سرنا بدربٍ مظلم ٍ طويـلْ
بحْـثا ً عن السعادة … بحثا عن البديلْ
كـان لنا في سيرنا دليلْ
…….
كثرتْ محطات ألأملْ
كـَبُـرَ الرجاءْ
مرّ بنا ألفُ صباح ومساءْ
فلمْ نرى إلا ّ التعاسة والتخاذل والفشلْ
لكنْ…محـطات ألأملْ !!
للدربِ كانتْ بدايه
ليس للدربِ نهايه
كل ما فيه غريب وعجيب ورهيبْ !
كل من تاه به …مثـْلي… كئيبْ
يا لنا من بُـلهاءْ !
كمْ تحـَمّـلنا التـعاسة والعناءْ !
ووهبنا النفسَ للـّغـْـزِ المـُريبْ!
رغمَ ما نشعرُ من مـَقـْتٍ لهُ
كمْ هـَتـَفـْـنا إنـّه أغلى حبيبْ ؟!
إنـّهُ الدرب الذي أنـْهَـكنا
إنـّهُ اللغزُ الذي شـتـّـتـنا
فتطايرنا شـَظايا…
بعد ان كـُنـّا كيانا كاملاً
فيه أصْبَـحْـنا بقايا
وتـَفاهات زَمـنْ ؟!
مـَلـّتْ ألأعـيُـنُ من رؤيا السرابْ
كـَلـّتْ ألأنـّفسُ من كـثر الـعـذابْ!
أزحـْنا… عن دلـيلـنا… الـنِـقـابْ!
يا ويـّحـنا دلـيـلـنـا … غـُـرابْ !!
فـَـلـمْ يـَدلّ حشـْدنا إلا ّ الى الخراب!
عُـدْنا لموضعنا القديمْ
تـحَسـّسنا لـَذ ّة َ الـنسيمْ
ودفىءٌ يـُنـْعشُ البدنْ
فأذا السـراب لمْ يَعدْ سرابْ!
فلمسـناهُ إذ ْ به.. التراب !!
فعرفناهُ إنـّه ألوطـنْ !!
قد إنـْتـهى الضياع والرحيلْ!
ووجدناهُ رائـعـا… أصـيـلْ!
ليس لنا عن الوطن بديلْ
ليس لنا غير الوطن دليل!
أعِـدْ لـِعـَيْـني نورَها !
يــا وطـنـي الـجـَمـيـلْ !!!
10 / 10 / 1990
ديوان ” من دفاتر الغربة”