لازال رموز الازمات ينتهجون لغة التصعيد والتناحر غير اّبهين بالموت المجاني وتعطيل الحياة والتنازع وافتعال الأزمات من أجل الاستئثار ضعيفاّ مهمشاّ ذليلاّ للانقضاض عليه لحظة الاستسلام رافعين شعارات وخطابات مليئة بالسب والقذف وعدم المهنية لتضحي بالماضي والحاضر ومستقبل الاجيال التي انهكها شغف العيش معتمدين على الطبقية والازدواجية ونشر الفقر والجهل والبطالة والفساد فقد باع من لا ذمة له حقوق وذمم المواطن بحجة رفع لواء المدافعة عن المظلومين والمحرومين ولكن افعالهم هي من زادت الظلم والحرمان وتصحر الاراضي وسوء الاحوال الجوية بعقول تصحرت لا ينبت بها الاّ الا افكار الفساد والنهب والمخادعة وزرع الفتن فقد خدعوا اهلهم واستهانوا بالكرامة والتضحيات ومن جلد بالأمس من اجل كلمة حرة يجلد اليوم لأجل رغيف خبر فالديمقراطية رفعت القطن من افواه المواطنين الاّ إن السياسين وضعوها في اّذانهم و لازال البعض يعتمد على على بطانة وحاشية متقولين متخذين لأنفسهم ناطقين اعلاميين يشعلون النار بين الكتل والاحزاب والطوائف والقوميات لتولد التنافر بين افراد المجتمع وتعطل خطوات البناء والاصلاحات بأساليب تصفية الحسابات والتسقيط وردود الافعال معتبرين انفسهم طواوويس السياسة وعباقرتها لا يفهمون أثر ما يقولون ولا يرحمون من سلمهم الأمانة فأولئك المتقولين يحترفون اشعال الفتن وتقليب الرماد والابتعاد عن الاصلاحات فالاختلافات لا تصل الى حد التقاطع والابتعاد عن نقاط التلاقي بالجري خلف التكهنات والضنون ونوايا سيئة تحريضية عدوانية والشراكة لا تعني التسويق على حساب الأخر وتوسيع المنفعية فالحقوق والواجبات متساوية بين الجميع والاصلاحات مطلوبة من الجميع وإنطلاقاّ من الدستور والواقعية هي تقديم اولويات البناء التحتي للمجتمع والفرد اولاّ ورفع حالات المحرومية وإيجاد سبل بعيدة عن الدوافع السياسية والمصالح للنهوض بالواقع والاستفادة من الخيرات التي يمتلكها البلد فالبصرة ثغر العراق وام للخير يهددها التصحر والبطالة وهجرة الايادي العاملة لم يفكر ساسة المصالح الاّ لأخضاعها للمزايدات السياسية ولم يفكروا بالاهتمام بها بدل الاهتمام من ديمومة فتيل الازمات وجعلها مدينة تضاهي مدن عالمية حيث موقعها الساحلي ونفطها الكثير وحدودها مع ثلاثة دول فأنساق ابواق المدافعين عن المناصب لاهين بخوض الحروب دون الالتفات للوراء لتلك المدن التي احتضنتهم واوصلتهم الى سدة الحكم وتسلقوا على اكتاف مواطنيها فإستمروا باساءة الصنع والعمل بالافعال والاقوال الوافدة فأغلب الدول وخاصة المجاورة لا ترغب ان تكون البصرة لؤلؤة على ساحل الخليج وتنافس اسطنبول ودبي لتكون مركز للحركة الاقتصادية في المنطقة مثلما لا ترغب ان تكون اربيل عاصمة للسياحة لذلك تجاذبتها القوى وتصارعت لسلب أمنها ليهرب منها التجار والمستثمرين ويندثر تاريخها وتضحياتها وينصف اهاليها وأولئك السياسين مستلين السيوف يدافعون عن الكراسي مفتعلين الازمات بدل من اقناع الشركاء في الوطن من رحمتها بل ان منهم من رشح بأسم البصرة او العمارة والناصرية والسماوة وغيرها ويدعي انه خارج من رحم المعاناة فلم ينصب نفسهم للدفاع عنها انما اقواله وافعاله هي هدمها وبدل ترميم الوطن وتقوية البناء الديمقراطي واعادة الأمل تحولوا الى سبابين ينادون بالاصلاح ويلبسون دروع الحروب مسلقين على المباديء ومستوحين افكارهم من ماضي سحيق يقسم الشعب الى فئات ومقاطعات وطبقات فالكوليرا إن اصابت كردستان سوف تصل الى ميسان والارهاب حينما يرتع في الموصل لا يمنعه احد من وصول الديوانية والبصرة حينما تزدهر فسوف يأكل من خيرها ابناء دهوك وبعدما تجاوزت الأمم الكوليرا والاستلاء على الكرسي بالقوة من زمن بعيد ويكاد ان يكون من التاريخ تعود الكوليرا في العراق ويتصارع الساسة بالأستيلاء على المناصب بالقوة في زمن الديمقراطية ..