17 نوفمبر، 2024 5:27 م
Search
Close this search box.

المصدر المقرّب من العبادي .!

المصدر المقرّب من العبادي .!

على مدى الأسابيع والأيام القليلة الماضية ازدادت نسبة الأخبار والتصريحات المنسوبة لأكثر من مصدرٍ مقرّب من السيد حيدر العبادي , والواقع فأنّ ارتفاع هذه النسبة من الأخبار التي تدلي بها بعض المصادر تكاد ترسم علائمَ استفهام مجسّمة .! , لكنه في الصحافة والإعلام بشكلٍ عام وعلى المستويين العالمي والعربي فمن الطبيعي أن يرد خبرٌ ما لمسؤولٍ ما يرفض الكشف عن أسمه ” لأسبابٍ خاصة قد تسبب له الأحراج ” وهذا اضحى من الأعراف التقليدية جدا منذ نحوِ نصف قرنٍ من الزمن او اكثر , ولكن بشرط أن تحتفظ الصحيفة او الوسيلة الأعلامية بأسمه الحقيقي سرّاً لأسبابٍ نادرةٍ قد تتعلق بالقضاء اذا ما اقتضت الضرورة لمساءلة الصحيفة , وفي ذات الوقت يلاحظ القرّاء أنّ وسيلةٍ اعلاميةٍ ما قد تبادر بنشر خبرٍ ما تحصل عليه من احد المسؤولين في الدول وتستجيب لطلبه بعدم ذكر أسمه ايضاً , وهذه باتت اكثر من تقليديةٍ ايضاً في عالم الصحافة منذ زمنٍ طويل , ولم نأتٍ بجديدٍ هنا لغاية الآن .! , وبقدر تعلّق الأمر بالصحافة العراقية قبل الغزو والأحتلال الأمريكي , فكان من النادر أن ينقل الإعلام العراقي خبراً ما يتعلّق بالشأن الداخلي العراقي نقلاً عن مصدرٍ مقرّبٍ الى السلطة او النظام .! , إلاّ اذا كان الأمر مرتّباً مسبقاً .!

نشير هنا بأشارةٍ عابرة ٍ تتعلّق بهذا الشأن , أنّ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حين يرغب بأصدار ايّ قرارٍ او مشروعٍ جديد يتعلّق بالشأن الداخلي للمجتمع المصري , فكان يتعمّد تسريب فحواه عبر رئيس تحرير صحيفة الأهرام الراحل محمد حسنين هيكل ” وهو الرجل الأكثر قرباً له ” , بهدف جسّ نبض الشارع المصري مسبقاً لمشروعه او قراره , ومدى مقبوليته لذلك , ومن ثم قد يلغيه على الفور .

في العراق , وفي الوضع الراهن وفي الظرف السياسي الساخن الحالي , فالأمر مختلف جذرياً عن التقاليد والأعراف الصحفية المعتادة في العالم .! فبعد حكومتي اياد علاوى وابراهيم الجعفري , انبثقت فجأةً وكتحصيل حاصلٍ لعله غير مقصود ! , إذ غزت الجيوش اللكترونية الفتاكة الساحة الأعلامية العراقية , تنشر وتبث الأخبار التضليلة او المضللة , وتتعمدُ قصداً التشويش الفكري على الجمهور المتلقي , وتشتت الرأي العام إرباً إرباً لهدفٍ محدد ومرسوم للترويج لأحد الساسة او رؤساء احزابٍ ما ! وايضاً للتأثير سلباً على الخصم السياسي المنافس .! وتكون الضحية التي يجري ذبحها ” وفق الشريعة ” هي الجمهور .!

وَ عَودٌ على بدء , فكثرت مؤخراً التصريحات والأخبار والمواقف المسبقة او ” الأستباقية ” لمصدرٍ او مصادرٍ تدّعي او تزعم انها مقرّبة الى رئيس الوزراء , لتعلن من جانبها عن موقفٍ سياسيٍّ له تجاه حدثٍ لم يقع بعد ! , و وقد بلغ ذلك حدّ التمادي لتصريحٍ صدر عن النائب في دولة القانون السيد جاسم محمد جعفر ليصرّح ويعلن بصفة ” مقرّب ! ” أنّ رئيس الوزراء سوف لن يستقبل او يرفض زيارة وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان الى العراق , والتي سبق للسيد العبادى توجيه الدعوة له لزيارة العراق , اثناء دعوته لزيارة السعودية , وهذه بروتوكولات دبلوماسية متبادلة , والأهم ما فيها هو الأستماع لما يحمله الضيف الزائر , ولا يعني ذلك الأتفاق او التوافق مع ما يطرحه في زيارته , ووفق ما اشرنا لحالة او ” ظاهرة ” انبثاق وارتفاع نسبة المصادر التي تقرّب نفسها في الإعلام للسيد العبادي , فقد اضطرّ مكتب رئيس الوزراء الى تكذيب ونفي تصريح النائب ” جاسم محمد جعفر ” عن رفض استقبال وليّ العهد المملكة السعودية .!

وإذ لا نتحدث هنا عن السعودية او سواها , او عن هذا النائب من الطائفة التركمانية في دولة القانون او سواه , وحيث يعايش المجتمع العراقي اوضاعاً متأزمة سياسياً وأمنياً , والناس مشدودة الأعصاب للمداخلات التي تمرّ بها ابلاد في كافة المجالات والزوايا , فمن المفترض بل ما يتوجب على رئاسة الوزراء اصدار اوامر مشددة بعدم الإدلاء بأيّ تصريح لأيّ جهةٍ او فئةٍ سياسية تنسب القول فيه لرئيس الوزراء , ففي ذلك ليس ارباكاً نفسياً وفكرياً للشارع العراقي برمّته , بل له ما له من ابعادٍ سياسية ودبلوماسية قد تربك مهام السفارات في بغداد , وحتى القنصليات المعتمدة في اربيل .!

أحدث المقالات