لا يخفى على أحد إن الحشد الشعبي بكل فصائله قد تشكل بفتوى السيستاني وحتى الفصائل والحركات المسلحة التي كانت موجودة قبل الفتوى راحت تعمل بالعراق بشكل علني وانضمت تحت لواء الحشد بصورة عامة ، فكل ما صدر من تلك الفصائل من أفعال ايجابية كانت أم سلبية فهي محسوبة على السيستاني الذي يعتبر الأب الروحي للحشد ، ومن يقول إن هناك فصائل وحركات موالية لإيران وليس لها ارتباط بالسيستاني فارجع عليه القول ارتباط تلك الفصائل بإيران من ناحية القيادة العسكرية لكن من الناحية الروحية والشرعية فهي مرتبطة بالسيستاني ارتباط مباشر وكل قيادات الحشد تعلن الولاء والسمع والطاعة له ، لذلك لا يمكن الفصل بين الحسنات وبين السيئات الموجودة عند الحشد ، أي عندما نقول الحشد حقق انتصار على أرض المعركة فنقول هذا بفضل السيستاني وعندما نقول هناك فصائل متهمة بالتمرد على الدولة العراقية وارتكبت جرائم بحق العراقيين وعليها ملفات فساد نقول هذه الفصائل غير محسوبة على الحشد أو لا سلطة للسيستاني عليها وتصرفاتها تعتبر شخصية فهذا يعتبر كيل بمكيالين وتهرب من المسؤولية.
فبعد أن أصدر الكونغرس الأمريكي قرار بشأن حركة النجباء المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي بإعتبارها حركة إرهابية وهذا القرار طبعا يعد مقدمة لقرارات أخرى مشابهة ستكون موجهة لحركات وفصائل أخرى ، فهذا القرار قد أحرج السيستاني لدرجة كبيرة فهو الآن أمام خيارين لا ثالث لهما ، الخيار الأول أن يدافع عن تلك الحركة – حركة النجباء – ويرفض القرار الأمريكي لأنه يستهدف فصيل مهم وكبير من الحشد وله دور في تحرير الأراضي العراقية من دنس تنظيم داعش وكما بينا هذا القرار هو مقدمة لقرارات تستهدف أغلب فصائل الحشد إن لم يكن أجمعها فإذا صدر الرفض من السيستاني فسيكون هناك تصادم بينه وبين الأمريكان الأمر الذي سيؤثر بشكل العلاقات بينهما هذا من جهة ومن جهة أخرى سيظهر السيستاني بمظهر المدافع عن الحركات الإرهابية في حسب الرأي العام العالمي وهذا ما سيعكس صورة مغايرة له ويخالف كل ما روج عنه بالإعلام كونه رجل سلام وما إلى ذلك من بهرج إعلامي.
أما الخيار الثاني وهو أن يمضي السيستاني هذا القرار عن طريق السكوت والتغاضي عنه أو عن إصدار موافقة علنية وهذا ما سيؤثر على صورة السيستاني داخل المجتمع العراقي الذي ينظر للحشد بأنه مقدس وكذلك يظهر السيستاني بمظهر المتواطئ مع الأمريكان ومتعاون معها وهو يقبل بكل قرارات أمريكا تجاه الحشد ، الأمر الآخر هو تصدع الحشد وتفككه وتحول ولائه الروحي والشرعي من السيستاني إلى إيران خصوصاً وإن الأخيرة قد حددت وضع بديل عن السيستاني وهذا ما يسمح بإحدث شرخ داخل الصف الشيعي وهو مقدمة لتحول ولاء العديد من فصائل الحشد لإيران لخوفها من قرارات مشابهة ، فمهما اتخذ السيستاني من قرار وخيار فسيكون أحدهم أمر من الآخر فماذا سيختار السيستاني ؟ أم إنه سوف يرمي الكرة في ملعب الحكومة العراقية وإن أقدم على ذلك فإنه يعني وافق وأمضى القرار الأمريكي ، فهذا القرار أحرج السيستاني لدرجة كبيرة فكيف سيخرج السيستاني من هذا المأزق ياترى ؟.