18 ديسمبر، 2024 9:58 م

الحذر الحذر فقد تكون الحالقة الماحقة!!

الحذر الحذر فقد تكون الحالقة الماحقة!!

هل يعقل ان تكون بعض القيادات وطواقمهم بهذه السذاجة والسطحية لتمرر من خلالهم وفي كل مرة مشاريع الدول الكبرى التوسعية العدوانية ولتتحطم بسببهم شعوبا وتسقط دولة تلوالاخرى ؟؟

أم هو اتفاق سري جدا تم توثيقه في الدهاليز العميقة وبعيد المدى يضمن بقاء بعضهم في السلطة لاطول مدى والمحافظة على الكراسي المخلخلة اساسا مقابل غض الطرف عن المشروع الماسوني على حساب المعانات والتشرذم وتدفق انهارمن الدماء وعلى سجية عمر الخيام في رباعيته الشهيرة:

(ألا ان مت ضمآنا فلا نزل القطر)؟؟

أم هم شركاء فاعلون حاذقون يعملون من وراء الكواليس لتكريس الهدف الماسوني العالمي الكبير بالاستحواذ على المنطقة وربما هم من اهم ادواتها ويتلونوا ويغيروا من جلودهم في كل مرة كالحرباء ليتلائم مع الظروف ليخدعوا شعوبهم بخطب وخطط زائفة قد تنطلي على عامتهم دون خاصتهم ؟؟

وأغلبهم بين عميل بانت عمالته او متغاب بانت جهالته أو لئيم بانت سوئته او مغلوب على امره طاشت حيلته!!

لقد وصل القنوط والاحباط ذروته عند الشعوب العربية وباتت جميعها بلا استثناء تخشى بل تترقب وصول السوط مصحوبا بالسيف البتار الى ظهورها ورقابها والذي ذبحت به شعوبا مجاورة وكأنهم في طابور مسلخ رهيب تجز فيه الرقاب جزا ..

صدقوني فاني لا اسطر ذلك من نسج الخيال ولا هو من التشائم المذموم شرعا بل هو واقع مرير اليم وغصة وحشرجة في حنجرة كل مواطن مسلم عربي غيور!!

الى فترة قريبة كنا نحسن الظن ببعض القيادات ونقول انهم قد ضللوا او انهم اشكلت عليهم البوصلة لكنه تبين في الحقيقةبعد ما جرى للأمة من التنكيل والهوان انهم لا يتحكموا بأي بوصلة بل هي بيد الاعداء حصرا وهم يسيروا ورائهم (صم بكم عمي) لا يعقلون !!

فمنذ انهيار الخلافة العثمانية وبروز الاحزاب العلمانية وغرز خنجر بريطانيا المسموم في ظهر الامتين العربية والاسلامية متمثلا في وثيقة وعد بلفور المشئومة وقفز عملائها الى سدة الحكم والى غاية اليوم فالمنطقة برمتها مضطربة كسفينة في بحر لجي هائج يتلاطمه الموج من كل مكان ولا يكاد يمرعقد من الزمان الا وأدخلت المنطقة في حروب بعضها مصيرية واخرى عبثية وحروب وتطاحن داخلية اغلبها تغذيها الطائفية وكذلك افتعال الأزمات الاقتصادية الخانقة للدول المتفرجة المستعصية والضاغطة بنتائجها على الشعوب لايصالهم لنقطة الغليان ونقطة اللاعودة ثم التعجيل من الداخل لانهيارها ليعقبها مخططات ومقررات جاهزة لتفتيته!!..

لقد تيقن اعداء الأمة انه ليس بمقدورهم مجابهتها مجتمعة على الرغم من خوارها وضعفها فتوقفت الحروب الكلاسيكية الشاملة الى غير رجعة واخر حرب شهدها جيلنا كانت مع الكيان الصهيوني حرب اكتوبر من عام 1973 التي هزت اركانه وكسرت شوكته وتوقفت بعدها نهائيا هكذا انواع من الحروب واستبدلت باخرى لكن هذه المرة تشن على الشعوب العربية مباشرة فتوجهت البنادق الى صدر الامة بدلا من ذلك الكيان المسخ وبطريقة ذكية ماكرة خصوصا بعد ان تحكمت الولايات المتحدة الامريكية بمقدرات العالم بسياسة القطب الواحد وتتمثل في كل مرة بعزل الدولة المستهدفة منفردة وافتعال الحجج الواهية وتأزيم المواقف عالميا وخداع الرأي العام العالمي من خلال منصتيهم الامم المتحدة ومجلس الامن لتمريرعدوانهم..

وحتى يضفوا الشرعية على عدوانهم فانهم يعمدوا لالزام بعض اعوانهم والمغلوبين على امرهم غربيين وشرقيين اما بالضغط عليهم او بتخويفهم بالدخول في حلف لتحطيم احد اركان البيت الكبير!!

وما زاد في تعقيد الازمات ووصولها الى حالة الاختناق هو دخول لاعب ثالث الذي يشابه باهميته ضلع فيثاغورس الذي بنى ذلك العالم عليها نظريته الا وهو الضلع الايراني الذي لم يكن يوما غافلا عن الامة ويتربص بها الدوائر وهو اشد خطرا وفتكا من كل الاعداء مجتمعين وهو مستعد لان يتحاف مع ابالسة الانس والجن وان يرتكب كل الموبقات من اجل أهدافه!!

ومن السذاجة بمكان ان يذهب تفكير البعض بتفكيك ذلك الضلع واخراجه من المعادلة في الوقت الحالي بضربة موجعة او انهاء دوره وتحجيم مليشياته وادواته بعد ان حقق له وللاطراف المعنية ما يحلموا به وان المهمة هي ما زالت في منتصفها.. فهل يعقل ان يتخلى عنه اسياده وان تلفض اللقمة الشهية من فم نهم جائع؟؟

اليوم الاجواء في المنطقة ملبدة بالغيوم الكالحة ومعذرة منكم سادتي فاني في وسط هذه الاهتزازات العنيفة اشعر بضيق شديد ومرتبك حتى في مخارج كلماتي واشم ريح بارود حتى في داخل حجرتي !!

وقد اعتدنا على النكبات ففي كل مرة تتصاعد فيه حدة النبرات والتصريحات والتحضيرات التي يحلم البعض انها ستقتلع ايران من جذورها وتعيد لها رشدها فاذا بها نار تندلع في عقر دارنا,, ليوزع بعدها الظريف الابتسامات العريضة متبجحا ومتغطرسا بنشوة النصر في مؤتمر صحفي ثم يعقبه سليماني بجنرالاته لاستلام مهماته واصبح الحليم حيران وفي كل مرة تطيش كل التحليلات والتوقعات!!

واخشى ما اخشاه اليوم من هذه الجعجعة والتحضيرات التي عنوانها تقليم المخالب وقلع الانياب ان تكون عبارة عن انفعالات ومغامرة غير مدروسة النتائج خصوصا ان قوى التحالف الكبرى ومن تدفع بالمنطقة للتصادم دفعا غير حريصة بالمرة الا على مصالحها ولن تفرط بالسهولة بايران ولا نظام الولي الفقيه الحليف الذي نجح معها في كل المهمات وستكون ارتداداتها خطيرة جدا على المنطقة ان لم تحاط بدراسة مستفيضة من كل ذوي الاختصاص والشأن حتى نتفادى أن تنحر في نهاية المطاف وامام اقدام الولي الفقيه دولة جديدة ونعود مرة اخرى لنبكي على الاطلال..

وكم اتمنى ان كل ما سطره قلمي هو كابوس ثقيل أو اضغاث احلام ,

ومازال يحدوني الامل وهو معقود في الخيرين من قادة الأمة واتمنى لهم ان يكونوا على درجة عالية وواعية من المسؤولية ليدركوا ولو في الرمق الاخير مدى حجم المؤامرة والمتآمرين ويعيدوا للامة هيبتها ومكانتها ويوقفوا الزحف الايراني ويحفظوا لنا ما تبقى من ارثنا وما تبقى لهم من ملكهم!!

فالحذر الحذر فقد تكون هي الحالقة الماحقة!! ..