المشبوه لإيران و التشکيك في الموقف العربي وإن ذلك وکما هو واضح و معلوم مغالط للحقيقة جملة و تفصيلا.
لن يهدأ للعراق بال ولايمکن أبدا أن يهنأ بالامن و الاستقرار من دون إنهاء نفوذ إيران و سطوتها في العراق وبالاخص إنهاء دور قوة القدس الارهابية و الاذرع التباعة لها في العراق و التي تتصرف بمنطق عصابات المافيا من أجل فرض سيطرتها على العراق، وحقا فإن ماقد قالته زعيمة المعارضة الايرانية في عام 2003، من إن”نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر مئة مرة من القنبلة الذرية”، وهذا الامر ەجب أن يتحقق سواءا عاجلا أم آجلا!

أحدث المقالات