من العبث أن يعقد المجلس الوزاري للجامعة العربية إجتماعه الطارئ يوم الاحد القادم في القاهرة من أجل إلقاء مجموعة کلمات وخطب تکرر مواقف سياسية سابقة، خصوصا وإن البلدان العربية وللأسف لها باع بهذا الصدد، لکن من الضروري جدا أن يکون الاجتماع من أجل الخروج بنتائج عملية لها وقعها و صداها في الواقع وهذا مايتطلب أن يکون هناك إعداد مسبق لما يحتمل أن يکون مٶثرا و مفيدا لهذا الاجتماع وله دوره في تحقيق الاهداف المتوخاة من وراء الاجتماع.
إستغلال الظروف و الاوضاع الشاذة و الطارئة لدول المنطقة و التصيد في المياه العکرة، کان ولايزال المحرك الاساسي لنهج نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في التعامل و التعاطي مع بلدان المنطقة، وإن لتدخلات إيران في کل من لبنان و العراق سوريا و اليمن قصتها الخاصة، لکن الذي يجمع بينها جميعا هو إن الاوضاع لم تکن مستقرة وکانت هناك ظروفا طارئة، ولذلك فإنه وعندما يزعم الرئيس الايراني بأن تدخلات نظامه في بلدان المنطقة کانت بناءا علب طلب حکوماتها، فإنه کذب مفضوح لنظام عاش و يعيش و يستمر على الکذب و الخداع و قلب الحقائق، وإن على الوزراء المجتمعين في القاهرة أن يضعوا على طاولة البحث الملف الايراني أمامهم و يدرسوا الاوضاع في إيران من مختلف الجوانب، وبشکل خاص موقف الشعب الايراني من النظام و الاحتجاجات المتصاعدة حاليا بصورة غير مسبوقة، وأن يضعوا نصب أعينهم أيضا موضوع ملف مجزرة صيف عام 1988، والذي ينتظر أن يطرح أمام إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر، ذلك إن هذا الملف أشبه مايکون بسيف ديموقليس المسلط على رأس النظام لأنه يرتبط بإعدام 30 ألف سجين سياسي من دون أي مسوغ قانوني وانما بناءا على فتوى غريبة من نوعها من جانب الخميني.
مجزرة صيف 1988، التي يتهرب منها النظام بمختلف الطرق لکنها تطارده ککابوس ولم يستطع إخفائها و التغطية عليها على الرغم من مرور 28 عاما عليها، وجه الخطورة فيها، إنها تشتمل و تحتوي على کافة مستلزمات و متطلبات الجريمة ضد الانسانية، رغم إن منظمة العفو الدولية کانت قد إعتبرتها کذلك، وإن حرکة المقاضاة التي تقودها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي منذ سنة، قد تمکنت من طرحها و إيصالها الى الرأي العام العام الشعبي و الرسمي في البلدان الغربية التي صارت على إطلاع کامل بکل جوانب الجريمة و قد دعت شخصيات و منظمات و أحزاب و برلمانات الى إدانة إيران بسبب هذه المجزرة و ملاحقة مرتکبيها و محاکمتهم، والاهم من ذلك إن الامم المتحدة قد تبنت الموضوع وهو يحتاج الى التصويت للخروج بمشروع قرار قاتل للنظام الايراني، وبإعتقادنا يجب أن يفکر المجتمعون في القاهرة بهذا الامر مليا و يضعون منذ الان خططهم لدعم مسار تإييد و دعم هکذا قرار من شأنه أن يضع النظام کله على سکة الموت.