18 نوفمبر، 2024 6:31 ص
Search
Close this search box.

العبادي ومعركته مع الفساد

العبادي ومعركته مع الفساد

في مؤتمره الاسبوعي،أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ان معركته القادمة بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي في العراق، هي مع الفساد ،وقد نوه الى رؤوس الفساد تلميحا لا تصريحا ،وحذرهم من إستخدام الدعاية الانتخابية للتغطية على فسادهم ،وسرقة دماء شهداء الحشد الشعبي في العودة للسلطة ،وكانت القوات العراقية والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب والرد السريع قدانهت آخر معارك داعش في قضاء راوه، التي تم تحريرها بزمن قياسي،في حين قبل يومين من تصريحات العبادي ضد الفساد، أعلنت حكومة واشنطن في البيت الابيض، أنها أنهت محاكمة نوري المالكي وعناصر مقربين منه وحاشيته ،بتهمة الفساد خلال دورتي حكمه،وإن(120مليار دولار) ،قد تسبب بهدرها وسرقتها هم وزمرته في السلطة ممن ينتمون لحزبه،وقد أكملت واشنطن جميع الدلائل والوثائق والاعترافات الشخصية لشهود مهمين مقربين جدا من المالكي ، تؤكد فساد واسع لنوري المالكي وحاشيته وحبربشيته وإبنه وقيادة حزبه ممن هم في السلطة معه،ولكن لم يعلن البيت الابيض ،متى يلقى القبض على نوري المالكي وإحالته الى القضاء ،هو وحاشيته الفاسدة، التي أهدرت 800مليار دولار خلال فترة حكمه المظلمة الطائفية ، التي اوصلت العراق الى ماهو عليه الآن ،حسب إعتراف واشنطن نفسها، وكذلك لم يعلن حيدر العبادي، أسماء الفاسدين وحيتان الفساد الان، ولكن نحن نرى أن الاعلان الامريكي والعراقي لرؤوس وحيتان الفساد في الاحزاب المتنفذة، وفي مقدمتهم نوري المالكي وجلاوزته ،سيكون مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، والتي وحسب جميع المؤشرات، تؤكد أنها لن تتحقق في العراق، لاسباب إستراتيجية أمريكية ودولية ،ولهذا سياتي كل شيء في أوانه، حسب الخطة الامريكية في التغيير الجذري ،لأستراتيجية الرئيس ترمب في العراق والمنطقة، ومن يتابع مجريات السياسة الامريكية الخارجية، يرى أنها تسير في الطريق الصحيح ،نحوالتغيير الجيوسياسي الجذري في الشرق الاوسط بعد القضاء على تنظيم داعش،ولكن ببطء شديد، فوضع الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية التابعة لايران والحوثيين، وقضية الاتفاق النووي الايراني، وازمة استقالة الحريري في لبنان ،والتهديدات السعودية والخليجية لايران، واجتماع مجلس الجامعة العربية مع وزراء الخارجية العرب لمواجهة ايران لانها تزعزع الامن والاستقرار في المنطقة، وتهدد مستقبلها، كلها مؤشرات واضحة واكيدة، على أن الموجهة القادمة ستكون مع ألاذرع الايرانية في الشرق الاوسط، ومع إيران من الداخل عن طريق دعم المعارضة الايرانية اللامحدود،وهكذا علت نبرة واشنطن والعبادي معا ، ضد إيران ، وضد ميليشياتها في العراق، واصفة قادة الميليشيات منظمات ارهابية وضعتهاعلى لائحة الارهاب الدولي ، كالنجباء والعصائب وبدر وغيرها ،واعلن العبادي تناغما مع السياسة الامريكية ،منع مشاركة الحشد الشعبي والميليشيات في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بعد ان صرح زعيم عصائب الحق ان الحشد الشعبي سيقود في السلطة في الانتخابات القادمة ، مما اثار حفيضة واشنطن والعبادي وشركاؤه في الحكومة، نحن نرى أن معركة العبادي مع الفساد ستنطلق تدريجيا، وتنفجر قبل الانتخابات باسابيع قليلة، حسب الخطة الامريكية ، كفرصة وضربة قاضية مزدوجة لحيتان الفساد وسياسيه الكبار،
وهناك مؤشرات اخرى تدخل في باب التحالفات الجديدة التي ستساند وتدعم العبادي في معركته ضد الفساد،والتي سيعتمد عليها كليافي مواجهة المفسدين الكبار، ونقصد بهم رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي ، اللذان زارا واشنطن مؤخرا، وأطلعتهم على خطتها ودعمها للعبادي في معركته وعليهم دعمه ايضا بقوة ، وهكذا كانت التصريحات لكل من السيد اساكة النجيفي وسليم الجبوري، التي تدعم القضاء على الفساد وضرورة مواجهة الفاسدين الكبار، حيث اكد سليم الجبوري بوضوح ،أن المرحلة مابعد داعش ،لابد ان يكون السلاح محصور بيد الدولة فقط، والقضاء على رموز الفساد ،وهكذا تحضر الادارة الامريكية معركتها ضد الفساد بجمع تحالفات عراقية حت خيمتها ، وتبعدها عن العباءة الايرانية والنفوذ الايراني، إذ أن المعركة القادمة للادارة الامريكية هي مع أيران في العراق، وهو صراع النفوذ والهيمنة وإخراج العراق من التأثير والهيمنة الايرانية، حيث تحشد جميع الوسائل العسكرية والاقتصادية والاعلامية ، واقامة تحالفات دولية للحرب على إيران، فهل ستبدأ معركة امريكا والسعودية مع ايران من العراق،خاصة بعد خضوع العبادي ،للضغط والتهديد الايراني ،بعدم استقبال ولي العهد السعودي في زيارته المقررة هذا الاسبوع،وهكذا نرى الصراع الامريكي –الايراني في العراق قد بدأ فعلا بعد إنتهاء معاركها مع داعش، للتفرغ لايران وأذرعها في المنطقة، في حين نرى تصاعد التأييد الدولي لأمريكا في معركتها ضد إيران ، كفرنسا وبريطانيا والمانيا ، في حين تتقلص علاقات إيران بحلفائها في المنطقة كروسيا وتركيا، والتي تحاول من خلال (مؤتمر سوتشي) أن تجد لها حليفا في مواجهة أمريكا وحلفائها، ما نريد أن نؤكده هنا أن معركة العبادي القادمة ،معركة صعبة لان رؤوسها مدببة، ولها أشكال هلامية لاترى، وإن حيتان الفساد قد أسسوا لهم مواطيء قدم في دول الجوار ،وربما سيفلتون من العقاب،ولكن الاهم من هذاهو ،أن شعب العراق كله قد كشفهم وفضحهم، ولم يعد لهم موطيء قدم عنده،مما يسهل احالتهم الى القضاء والتخلي عنهم بسهولة،لا بل سيحتفل بقدوم مثل هكذا يوم، لاسيما وقد رفع شعب العراق العظيم شعار( بإسم الدين باكونة الحرامية)،ونحن نشاهد التظاهرات المليونية التي تطالب بمحاكمة الفاسدين وكبار الحيتان، وذهبوا الى أكثر من هذا ،معلنين ومصرّين على محاكمة مًن كان وراء سقوط الموصل والانبار وصلاح الدين ،بيد تنظيم داعش الارهاب، ومحاكمة من كان وراء جريمة سبايكر،والاقتصاص العادل منه،إن معركة العبادي وأمريكا مع الفساد طويلة، ولكنها محتومة ،لان أمريكا لها مصالحها وأجندتها ،في إستقرار العراق بعد داعش ،وإعادته الى محيطه العربي ،بعيدا عن الهيمنة والاحتلال الايراني، وتحجيم إيران بكل الوسائل حتى لو بالقوة ،وقطع أذرعها بشكل نهائي، ونزع سلاح حزب الله ،خاصة وان الحرب في سوريا مع داعش والنصرة قد شارفت على الانتهاء، والتفاهم مع المعارضة السورية والنظام ، من جهة ، والتفاهم مع روسيا على تقاسم النفوذ والمصالح ، مما يسهل تحديد الهدف القادم وتنفيذه بسرعة ،وهو الحرب على إيران بعد تجريدها من حلفائها ،وجعلها أمام خيارين لاثالث لهما ،إما الانسحاب من الدول العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وعدم التدخل في شئونها، والتخلي عن الميليشيات التابعة لها هناك،وإما الحرب وهو الخيار الاقرب بالنسبة لايران لانها ستقاتل بالميليشيات وليس بجيشها، أي القتال بالانابة كما صرح زعيم حزب الله وزعيم عصائب الحق وغيرهم، الحرب إذا حصلت مع إيران ستكون ليس مع جيش أيران ،وإنما مع اذرعها وميليشياتها بكل تاكيد،إن معركة العبادي ستأخذ أشكالا متعددة ، منها مواجهة كبار الفاسدين ،وهي مهمة شبه مستحيلة،
إلا بإشراف أمريكي مباشر وقوي،والأخرى البدء بصغار الفاسدين من وزراء ونواب ووكلاء وزارة نزولا لكشف الحيتان والاعتراف عليهم كما حصل مع أكثر من متهم ،كمحافظ البصرة ورئيس مجلس المحافظة، ومحافظ الانبار وقضية تهريب متهم وفاسد كبير من قبل نائب عراقي هو جواد الشهيلي ، المهم معركة العبادي مستمرة وواثقة ،لانه يستند على قاعدة كبيرة من الشعب،الذي ذاق الامرين من حكم الفاسدين والتغطية عليهم من مراجع سنية وشيعية، أنا ارى المعركة مهمة جدا وعلى الاحزاب المتنفذة ان تكشف وبشجاعة عن الفاسدين فيها وهم كثر وقيادات خطرة،ولكن لاارى إنها ستعمل لان هذه الاحزاب أسست على الفساد، وإن الفساد هو سبب استمرارها في السلطة ، وسبب محاربتها لكل من يفضحها ويكشف سرقاتها ،لذلك إذا لم يتم القضاء على فسادها وإحالة رموزها للقضاء، ومحاكمتهم وإعادة أموال العراق التي نهبوها وسرقوها بقوة السلطة التي يتمسكون بها، لن تقوم للعراق قائمة، وما دعم أمريكا ومحاولتها تصحيح مسار وجودها في العراق، في المساهمة للقضاء الفساد ورموزه، فرصة قد لاتتكرر لسنوات طويلة وعلينا استغلالها كأبغض الحلول، الفرصة مؤاتية الان لدعم مواجهة الفاسدين وفضحهم أمام العالم ،مهما تكن عناوينهم ،وعلينا الاعتراف بالواقع كما هو ، لا كما نريده، لان الفأس وقعت على الرأس، ومن كان محتلا للعراق، أصبح منقذا له ،وهي إستراتيجية أمريكية ،لاخضاع وإذلال وقهر الشعوب، ونهب ثرواتهم ، وتمزيق وحدتهم الى مذاهب واعراق، وتقسيم وطنهم كما يخططون لها،وبالرغم من كل هذا العمل الجهنمي، إلا أن شعب العراق بقي موحدا ومتماسكا، لم يستطع المحتل ،ومن جاء به ،من عملاء وأحزاب وشخوص، رماهم فيما بعد الى مزبلة التاريخ، بعد أن فضحهم ولفظهم الشعب العراقي، نعم معركة العبادي مصيرية بالنسبة لشعب العراق ومستقبله، لانها تخرج العراق، من خانة الفساد ، التي جعله المالكي وزمرته في المرتبة الثالثة عالميا،وزرع الفساد بكل مفاصل سلطته ووزاراته وحزبه،ولهذا أصبح كشف الفاسدين والقضاء على الفساد، واجبا وطنيا ملحا ومقدسا ،في مرحلة مابعد داعش، فبعد أن طرد العراقيون زمرة داعش الارهابية ،وجب طرد رموز الفساد المعشعشة في وزارات ودوائر السلطة، التي تقودها أحزاب السلطة الاسلاموية، لان داعش والفساد وجهان لعملة رديئة وسيئة واحدة،خطرهما واحد على مستقبل العراق ووحدة شعبه وأرضه وتاريخه المضيء، الذي تريد زمر وأحزاب العمالة أن تلطخه وتشوهه في عارها وفشلها وحقدها وطائفيتها، لتنشر الكراهية وتزرع الاحقاد في نسيجها الاجتماعي ، هبوا يا عراقيين لمعركة الفساد، وفضح المفسدين لتضمنوا مستقبل أبناءكم ، وتحافظوا على سمعة عراقكم الذي مرغه أعداء العراق ،في وحل الفساد والنهب المنظم والعمالة وخيانة العراق ، بالولاء لايران ، وتدمير وتمزيق العراق، معركتنا مع الفساد آخر المعارك، لطرد ومحاكمة الفاسدين، بعدها سيتعافى العراق وتبزغ شمس الحرية على أرض الرافدين ،فعام 2017 كان عام القضاء على تنظيم داعش، وسيكون عام 2018 عام القضاء على الفساد وحيتانه ورؤوسه العفنه، وعام إزاحة نظام الملالي في طهران ،فهم رأس الافعى وراعية الارهاب العالمي كما تصفهم أمريكا دائما…..

أحدث المقالات