18 ديسمبر، 2024 9:55 م

هزة أرضية أم هزة نسائية ؟؟؟

هزة أرضية أم هزة نسائية ؟؟؟

لآول مرة في حياتي أحس بزلزال أرضي في المدينة التي أعيش فيها حالها كحال بقية مناطق البلد ومن الغريب أن الهزة وحدت البلد ولم تكن طائفية!!, ولما كنت جالسا في البيت وأتحدث لعائلتي بحادثة حصلت معي قبل فترة, وهي أني راهنت اصحابي على فوز برشلونة واذا ما خسروا فاني اعزمهم على عشاء في بغداد, ولان حظي اسود مصخم فقد خسروا فريقي وخسرت معهم الرهان, وفعلا اخذت اصدقائي الى بغداد وبعد تناولنا العشاء قمت قبلهم لآدفع الحساب, واذا بجيبي فارغ , ليس فيه فلسا واحدا, بعد أن نسيت فلوسي في بيتنا في مدينة الرمادي؟؟. فسألتني زوجتى وماذا فعلت لما عرفت انك لا تملك الحساب؟ أجبتها : فورا قررت أن أعود الى بيتنا في الرمادي وأحضر الفلوس لآدفع الحساب قبل أن يقوم أصحابي من عشائهم, وكنت أبغي تلطيف الاجواء بكلامي غير المعقول هذا!!!, قالت وكيف والمسافة بين المدينتين تتجاوز المئة كيلومتر, ناهيك عن السيطرات الامنية, وأزدحام الطرق؟ قلت : أن سيارتي سريعة جدا و تقطع الطريق بعشر دقائق ذهابا وأيابا وساحضر فلوسي واعود الى المطعم وهم ما يزالوا يغسلون أيديهم بعد انتهائهم من العشاء ؟؟, وهنا انتبه جميع أفراد عائلتي الى كلامي , وصاحوا : ما هذا الكذب المكشوف ؟؟.
قلت : لا تتعجبوا فأنا خرجت مرة بسيارتي من بغداد مع صلاة المغرب وأقسمت أن أصلي العشاء في البصرة !!. وحالا وما أن لفظت اخر حرف في كلمة البصرة, وأذا بالارض تهتز وترقص من تحتنا, وتصورت أن كذباتي سببت هزة ارضية محدودة في بيتنا, ولكن أتضح من الاخبار أننا فعلا تعرضنا لهزة ارضية حقيقية, وأن كذبي لم يكن هو سبب الهزة ولو كان الكذب هو سبب الزلازل والهزات فليس أكثر من كذب بعض المسؤولين وأشباههم , ولكانت الكرة الارضية تحولت الى راقصة شعبية لا تتوقف عن هز وسطها وترجيف كل اعضاء جسمها بسبب كذبهم الرخيص المكشوف, بل ولآنتقلت الهزات الى كل مجرة التبانة والمجرات التي حولها, بل وقد تصل الى المنطقة الخضراء !!.
ولعل هذه الهزات والزلازل رسالة تنبيه من السماء الى مجتمع كثر فيه الفساد وانتشرت فيه المعاصي وقل فيه اهل الحق, فما نزل بلاء ألا بذنب, وهي جرس أنذار بالهلاك والعقوبة الالهية, ونذرمن الله بمراجعة النفس مراجعة دقيقة وفق قياسات الحق والعدل والانصاف.
وهي دليل على قوة الخالق ورسالة لمن يتبجح بالقوة المطلقة والجبروت والطغيان.
ولكم كنت اتمنى أن يتعرض أصحاب الضمائر الميتة, وأهل الدجل والنفاق والرياء والمصالح, والذين يمتلكون أكثر من وجه والذين يتخاذلون ويتخذون جانب الحياد في أوقات المعارك الاخلاقية, ويتملقون حتى يصلون الى اهدافهم, والذين يتشدقون بالاخلاق وهم احوج ما يكون اليها, والذين يؤدون الفرائض, زورا وبهتانا ورياء, والذين يخونون ويخدعون ويكذبون, وما أكثرهم في حياتنا, فنجدهم في طرقاتنا وبيوتنا ودوائرنا ومساجدنا بل وتغلغلوا حتى تحت جلودنا وفي قرنية عيوننا وبين عظام أنوفنا !!. نحن نعيش أزمة أخلاقية شاملة لن تنتهي الا بزلازل مدوية تجعل الجميع يدرك أننا نسير بأتجاه خاطئ سيقودنا حتما الى التهلكة والدمار وسندفع الثمن جميعا دون استثناء.
ندعوا الله أن يكفينا شر الزلازل وكل انواع الهزات سواء كانت هزات أرضية أو نفسية أو مادية, أو عاطفية, وأن يحمينا من شر نساء الهزّات حيث جاء في معجم العرب أن المرأة الهزّة’ ( بفتح الهاء وتشديد الزاي وضم التاء) وهي المرأة التواقة للشر المرتاحة له والساعية اليه بكل قوة, والتي تبلغ قوتها (9999999999999) على مقياس ريختر وما اكثرهنّ هذه الايام !!!!!.