23 ديسمبر، 2024 12:38 ص

بيروت .. قبلة العرب وقنديل شعلتهم.. بيتها من زجاج..فلا ترموها بالحجارة!!

بيروت .. قبلة العرب وقنديل شعلتهم.. بيتها من زجاج..فلا ترموها بالحجارة!!

بيروت هي من علمت كثيرا من العرب أول دروس الوطنية،،ومعنى الديمقراطية.. ومعنى ان نعيش عهد الحرية ونتنفس طعم الكرامة العربية ، وفي بيروت تعلم كثير من العرب معنى القومية العربية ومعنى العروبة ومعنى الاشتراكية..وفيها تعلموا الماركسية اللينينية..وكل الافكار الثورية الجميلة التي كانت محط أنظار الأحيال العربية لعقود عدة من السنين!!

ولبنان هي من أوائل الدول العربية التي استقلت في 22 تشرين الثاني 1943 ، وهي من علمتنا كيف نؤسس الديمقراطية ونبني برلمانات ونقيم احزابا وقوى سياسية، تتحمل مسؤولية قيادة بلدانها الى الحالة الأفضل!!

وبيروت كانت المنارة العربية التي علمت كل الثوريين العرب ، معنى المقاومة ومعنى الجهاد ومعنى ان نبني كيانات عربية لديها القدرة على مواجهة التحديات ، وبضمنها التحدي الاسرائيلي، العدو الذي حول صراعه العرب الى صراع بين دولهم وحكوماتهم وشعوبهم!!

بيروت كانت قبلة الجمال العربي والخيال العربي وواحة حلوة للأمن والاستقرار ، وقد وهبها الله من روائع الطبيعة وجمالية الأجواء النضرة والعمارات الشاهقة المطرزة بكل ألوان الزجاج ، الذي يسحر بجمالية بنائه الهندسي ، ما يضيف للبنان نهضة عمرانية ، كانت محط كل انظار العرب، وكان كل العرب يتمنون لو انهم يصلون في يوم ما الى ربع ما وصلت اليه لبنان من روعة مناظرها الخلابة وجمالها الساحر الخلاب ، وهي بقيت حتى الان ، قبلة العرب في ثقافتها ووعيها وثوريتها وجمالها، وادبها وغزارة علمها وبطولة رجالاتها ، وهي من يتطلع اليها العرب في ان تبقى حلمهم الذي يودون لو يصلون اليه في يوم من الايام!!

بيروت كانت موطن الشعراء وموطن الادباء والمثقفين ونجوم الفن والابداع بمختلف ميادينه ، وأنارت سماء العرب بعلمها وادبها وثقافتها ، بالرغم من انها كانت هي واحة يلجأ اليها كل ثوري عربي يريد ان يتعلم الف باء العروبة، وأبجدية النضال ،وكيف يكون بمقدوره استلهام الافكار الثورية ، لتكون قناديل للعقل العربي ولوعيه ، لكي يرتقي ببنائه الثوري العربي الأصيل الى آفاق رحبة!!

وفي بيروت تجد كل فنون الجمال وسحر الطرب العربي الاصيل ، وهي من كانت تحتضن آلاف العرب المولعين بجمال صبايا لبنان وفاتنات عشقهم وروعة لهجتهم ، وعلب الليل وميادين الطرب العربي الاصيل التي تزدان بكل صور السحر والجمال، وهي الواحة الغناء الساحرة لكبار مبدعي الفنون، التي تخفف عن ملايين العرب سقمهم وعذاباتهم ، وفيها تعلم العرب الدبكات العربية والغناء العربي الأصيل ، حتى ان راقصات لبنان وكل فنانات العرب ، أسحرن العرب بغنائهن ورقصهن الفاتن الجميل، الا انهن في المقابل علمن العرب كيف يكون معنى الرجال، وكيف يرقصون مع الصبايا ويتعلمون لغة الحب والرومانسية ، ويعيشون أجمل أيام عمرهم في ليالي بيروت ، التي تزدان بكل ما ساحر وجميل، ويرتقي بالنفس البشرية الى أعالي الكبرياء!!

بيروت ايها العرب ، بفنادقها وعماراتها الفخمة التي تأوون اليها وترتشفون من عبق عطرها ومن شرابها اللذيذ هي مكان عشقكم ولوعتكم وغرامكم وهي شفافة مثل الزجاج ..نعم هي شفافة مثل قلوب العاشقين والهائمين في بحور الغرام، وهي من علمتكم الافكار الثورية الجميلة، وهي من علمتكم الرماية وفنون القتال العقلي الفكري ، ولأن أغلب مفاتن سحرها من زجاج، ولان فضلها عليكم كلكم كبير جدا، فلا تردوا الدين لها بخناجر تصيب خاصرتها، ولا ترموا من علمتكم الحياة ومعنى أن تكونوا بشرا بالحجارة، فهي الزجاجة الشفافة الساحرة الجميلة، وليس من قيم الوفاء ان ترموها بالحجارة ، والافضل لكم ان تدينوا لها بالولاء ، وان تكون عنوان فخركم وصمودكم ومصدر الهامكم..لهذا كله فليس من الانصاف ان ترموها بالحجارة!1

ألف تحية للبنان العربي الأصيل وبيروتها درة العرب ولؤلؤتهم الثمينة في ذكرى استقلالها المجيد في الثاني والعشرين من تشرين الثاني من كل عام..ولتضاء شموع الفرح وتزدهي بيروت بألقها وسحرها الخلاب..لتبقى كما كانت محط أنظار اجيال العروبة الحالمين بفجر عربي جميل، يرتقي بهم الى الأعالي..وكل عام وبيروت وكل لبنان بألف خير..ولها منا ملايين القبلات ..ولصباياها الجميلات وعمرانها الشاهق ، وبحرها الساحر الجميل باقات من ورود الوفاء ، لتلك الغانية المثقلة بكل الجواهر الجميلة..ولها منا كل محبة وتقدير!!

وما علينا الا أن نردد مع فيروز عصفورة الطرب العربي الأصيل وجار قمرها المنير أغنيتها الرائعة : أنا جئت من لبنان من بلد اذا داعبته الريح ينكسر!!