تشهد الساحة السياسية العالمية والإقليمية أحداث سريعة جدا . حيث ومنذ 13 أكتوبر 2017 عند إلقاء الرئيس دونالد ترامب لخطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتسارع هذه الأحداث يوميا . قال الرئيس الأميركي في كلمته : ” .. « … “لقد أخفى النظام الإيراني دكتاتورية فاسدة تحت غطاء ديمقراطية كاذبة، صادراتها الرئيسية ممارسة العنف وإراقة الدماء والعبث “ … حيث يصرف هذا النظام موارده النفطية لتمويل حزب الله والارهابيين الآخرين “.. و” يقوم بتعزيز دكتاتورية بشارالأسد وتصعيد الحرب الأهلية في اليمن و زعزعة السلام في كل أرجاء منطقة الشرق الأوسط ” …» .
هذا وقد أكمل الكونغرس الأميركي وبإقرار 4 مشاريع قانونية ( في 26و27 أكتوبر ) طوق الحصار السياسي و الاقتصادي ضد حرس النظام وذلك بفرض العقوبات الشاملة عليه حيث تستهدف 3 من هذه المسودات، حزب الله كالقلب النابض للإرهابيين خارج الحدود الإيرانية و المسودة الرابعة تستهدف برنامج النظام الصاروخي والمسودة تكون مزدوجة للحزبين الأميريكيين بالذات ..
و في 31 / أكتوبر أي بعد 90 يوما على توقيع الرئيس الأميركي، تم تنفيذ قانون ” كاتسا “ وبناءا على ذلك وفي أول خطوة، فقد تم إدراج الشخصيات و المٶسسات المرتبطة بالحرس الثوري ضمن جدول العقوبات.
إن تنفيذ قانون ” كاتسا “ الذي أثار هلع وفزع النظام الإيراني كان مهما جدا حيث وصفه أزلام و وسائل إعلامه بـ ” البئر الأسود“ و ” أم العقوبات“ كما اعتبروه بمثابة إعلان الحرب على النظام أيضا .
وفي خضم هذه الأحداث ، وفي 4 / نوفمبر – تشرين الثاني، استقال رئيس وزراء لبنان «سعد الحريري» واصفا سبب الاستقالة بتدخلات النظام الإيراني من خلال حزب الله قائلا: ” إن النظام الإيراني إذا دخل أي مكان خلق الرعب والدمار “ و أضاف قائلا: «لقد أصبحت الاجواء في لبنان كما كانت قبل اغتيال أبيه رفيق الحريري» حيث هناك تواطؤ لقتله بالذات. و وصف النظام الإيراني هذه الاستقالة بالإجبارية ، لكن سعد الحريري قام بإجراء مقابلة صحفية مباشرة على الهواء مع فضائية المستقبل في 12/ نوفمبر ردا على إشاعات حول اعتقاله في السعودية و أوضح بأن استقالته كان محاولة باتجاه المصالح الوطنية اللبنانية و ردا على تدخلات النظام الإيراني، وقد تم بثها في معظم القنوات التلفزيونية اللبنانية .
تزامنا مع هذا الرد وقع هجوم بصاروخ بالستي على الرياض بواسطة الحوثيين المحسوبين على النظام الإيراني وإقدام السعودية على إتخاذ موقف حازم حيث وصفه بأنه هجوم من قبل النظام الإيراني مما أسفر عن تصعيد الأحداث كما أدان الرئيس الأميركي الذي كان في سفره الآسيوية في 5/ نوفمبر هذا الهجوم وقال:
« من وجهة نظري ، الهجوم على السعودية كان من جانب النظام الإيراني». كما أدان البيت الأبيض أيضا في بيانه الهجوم الصاروخي وقال: ” تدعو الولايات المتحدة الامريکية جميع البلدان لمحاسبة النظام الإيراني بسبب انتهاكاته المكررة لقرارات مجلس الامن المرقمة: 2216 و2231. كما أكدت «نيكي هيلي» السفيرة الأميركية للولايات المتحدة في الأمم المتحدة في بيان لها على انتهاك حرس النظام الإيراني لقرارين للأمم المتحدة بصورة متزامنة، ودعت إلى إجراء مناسب من قبل الأمم المتحدة، من أجل الرد على هذه الانتهاکات. كما دعا الرئيس الفرنسي «إمانويل ماكرون» الذي كان في زيارة للإمارات ، إلى مواصلة التعامل بحزم حيال البرنامج الصاروخي للنظام الإيراني. كما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية أيضا وفي إشارة إلى التعاون مع الولايات المتحدة على ضرورة تنفيذ قراري 2216و2231 لمجلس الأمن من قبل النظام الإيراني . كما أعلن «الجنرال جفري هريكيان الشخصية البارزة في القوات الجوية الأميركية» في 10/ نوفمبر – تشرين الثاني في مٶتمر صحفي في دبي أن هذا الصاروخ كان إيرانيا حيث کان علي علامة صنع في إيران بوضوح.
إن هذه التطورات الکبيرة تجعل الجميع يتساءلون؛ماهو اتجاه هذه الأحداث ؟
للإجابة على هذا السؤال نستطيع القول، هناك إجماع كل الأطراف أن اتجاه جميع هذه الأحداث هو ضد نظام الملالي الحاكم في إيران ومنعه من توسيع نطاق تدخلاته في البلدان العربية والإسلامية . إن هذه الحقيقة واضحة کوضوح الشمس حيث يذعن لها حتى المحللين المحسوبين على النظام الإيراني في وسائل إعلامهم كما كتب موقع «مثلث» في 10نوفمبر نقلا عن أحد المحللين الحكوميين باسم «أمير ساعدي داريان» قائلا: “هناك بازل جديد في طور التکوين في منطقة الشرق الاوسط حيث تصطف القطع بجانب بعضها لتکوينها، ولو إنه وعلى الاقل ليس جيدا بالنسبة للجمورية الاسلامية .. “ .
وكتبت جريدة الشرق الحكومية في 12 نوفمبر في مقاله الرئيسي تحت عنوان ” فخ السعوديين للنظام الإيراني تقول: ”إن استقالة سعد الحريري الإجبارية وبهدف إضعاف لبنان وحزب الله ، تعتبر مقدمة لهذا الأمر حيث يقومون بتصفية الحسابات مع النظام الإيراني بضرب بنيانه مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق وسوريا …“
نعم ، إن عزل النظام الإيراني المتصاعد في أحداث العالم و المنطقة بالذات ، وضرب بنيانه مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن متزامنا مع تفاقم الاحتجاجات الشعبية داخل إيران يبشر بالإطاحة بهذا النظام وحرية الشعب الإيراني إذ هناك بوادر انهيار أحد ركيزتي هذا النظام أي تصدير الإرهاب والتطرف والذي كان يصفه النظام الإيراني ”تصدير الثورة“، كما كانت تؤكد عليه المقاومة الإيرانية منذ بداية مصادرة سيادة الشعب الايراني من قبل هذا النظام بأن بقاء هذا النظام العائد إلى القرون الوسطى على ركيزتين وهما القمع في داخل إيران وتصدير الإرهاب إلى الخارج ولا شك أن خلق الأزمات وتصدير الإرهاب كان تغطية لممارسات القمعية المبالغ فيها في داخل إيران والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان.