19 ديسمبر، 2024 1:41 ص

خيار العراق الابتعاد عن السرطان الايراني

خيار العراق الابتعاد عن السرطان الايراني

إستمرار تدهور الاوضاع في العراق و تأزمها و توتر الاجواء فيه على الرغم من التطورات الاخيرة الجارية، يرتبط جدليا بالدور الايراني في العراق و التأثيرات السلبية الناجمة عنه على أکثر من صعيد، وبقدر مايتصاعد هذا الدور و يزداد فإن الاوضاع تزداد سوءا و تعقيدا.

المفارقة التي يجب أن ننتبه إليها فيما يتعلق بالدور الايراني في العراق، هي إن هذا الدور لايطرأ عليه أي تغيير إيجابي مع حدوث تغييرات سياسية في طهران بين جناحي الجمهورية الاسلامية الايرانية، والانکى من ذلك إن الاوضاع في إيران قد تزداد سوءا تبعا لذلك، ومن هنا، فإن التعويل على عهد روحاني کما يأمل العديد من المنبهرين المخدوعين. و إنتظار أن يتمخض عنه تحولا إيجابيا في العراق، أشبه مايکون بالرکض وراء السراب.

عهد روحاني الذي بدأ بعد تفاقم الاوضاع في طهران و وصولها الى مرحلة بالغة الخطورة، إنما هو عهد قد بدأ من أجل الحد من تفاقم الاوضاع هناك من جانب و السعي لإمتصاص النقمة الشعبية المتصاعدة في سائر أرجاء إيران، من جانب آخر، بمعنى إن روحاني قد جاء بمهمة خاصة من أجل النظام القائم و ليس من أجل المنطقة عموما و العراق خصوصا کما يحاول البعض أن يفسر ذلك.

منذ آب 2013، أي بعد أن إستلم روحاني مهمام منصبه کرئيس للجمهورية، ساءت الاوضاع کثيرا في العراق بعد أن بدأ الدور الايراني يتصاعد و يتسع بصورة ملفتة للنظر حتى وصل الى حد يمکن أن نصفه بذروة التدخل الايراني في العراق، والاهم من ذلك إنه لم يصدر ولو تصريح واحد من روحاني بشأن إنتقاد دور بلاده في العراق خصوصا و المنطقة عموما بل وعلى العکس من ذلك نجد إن روحاني قد أشاد خلال الاعوام الثلاثة المنصرمة في أکثر من مناسبة بهذا التدخل و دافع عنه بل وإن آخر تصريحين له يدافع بإستماتة عن التدخلات في المنطقة و يعتبرها ضرورية و شرعية أي بنفس خطاب التيار المتشدد في النظام، وإن العراق الذي فقد عافيته منذ تصاعد التدخلات الايرانية فيه لن يستردها عبر لعبة تبادل الادوار في طهران و التي تجري أساسا من أجل مصلحة النظام وانما يتم إستردادها من خلال إنهاء التدخل الايراني جملة و تفصيلا و جعله محددا وفق القوانين و الضوابط الدولية المعمول بها في العلاقات بين الدول، خصوصا إن هذا النظام يتخذ من کل ظرف عراقي طارئ و خاص ذريعة لکي يتغلغل أکثر فأکثر في العراق کما شاهدنا في الحرب ضد داعش و کذلك في حالة الاستفتاء الکردي فقد کانت المصلحة الايرانية فوق کل إعتبار.

طالما بقي النفوذ الايراني في العراق و طالما ظل قاسم سليماني و ميليشياته يصولون و يجولون في العراق فإن کل من يتصور بأن الاوضاع في العراق على مايرام إنما هو أبعد مايکون عن الحقيقة و الواقع فلا أمن و لاإستقرار و لا أوضاع طبيعية و إعتيادية في العراق إلا بعد إبتعاد العراق عن السرطان الايراني المتمثل بنظامه الطائفي المعادي لشعبه قبل أي شئ!

أحدث المقالات

أحدث المقالات