عندما نسلط الضوء على أخبار الزلزال بقوة 3/7على مقياس ريختر الذي هز المناطق المتاخمة للحدود العراقية –الإيرانية يوم الأحد 12/ نوفمبر وفي الجانب الإيراني و رغم الشعور به في 14 محافظة لكن كان الدمار بصورة أکبر في محافظة كرمانشاه حيث کشف عن عمق الكارثة المؤلمة التي ابتلى به الشعب و المجتمع الإيراني بسبب وجود نظام الملالي الفاسد والعائد إلى القرون الوسطى .
في هذه الكارثة المحزنة و في ظروف لا تتوفر فيها إمكانيات التواصل الاعلامي و لم تسمح السلطات الإيرانية لحضور أية وسيلة إعلامية دولية من أجل التغطية الاعلامية للمنطقة المنكوبة، يحاول نظام الملالي جاهدا بكتمان ما حدث نظير التقليل من عدد الضحايا والجرحى والمفقودين خوفا من تبعاتها و آثارها الاجتماعية حيث إن أكبر عدد أعلنته وكالة الأنباء الحكومية كان عبارة عن 530قتيلا وأكثر من 9آلاف جريح لکن وبناءا تقارير من مصادر محايدة فإن الخسائر أکثر من ذلك بکثير، حيث لايزال هناك الآلاف من الأهالي في المناطق البعيدة تحت الأنقاض ولم تصلهم أي إغاثة ومستشفيات المناطق المنکوبة لا تستطيع قبول الجرحى الجدد. ويمکن الحصول على معلومات من مصادر أخرى بشأن الارقام الکبيرة للضحايا عن طرق أخرى فمثلا ، ” قال محافظ كرمانشاه أنه و حسب أول تخمينات هناك تهدم 40ألفا منزلا أو تأثر من الزلزال.. كما أعترف المديرالعام لمديرية الطوارئ في محافظة كرمانشاه أن هناك تعرض 1930منزلا اصطدم من جراء الزلزال، كما أعلنت وكالة إخبارية أخرى باسم ”جامعه فردا“ في 14/ نوفمبر نقلا عن شهود عيان في قرية ”ثلاث باباجاني“ أعلنت بأن أكثر هذه القرى قد تهدمت 100% و في قرية يسكن فيها 35عائلة، قتل 18شخصا أيضا و في قرية أخرى يقطن فيها50 عائلة فيها لم يبق سوى عائلتين فقط“
و نقلا عن ”شهاب نادري النائب في البرلمان“ کتبت صحيفة تقول: “ليس هناك إحصائية دقيقة من عدد الضحايا في قرى «ثلاث باباجاني» و «أزكله» وأعمال البحث تحت الانقاض لازالت مستمرة. و للأسف تهدمت 90-95%من البيوت في ثلاث باباجاني و «أزكله» و «جيكران» و«جوانرود» وطبقا لما قد قاله قائممقام «ثلاث باباجاني» : في «ثلاث باباجاني» لوحدها تشردت 13 عائلة.
بالنسبة لسائرالخسارات لم يتم الکشف عنها و الاشارة الى الارقام الحقيقية لها، لكن هناك تخمينات تتجاوز المليارات من الدولارات ويجب التطرق إليها.
أحد أهم أسباب كثرة الضحايا في الزلزال، هو عدم تطابق البنايات المشيدة مع المعايير المعمول بها دوليا وتم بنائها من قبل شرکات و مٶسسات تابعة الى النظام الإيراني وعلى سبيل المثال ومن خلال مشروع بناء حکومي تحت عنوان ”مسكن مهر“ حيث إنه و نقلا عن ”جهانغيري“ المساعد الأول للملا روحاني بعد حدوث الهزة الأرضية قال:
“…أكثر المنازل المتهدمة کانت المبنية بواسطة مؤسسة «مسكن مهر»“ . كما وفي هذا النطاق كتبت جريدة «دنياي اقتصاد» الحكومية في 14/ نوفمبر تقول: ”.. نشر بعض الصور عن شارع فيه عدد من البنايات القديمة التي تم بناءها من قبل أصحابها التي لاتبعد سوى عشرة أمتار عن بنايات قامت مٶسسة مهر الحکومية بتشييدها، بقيت سالمة وحتى لم ينکسر زجاج نوافذها“ .
في ظل رفض النظام الإيراني بلسان وزير خارجيته «جواد ظريف»و بصراحة أية مساعدات خارجية لاتغاثية المنكوبين، غير أن هناك تقارير تدل على قلة الإمكانيات بصورة جدية وتوصف بأنها ضعيفة و بطيئة جدا وأبعد ماتکون عن التوقعات لسد احتياجات المنكوبين وإنهم يحتاجون إلى الغذاء و الماء و المأوى و البطانيات و… وكذلك الإمكانيات التقنية والمكائن و الالات اللازمة لانتشال الجرحى و المفقودين من تحت الأنقاض. كما أعلنت وكالة رويتر نقلا عن وكالة نظام الملالي بشكل رسمي: ” .. لقد انتهت عمليات الإنقاذ في غرب البلاد“.. وفي هذا الخضم، هناك النظام الإيراني الذي عوضا عن أن يفکر في أوضاع المنکوبين و کيفية إغاثتهم و مد يد العون السريع لهم، يفكر باوضاعه الأمنية كما منع التردد إلى المناطق المنكوبة أيضا كما أعلن «رحماني فضلي» وزير الداخلية لملا روحاني بصراحة قائلا: ”…إن أحد أولوياتنا في المناطق المنكوبة الأمن و النظام“ أيضا.
هذا و بعد هذا الحادث الأليم، بعثت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية رسالة التعزية إلى جميع العوائل الثكلى التي فقدت فلذات أکبادها وبعد التأكيد على خلفية نظام الملالي في إهمال حقوق وأرواح الناس وعدم الشعور بالمسؤولية في هكذا الحالات بالذات، طالبت الشباب ولاسيما في غرب البلاد ليسارعوا الى إغاثة المنكوبين الذين ما زالوا تحت الأنقاض و إيصال مساعداتهم إلي أهالي تلك المناطق وخصوصا المصابين والجرجى مباشرة كما وصفت السيدة رجوي في دعوتها بأن ” مساعدة المصابين و إنقاذهم وإغاثتهم واجب وطني أيضا “ كما خصصت قناة المقاومة الإيرانية التلفازية مبلغا قدره ميليار تومانا من المساعدات التي تم إهدائها لهذه القناة خلال فترة المناصرة قبل أيام من جانب أنصار المقاومة داخل إيران للمنكوبين أيضا وطالبت أنصار المقاومة الإيرانية لإيصال هذه المساعدات إلى المنكوبين في مناطق الزلزال مباشرة .
إن كارثة الزلزال في إيران أثبت مرة أخرى أنه طالما بقي نظام الملالي حاکما، فإنه يتم نهب ثروات البلاد من قبله أو تصرف على القمع الداخلي و تصدير الإرهاب و إثارة الحروب و التدخل في شؤون البلدان الأخرى كسوريا و العراق ولبنان واليمن والبحرين والكثير من سائرالبلدان وليس فقط المشكلة في هشاشة البنايات التي تم بناءها في المشاريع الحكومية فحسب حيث لا تقاوم مقابل الحوادث الطبيعية، و إنما هناك اولوية كاملة لهذا النظام في صرف الثروات و الأموال و الموارد الأخرى و هي زج قواته إلى المناطق المنكوبة لإخماد الاحتجاجات الشعبية بواسة المنكوبين أولا و منع وصول مساعدات الشعب إلى مواطنيهم المنكوبين ثانيا أو نهبها و ليس إلا.