17 نوفمبر، 2024 3:41 م
Search
Close this search box.

عقدة الزعامة والرئاسة!

عقدة الزعامة والرئاسة!

لاأعرف من قال (أعطني أمارة حتى على كومة من حجارة)!، ولكن كم كان مصيبا وصادقا فيما قال !، حيث جسد في مقولته تلك حب الذات بالزعامة والرئاسة لدى البعض بالسيطرة على خلق الله من أجل أخافتهم وأرهابهم! وتلك أحد مكونات الشخصية الأنسانية بشكل عام!، ولكنها تظهر بكل نزعتها المريضة وجبروتها وعنفوانها وقسوتها في الشخصية العربية تحديدا!، حتى صارت سمة لنا وللكثيرمن قادتنا الأشاوس على مر التاريخ!. وأذا كانت شعوب العالم المتمدن قد تخلصت من هذه النزعة والعقدة عن طريق التربية والتعليم وتثقيف الفرد منذ الصغر، فنحن فشلنا في ذلك الى حد كبير بل الأسوء من ذلك هو أننا أصبحنا وعاء لأنتقال أمراض قادتنا ألينا حتى بعد رحيلهم!، من حيث ندري ولا ندري، فكم من العراقيين ما زال مهوسا بشخصية رئيس النظام السابق (صدام حسين)!بطريقة كلامه ووقفته ونظرته وحتى في قسوته حتى صارت تلك من موروثات الشخصية العراقية التي يعتز ويفتخر بها البعض؟ والتي يبدو انه لا أنفكاك منها بسبب تلك الجينات اللعينة جينات الجاهلية الأولى التي توارثناها أب عن جد وجيل بعد جيل والمعجونة بدمائنا العربية؟.والملفت للأنتباه أننا نرى تلك النزعة وروح وحب السيطرة هذه حتى عند الأطفال! حيث نرى أن أحدهم يتزعم بقية الأطفال، ويقودهم كما يريد ويفرض نفسه عليهم والكل تسمع وتطيع بدون نقاش او أعتراض حتى انهم ينساقون لأوامره ويسمعون كلامه اكثر من سماع كلام أبائهم وامهاتهم في البيت؟( وهذه عشتها انا شخصيا بكل تفاصيلها عندما كنا اطفالا فكان ثامر هو رئيسنا وكنا ننظر اليه كنصف أله! وفعلا كنت في آحايين كثيرة أسمع كلامه أكثر من كلام امي وأبي!). وكذلك نرى تلك النزعة والروح الأنانية عند الرياضيين أيضا!، ولربما يتذكر البعض المشادة الكلامية والتي تحولت الى معركة بالأيادي بين لاعبي المنتخب الوطني( يونس محمود ونور صبري)! في أحد البطولات الكروية عام 2008 على قطعة القماش التي يطلق عليها شارة الكابتن؟.وكانت تلك الخرقة البالية وتلك المشادة سببا في خروجنا من تلك البطولة حينها؟.والغريب أن موضوع الزعامة والرئاسة أنسحب حتى على الزعامات الدينية لقادة الأحزاب والتيارات الدينية السياسية حيث تحولت الرئاسة والزعامة لتلك الأحزاب والتيارات الدينية الى وراثة للمنصب والزعامة! ليس من باب الكفاءة والعلمية والفقه بل من أجل حب السيطرة والرئاسة والزعامة!!.وكذلك تتجلى روح الزعامة وحب السيطرة ووجاهة المنصب مهما كان بسيطا وتافها! في دوائرنا التي يغطيها تراب الكسل والفساد، حيث تحاك المكائد والدسائس بين بعض الموظفين ويصل النفاق ذروته بلا أدنى درجة من الكرامة والخجل من أجل الظفر بمسؤولية شعبة بائسة! في وزارة أو دائرة مصابة هي أصلا بالعفن والخدر وعدم الأنتاج. وبعد أن أستبشرنا خيرا بخروج العراق من سطوة النظام السابق وأخذت عربته بكل ما تحمل من صدأ وسخام العقود الماضية مكانا لها على سكة النظم الديمقراطية، ألا ان فرحتنا سرعان ما تعثرت حيث تحركت مرة اخرى جذوة حب الزعامة والتمسك بالسلطة التي ما زالت تستعر في أفئدة قادتنا السياسيين وتعشعشت في عقولهم رغم ان غالبيتهم عاش فترة طويلة من حياته في أوربا! ولكن ظلت جينات الجاهلية والتخلف والأنانية نائمة بين تلافيف مخه وعقله وسرعان ما أستيقظت وبدا أثرها فاعلا وقويا وقد قيل الكثير في ذلك عن أياد علاوي أبان مدة حكومته عام 2004 وكذلك عن الجعفري وحكومته التي تلتها، وأيضا سمعنا أكثر عن المالكي وحكومته والذي لازال يتقاتل من أجل الظفر برئاسة ثالثة؟!. الذي نريده من قادتنا الكبار ورؤساء حكوماتنا من بعد السقوط أن يتخلصوا بصدق وثقة ومن دواخل انفسهم من مرض عقدة الزعامة وحب الرئاسة وأن لا يضلوا أسيري حلاوة المنصب وكرسي الحكومة والرئاسة بعد تركه! وخير دليل حي على ذلك رئيس أقليم كردستان مسعود برزاني الذي ظل متمسكا برئاسة الأقليم لمدة سنتين رغم انتهاء مدة ولايته ضاربا عرض الحائط بالدستوروأنتقاد الجميع له، وحتى عندما قدم أستقالته من رئاسة الأقليم مرغما! بسبب مطالبة باقي الأحزاب الكردية له ظل وسيظل هو الحاكم الفعلي للأقليم والكل يعرف ذلك!!.فعلى قادتنا السياسيين ان يعرفوا بأن القائد السياسي والوطني الصادق يستطيع أن يخدم شعبه ووطنه من أي موقع كان وليس من خلال رئاسة الحكومة فقط؟ والأهم من كل ذلك هو ان تتغلب الثقافة الديمقراطية على عقدة الزعامة ومركب الشعور بالنقص والتمسك بالمناصب المصابين بها غالبية سياسيينا. فأذا شفي زعمائنا السياسيين وقادتنا من امراض السلطة ومباهجها تعافى الشعب وعم الخير على الجميع.فهل سيستطيع زعمائنا السياسيين وقادتنا بل وكل القادة العرب الشفاء من الآفة التي شخصها فيهم المورخ العربي الكبير(بن خلدون)، منذ مئات السنين عندما قال ( آفة العرب الرئاسة!!)؟ ، اتمنى وأدعوا الله لذلك!.

أحدث المقالات