17 نوفمبر، 2024 7:22 م
Search
Close this search box.

لا حرب مقبلة على المنطقة .!

لا حرب مقبلة على المنطقة .!

بغضّ النظر كلياً عن المقابلة المتلفزة مع السيد سعد الحريري والتي نقلتها عدد من القنوات الفضائية العربية , وبغضّ النظر ايضاً لما حملته تلك المقابلة من رموز واشارات لسنا بصدد ادخالها في الجانب الإعلامي – التحليلي الآن , فعلى مدى الأيام الماضية عجّت وسائلُ إعلامٍ وضجّت سوشيال ميديا في نقل تحليلاتٍ وتنبؤاتٍ وتوقعات بأحتمال شنّ حربٍ على لبنان .! , والحرب على لبنان تأخذ طابعاً قومياً واقليمياً على الأقل اذا ما شنّتها اسرائيل كما فعلتها سابقاً .

انتشرت مثل تلكم الآراء والتوقعات بشنّ حرب محتملة على لبنان جرّاء التفاعلات السياسية الأولية التي افرزها اطلاق الحوثين لصاروخ ارض – ارض على مطار الرياض الدولي , وسرعان ما بلغت سخونة تلك التفاعلات الى استدعاء السعودية للحريري ومن ثم اعلان استقالته المفاجئة والمباغته , والتي صاحبها خطابه المدوّي بالضد من ايران وتدخلها بشؤون الدول العربية , وما تلا ذلك من حجب اية اخبار وتفاصيل عنه , والتي بانت وكأنها عملية احتجاز وإخفاء واعتقال .!

أمّا ما اُثيرَ وما انفكَّ يثار حول احتمال شن ضربة اسرائيلية على لبنان او على معاقل حزب الله في ” الضاحية ” جنوب بيروت وفي عموم الجنوب اللبناني وخصوصاً المنطقة المحاذية لأسرائيل , او حتى سواها , فهو احتمال بعيدٌ عن المنطق السياسي وغير السياسي ايضاً , لإنّ مثل تلك الضربة الجوية او الهجوم البريّ – الجوي المشترك , فقد يجري تفسيره او تأويله وكأنه جرّاء تنسيقٍ مشترك بين السعودية وتل ابيب , وهذا ما لا ترتضيه المملكة لنفسها أمام الرأي العام العربي والأسلامي ” سواءً كان صحيحاً او غير صحيح ” , أمّا ايضاً في المجال الإقنراضي بأن تقوم مقاتلات القوة الجوية السعودية بقصف لمواقعٍ او قواعدٍ ما لحزب الله ! , فهو أمرٌ مستبعدٌ اكثر من سابقهِ الآخر .! , فالسعودية تتحسّب مسبقاً لردود الفعال ازاء هذا الفعل الأفتراضي ! , كما ليس بوسعها فتح جبهة اخرى بجانب حربها في اليمن , ولها حساباتها جراء ما قد يحدث في المنطقة ” الشرقية ” للملكة . !

الحرب الأفتراضية ” اعلامياً ” سوف لن تقعُ لها واقعة , وأنّ المقابلة التلفزيونية مع سعد الحريري قد اضافت بعضاً من ” الثلج والماء ” على المواقف والتوجهات والرؤى < السيكولوجية و السياسية , والإعلامية > , بالرغم من اسلاكٍ سياسيةٍ شائكة تحيط تلك المقابلة , وتتطلّب التفكيك الإعلامي السريع .!

أحدث المقالات