أيها الرحيم جدا والعطوف كقلب أم عراقية , يا من تبكي بنشيج وألم على كل دمعة فقير ومعوز ومحروم ومنكسر وعاشق وعلى كل بلبل تسقط منه ريشه , ولذلك قلت لنا “وهو معكم أينما كنتم ” , يا من وهبتنا علي بن أبي طالب كي يكون بابا واسعا إلى رحمتك أو لرحمة الفقراء ,علي بن أبي طالب بوصلتنا إليك وخريطتنا للوصول الى وجهك الكريم , يا من أعشقك جدا جدا ” ماعبدتك خوفا من نارك ولاطمعا في جنتك ولكنني وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك ” وسأعبدك حتى وان تخليت عني وحشاك أيها العطوف, يا من توزع الابتسامة على الأيتام في حي التنك وحي الفكــر وحي العدس وكل أحياء الحواسم , هذه الأحياء الأقرب إلى روحك , وأنت كل صباح تلقي عليهم التحية وتقول ” أبات وما املك شي وأصحو وليس لدي شي ولكنني املك كل شي ” وأنا على يقين انك لم تمر يوما على باب المنطقة الخضراء ابغض المناطق إلى روحك , أيها الجميل في زمن كثر فيه القبح والعظيم في دنيا كثر فيها العظماء المصنوعون من ورق وفضائيات , لقد تحاصصوا كعبتك وبيتك العتيق كأي وزارة او بئر للبترول او مقاولة لتبليط شارع , ولذلك انحرمت (ام علي ) من زيارة كعبتك , (أم علي) يارب الفقراء امرأة ريفيه من الاهوار سقط رأسها في (صريفة) عائمة فوق مياه الهور , كل قصبه فيها تسبح لك ليلا نهارا ,ارتدت السواد منذ يوم ولادتي عام 1974 بعد ان فقدت احد أبناء عمومتها في واحده من الحروب السياسية الكثيرة جدا والتي يكون الفقراء حطبها الدائم وإلى هذا اليوم ’فهي لا تعرف سوى اللون الأسود ,كل ألوان الدنيا في عيونها الذابلة هي السواد رغم تطور الألوان والذي تعرفه من خلال قصور المسؤولين, هذه المرأة لاتحب في الدنيا شيئا بقدر حبها لزينب الحوراء ,ولم تبغض شيئا في حياتها رغم ان قلبها لا يعرف البغض والكراهية ’ ولكنها تبغض عفلق ( ونغولته ) كما تسمي البعثيين , امرأه وقفت بوجه ( محمد الشفل ) احد (نغولة) صدام لتقول له ” أنت وعفلقك نغل كلمة حق عند سلطان جائر, وبسبب هذه الكلمه تحنى شيبها بدمائها ,هذه الكلمة لا يقولها إلا القليل في زمن اغلب الذي يدعون البطولة ألان من أعضاء مجلس النواب والمسؤولين لاذوا بالفرار أو الصمت … كل أمنيتها في دنياها الغابرة أن تزور بيتك لتقول لك بلهجتها الجنوبية” ربي فدوه اروحلك بجاه الحسين عندك خليني من أنصار زينب واحفظي علاوي وليدي الوحيد ” فهل هذا كبير يا رب ” فقد وقفت سفينة المساكين عند باب جودك وكرمك ” قدمت لتزور كعبتك وترتدي الإحرام من خلال ما يسمى هيئة الحج والعمرة او (هيئة توزيع الكعبة بين السياسيين والتجار ويطب الفقراء مرض ) ولكن لم يظهر اسمها في القرعة فهي ليست عضوا بارزا في حزب او كتلة او تيار ولا تصلي في الخط الأول خلف شيخ فلان او سيد علان وليس لها ممثلا في البرلمان ولا تملك رصيدا في البنك ، كل رصيدها في حياتها انها تحب الحسين و لا تعرف لماذا .. سوى إنها تحبه إلى حد الثمالة ، لا تريد ان تذهب الى بيتك من اجل الدعاية الانتخابية كي يكتبوا في اللافتات انتخبوا مرشحتكم الحجية ام علي ولا من اجل ان تحفظ تجارتها وأرصدتها كحال التجار الذي يقصدونك كل موسم … ولذلك يارب ارحم دموعها وحقق هذه الأمنية وابن ِ لنا كعبة أخرى للفقراء فقط .