بغداد كانت كما يصفونها عاصمة الدنيا عبارة عن مجمع ووعاء لاختلاط أصول جغرافي وقد ساعد ذلك على الحياة الاجتماعية إذ سكنت بغداد شعوب مختلفة تبادلت الثقافة وارتشفت من المركز الثقافات المختلفة ونقلتها الى بلدانها ، هي شعاع علم ومعرفة للعالم اجمع، وكتب عنها الأدباء والشعراء الكثير.
حتى غدت {قصة ألف ليله وليله} على كل لسان في العالم. .
كانت شوكه في عيون أعدائها ولا زالت، وبعد أن فقدت زمام المجد والشموخ وتبعثرت مصادر القوة انفتحت شهية الغزاة لاغتصابها وتدميرها. فتكالبت عليها وتعددت مراحل الاحتلال والغزو الهمجي في مراحل التاريخ التي سنأتي على ذكرها، ولا زالت رغبة الأعداء حتى الان.
* احتلت بغداد في يوم الأحد 4 صفر 656 هجرية الموافق 10 فبراير 1258 ميلادية
على يد هولاكو حفيد جنكيز خان وقتل الخليفة المعتصم.
* احتلت بغداد عام 1508 وسقطت بأيدي الصفوين في عهد إسماعيل الصفوي
*احتلت بغداد عام (1831) وسقطت بأيدي الجيش العثماني بعد ما يقارب 82 عاما من سيطرة المماليك عليها. .
* احتلت بغداد عام 1917 في يوم الأحد 11 مارس 1917وسقطت عاصمة ولاية بغداد العثمانية بعد سلسلة من الانتصارات على يد الجيش البريطاني خلال القتال مع الأتراك العثمانيين في الحرب العالمية الأولى وهكذا احتلت من قبل بريطانيا. .
*احتلت بغداد عاصمة جمهورية العراق يوم الأربعاء 9 أبريل 2003 بعد أن تمكنت القوات الأمريكية من التقدم لوسط بغداد. .
ومن المفيد إن نذكر بعض تفاصيل إحداث فترات الاحتلال الرئيسية وغيرها والتي سببت الكثير من الآلام والمشاكل والويلات دون إن يكون لشعبنا يد بذلك.
عندما استطاع هولاكو حفيد جنكيز خان عام 1258من غزو بغداد واكتساحها فقد دمرها تدميرا شاملا وطمس كل نفائس العلم والمعرفة وحرق كل ما ينسب لحضارتها وقتل أكثر من مليون وثمانمائة إلف شخص خلال أربعين يوما. .
وبعد خمسة وثلاثين عاما عاد حفيد هولاكو تيمور لنك إلى بغداد وقتل عشرات ألاف ونهب أموالها وكنوزها.
بعد عام واحد من احتلال تيمور لنك ضرب السلطان احمد حصارا حول المدينة ودخلها وارتكب المجازر فيها.. ثم عاد تيمور لنك إلى بغداد فحاصرها أربعين يوما وضربها بالمنجنيق ودخلها وقتل ألاف من سكانها وبعد ذلك أعاد العراقيون بناء مدينتهم. .
ولكن بعد سبعة عشرة سنة سقطت بغداد بعد إن حاصرتها جيوش ( قره يوسف) وقادها ابنه (محمد شاه ) وقتل ألاف من أبنائها وأسس فيها ( دولة الخروف الأسود) واحتل بغداد أيضا (احمد ابن قره يوسف ) وحكمها ثلاث وعشرين عاما .. ثم حاصر بغداد ( جيهان شاه ) ودخلها وعين ابنه ( بير بوداق ) واليا عليها ثم تمرد الابن على أباه وجاء أباه وأسقطه وقطع رأسه ومن معه .
ثم جاءت ( دولة الخروف الأبيض ) التركمانية بزعامة ( مقصود بن حسن الطويل ) وفي ظل النكبة كان الناس لا يحفلون بغير اللازم للمأوى والسلامة وذلك في عهد الدولتان دولة الخروف الأبيض ودولة الخروف الأسود وكان للاثنين في التاريخ اثأر دموية .
ثم جاء سنة { 1508 } الصفوي الكبير إسماعيل فقضى على دولة الخروف الأبيض التي كانت قد ابتلعت دولة الخروف الأسود وعمل في بغداد السيف والنار وذبح أبناء بغداد والعلماء وهدم قبور المسلمين وعين خادمه خليفة على بغداد بعد إن دمر الكثير من حضارتها ورونقها وأعاد لفارس عهدها في العراق استمر سبعا وعشرون سنه .
ثم جاء الترك العثمانيون سنة { 1534 } في عهد السلطان ( سليمان القانوني ) وبقيادة القائد إبراهيم اخرجوا بقايا الصفويين من العراق وأمر بإعادة بناء الأماكن المهدمة وعمل السيف أيضا وعانت بغداد والمدن العراقية الأخرى من ويلات الحروب والدمار .
ومرت السنون وبعد إعادة بناء المدينة دمرت أكثر من مرة جراء الحروب وطمع الآخرين ثم انتهى العهد العثماني .وحل محله الاستعمار البريطاني حيث بقيت بغداد ومدن العراق بأقسى ظروف التخلف ..
وأخيرا احتلت بغداد والعراق من قبل جيوش أمريكا وحلفائها الغربيين واستخدمت آلة الحرب الحديثة هذه المرة لتدمير معظم منشأتها وقتل وسجن الألوف من أبناء العراق المدنيين وتشجيع التطرف والطائفية ونصب حكومات هزيلة وطائفية وبعد خروج جيوش التحالف .. دخلت على الخط دول الجوار وجلبت معها العصابات المسلحة ونشرت الأفكار الطائفية والعنصرية وبذلك خلقت فوضى من خلال حكومات فاشلة أحرقت الأخضر واليابس بأفعالها وظلمها وتعسفها وانهيار مؤسساتها وانتشار فسادها ، كل ذلك نتج عنه فراغا امنيا وإداريا جلب لنا إرهاب داعش وعصابات الجريمة وإحلال الفتنة كيما يتم الانقضاض علي العراق وتقسيمه الى دويلات تتنازع فيما بينها ، وأخيرا ظهرت بوادر التقسيم من خلال إصرار البرزاني رئيس إقليم كردستان المنتهي ولايته على الاستفتاء الذي يؤدي للانفصال عن العراق رغم معارضة كل دول العالم وكل المؤسسات الدولية والإقليمية الا انه نفذ الاستفتاء؟!
عندها أنتفض شعبنا موحدا بقيادة ابن العراق الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء والقائد العام للقواة المسلحة الذي اوشك اعلى تحرير كامل الأراضي التي اغتصبتها فلول داعش الإرهابي بعد وتحرير جميع المناطق بقيادة جيشنا البطل وقواته المسلحة ، وبحكمته ورغم الظروف الصعبة استطاع الدكتور العبادي تطبيق القانون والدستور بوضع جميع المناطق المختلف عليها تحت سلطة المركز ومعها محافظة كركوك دون قتال او إراقة دماء وبذلك أستطاع العبادي توحيد كلمة الشعب العراقي والحفاظ على وحدة العراق والتركيز على هوية العراق الموحد.
شعبنا العربي يؤمن بحقوق اخوته الاكراد وسعى لتحقيق العديد من مطالبهم حتى أصبحت المحافظات الكردية الثلاث من أجمل وافضل محافظات العراق من جميع النواحي لقد عشنا سويتا تحت راية العراق الموحد ارضا وشعبا وكنا نفتخر اننا أصحاب حضارة علمت العالم، ولا زالت معاهد وجامعات العالم ترجح الكثير من المصادر الى علمائنا وتاريخنا وحضارتنا، فهل بهذه السهولة نجزْأ هذا الطود الشامخ على مر التاريخ؟
وبسواعد وإخلاص شعبنا اللوطن يمكن حل جميع المشاكل لنعيش بسلام، اخوة متحابين اكراد وعرب وتركمان ومسيحيين وجميع الأقليات الاخرى ومتعاونين لتحقيق نظام ديمقراطي مستقل يحترم الجميع ويتكفل بحرية وحقوق الجميع. .
وكي لا ننسى من أراد بنا سوءا اشرت الى فترات الاحتلال والعدوان على بغداد والعراق من قبل الطامعين الذين قتلوا أبنائنا ويتموا أطفالنا، ودمروا منشئاتنا وبنفس الوقت ننبه العالم والذين من حولنا ونقول لهم أوقفوا تعسفكم ضدنا، وكفى حقدا لان حضارتنا وتاريخنا لهما فضل على شعوب العالم، وينبغي احترام إرادة شعبنا وحقه بالعيش بسلام وأمان وحرية، كفاكم تدخلا في شئوننا ؟.