يسعى حزب الدعوة ومن خلفه النظام الايراني إلى الترويج لأكذوبة الجيش العراقي الحر وإلى كذبة عمليات تفريغ لوسط وجنوب العراق من الأسلحة في محاولة لأعادة التخندق الطائفي لمواجهة احتمالات سقوط بشار الاسد والذي سيكون له تداعيات على الوضع في العراق لسببين الأول ان ايران ستسعى لتوسيع نفوذها في العراق لتعويض خسارتها للنفوذ في سوريا والثاني أن الوضع في العراق بلغ حد لايطاق من تردي الخدمات ومن تراجع الملف الأمني ومن تزايد للنفوذ الايراني , وصل حد تهريب العملات الصعبة من العراق لمواجهة الحصار الغربي لإيران , وكانت الماكنة الإعلامية لحزب الدعوة والأحزاب الموالية لإيران تسير وفق استراتيجية محكمة تعتمد نشر الأكاذيب والترويج لها وتضخيمها بتواتر التصريحات لأعضاء مجلس النواب والتي تمثلت أخيرا بتصريحات نارية على لسان الكربلائي وجلال الدين الصغير التي تحذر من اخطار مزعومة مثل الجيش الحر وبيع الاسلحة , وهذه التاكيدات تسعى لأعطاء التصريحات غطاء مذهبي … وهذا يندرج في اطار سعي الحكومة لشق الصف العراقي من جديد بين الشيعة والسنة بعد ان شعرت الحكومة بان الشارع الشيعي قد ضاق ذرعا بالنفوذ الإيراني وعمالة الأحزاب الدينية له … فقد نشرت مؤخرا مواقع شيعية معلومات تفيد بحصول تحركات تركية في الولايات المتحدة الاميركية بهدف الاستفادة من جو العلاقات الحميمة بين اردوغان وأوباما لإستخدام كل الآليات الامنية والسياسية المتاحة للتضييق على العراق واشارت المصادر الحزبية إلى أكاذيب لاتنطلي على عاقل تفيد بان حزب العدالة والتنمية قد أسّس أواصر تعاون وثيقة ومنظمة مع فصائل ثورة العشرين وكتائب العراق الاسلامية والبعث وان اجتماعات تجري مع هذه الفصائل لترتيب ما اسمته (ربيع عربي) في العراق , متناسية الألية التي تدار فيها السياسة التركية والتي تتسم بالشفافية وبسيطرة السلطة التشريعية على رسم السياسة الخارجية لتركيا , وهي التي حجمت من الدور التركي في العراق , بشكل فتح الباب على مصراعيه امام النفوذ الإيراني وبقيت الفصائل العراقية المسلحة نهباً للنفوذ الإيراني ووجهتها لتنفيذ سياستها العدوانية تجاه العراق وتحقيق طموحاتها في السيطرة الكاملة على العراق .
وقد سعت هذه المواقع الطائفية إلى توظيف وجود نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في انقرة للترويج لهذه الأكاذيب مع علم الرأي العام ان الهاشمي طلب من القضاء العراقي نقل دعوته إلى كركوك ولكن القضاء رفض ذلك بضغوط من المالكي , ليضعه امام ازدواجية مفضوحة , ففي الوقت الذي تنقل فيه قضايا اللصوص والحرامية امثال السوداني وصفاء الصافي وصابر العيساوي الى محافظات الديوانية وميسان دون ان يسأل عن الدواعي , فيما يمتنع القضاء ويرفض طلب الهاشمي , وكأن السيناريو معد لربط الربيع العراقي القادم بشخص الهاشمي وبتركيا في محاولة لخلط الأوراق على الجمهور الشيعي وتوريطه في الدفاع عن هذه الحكومة العميلة لإرباك الساحة العراقية وتعقيد عملية التغيير في العراق واسقاط حكومة نوري المالكي والتي اصبحت اليوم حتمية وضرورة وطنية .
من المؤكد ان هذه العمليات هي جزء من الحرب النفسية التي يتعرض لها أبناء الجنوب البواسل في محاولة يائسة لتوريطهم في الدفاع عن النفوذ الايراني الذي تجسده حكومة المالكي , ولكن أبناء الجنوب على مستوى من الوعي ما يؤهلهم لتزعم قيادة التغيير في الجنوب , فليس من المنطق ان يصطف ابناء العراق مع حكومة ايران المهزومة في سوريا والتي تتعرض لحصار اقتصادي قاسي بدء ينخر في جسد الاقتصاد الايراني وتكلل في انهيار العملة الايرانية وفي تفاقم التذمر الشعبي من السياسات الايرانية الخرقاء التي قادت الاقتصاد الايراني الى هذا المستنقع . هذا فضلاً عن بوادر غربية في تغيير موقفها من منظمة مجاهدي خلق وشطبها من قوائم المنظمات الارهابية , في اشارة الى تبني الغرب لسياسة دعم الربيع الفارسي وتشجيع الشعوب الايرانية على المطالبة بحقوقها والتعبير عن ارادتها في ارساء الديمقراطية في بلد يعاني من الظلم والاستبداد والدكتاتورية … وعليه اصبح من المؤكد ان النظام الايراني سيكون هدفا للمحاصرة والتفكيك , فهل من المنطق ان تربط الحكومة العراقية مصيرها بحكومة تتأرجح على حافات القبر ؟ وإذا سلمنا بجهل الحكومة العراقية واصرارها على الاستماتة في الدفاع عن ايران .. فهل سيقف الشعب العراقي متفرجا على هذا الاندفاع الاهوج ؟ يقينا ان الاحزاب الشيعية تتوهم في قدرتها على تسويق اكاذيبها على ابناء الجنوب ودفعهم ليكونوا حطباً لمحرقة طائفية جديدة , لايستفيد منها سوى ايران وعملائها من الاحزاب الشيعية .
كما إن إعلان تشكيل ما يسمى بالجيش العراقي الحر، ليس أكثر من كذبة المقصود منها تحريض الأجهزة الأمنية ضد أهالي المحافظات الغربية , وأن ليس هناك أي معلومات أو حتى شكوك بوجود هكذا تنظيم أو عمل في هذه المحافظات , وإنما هي مجرد أكاذيب طائفية تدور في أذهان بعض الذين يخافون من انعكاسات الوضع السوري سلباً على توجهاتهم السياسية في الفترة الماضية, وقد يفهم منه على انه تحريض لبعض الأجهزة الأمنية باتخاذ إجراءات صارمة بحق أهالي هذه المحافظات بسبب تعاطفها مع الثورة في سوريا أو يهتمون لما يتعرض له الشعب السوري … من جانب آخر فقد أوقعت هذه الأكاذيب الحكومة في الازدواجية المفضوحة ففي الوقت الذي تنبه فيه ابناء المحافظات الجنوبية إلى عدم الاستسلام إلى الاغراءات وبيع اسلحتهم الخفيفة او التخلي عنها مقابل الاموال , في المقابل نجد حملات الدهم والتفتيش والاعتقال على محافظات اخرى لنزع كل انواع الاسلحة الشخصية شملت حتى ” التوثية” وهي تبين الجانب المفضوح من ازدواجية حكومة المالكي الطائفية .
ان التغيير قادم لامحالة وان الشعب سيواجه الحكومة وانه ربيع عراقي بامتياز ضد القوى التي تحالفت مع الاحتلال الامريكي وعرضت العراق للنفوذ الايراني , وهذه الاكاذيب لاتنطلي على الشعب العراقي , الذي طال انتظاره لفجر الخلاص من الطائفية ومن النفوذ الايراني ومن كواتم الصوت والمفخخات التي تتهم الحكومة بادارتها والوقوف خلفها .