15 نوفمبر، 2024 12:30 م
Search
Close this search box.

خطوط الصدع في الجهاد العالمي.. الشقوق التنظيمية والاستراتيجية والأيديولوجية

خطوط الصدع في الجهاد العالمي.. الشقوق التنظيمية والاستراتيجية والأيديولوجية

نظريتان في تحليل التيارات الإسلامية

“كلهم متشابهون” و”كلهم متباينون”؛ نظريتان انقسم حولهما الباحثون وصنّاع السياسات لأكثر من عقد في تحليلهم للتيارات الإسلامية:

– كنموذج على النظرية الأولى، استعرضنا سابقًا كتاب “ميدان المعركة: كيف يمكننا كسب الحرب العالمية ضد الإسلام المتشدد وحلفائه” لمؤلفيه مايكل فلين ومايكل ليدين، والصادر في 12 يوليو 2016. وهو “يجمع التيارات الإسلامية والشعبوية المختلفة، بطريقة ساذجة ومن دون التمييز بين تيار وآخر في صورة عدوٍّ كبير واحد وموحّد”.

– واليوم نستعرض نموذجًا على النظرية الثانية، هو الكتاب الذي حرره عساف مقدم وبريان فيشمان بعنوان “خطوط الصدع في الجهاد العالمي.. الشقوق التنظيمية والاستراتيجية والأيديولوجية”، وصدر بتاريخ 27 أكتوبر 2013.

البحث عن فرص للتعاون

يركز أصحاب نظرية “كلهم متباينون” على الانقسامات الداخلية في صفوف الجماعات الإسلامية؛ بهدف وضع تقييمات دقيقة وعميقة ومفصّلة عن الاختلافات الأيديولوجية والتنظيمية والتكتيكية بين المجموعات التي تتشارك توجّهات أيديولوجية ذات تعريفات فضفاضة.

انطلاقًا من هذه الاختلافات، يسعى أصحاب هذه النظرية إلى تحديد فرص للتعاون مع شركاء محتملين في مواجهة الأعداء المشتركين الأشد تطرفا؛ عبر تهميش المتطرفين العنفيين باعتبارهم لا يمثلون الإسلام ولا يتحدثون باسم الغالبية الساحقة من المسلمين.

بموجب هذه المقاربة، تبرز جماعة الإخوان المسلمين كجزء من الحل في مواجهة التطرف العنفي، شريطة استمرارها في الالتزام بمبدأ اللاعنف، وقدرتها على استقطاب ولاء المتطرفين العنفيين المحتملين، على حد قول الباحث مارك لينش الذي أسهم في أحد فصول الكتاب.

انقسامات داخلية وعابرة للتنظيمات

يقدم كتاب “خطوط الصدع في الجهاد العالمي” دراسة منهجية وشاملة لمجموعة واسعة من الانقسامات التي يرى مؤلفيه أنها تُسهِم في إضعاف الحركة الجهادية.

يفصل الكتاب هذه الانقسامات إلى فئتين واسعتين:

(1) الشقوق التي تقسم الجهاديين أنفسهم من داخلهم

(2) والانقسامات التي تفصل الجهاديين عن الجماعات الإسلامية الأخرى.

يغطي الجزء الأول من الكتاب الانقسامات في أوساط الجهاديين، ويسلط الضوء على التوترات الناتجة عن الخلاف حول القضايا الاستراتيجية والتكتيكية والتنظيمية.

ويتناول الجزء الثاني من الكتاب العديد من دراسات الحالة الهامة المتعلقة بالمشادات الجهادية مع الجماعات الإسلامية الأخرى، مثل الإخوان المسلمين وحماس والطائفة الشيعية.

ضعفٌ ومرونة

يخلُص المحرران إلى أن هذه الانقسامات واصلت إضعاف القاعدة، لكن ليس بطريقة تلقائية ولا حصرية؛ لأن هذه الانقسامات بينما تجعل الحركة الجهادية العالمية ضعيفة إلا أنها في المقابل تكسبها مرونة في الوقت ذاته.

لا يقتصر الطرح على مجرد سرد المشكلات والشقوق داخل تنظيم القاعدة والمجموعات المنبثقة عنه، بل يتناول الكتاب قضايا سياسية حساسة ذات صلة بالنضال الأوسع ضد الحركة الجهادية العالمية.

ويقول الناشر إن الكتاب يمثل أهمية كبيرة لدارسي الحالة الجهادية والإرهاب والعنف السياسي والإسلاموية والدراسات الأمنية.

تعريف بالمحررَيْن

– عساف مقدم؛ هو مدير دراسات الإرهاب، والأستاذ المساعد في مركز مكافحة الإرهاب- الأكاديمية العسكرية الأمريكية (ويست بوينت)، وهي مؤسسة فيدرالية أمريكية تختص بتدريس العلوم العسكرية.

– بريان فيشمان؛ هو زميل أبحاث مكافحة الإرهاب في مؤسسة أمريكا الجديدة، والأستاذ المساعد في كلية الشؤون الخارجية- جامعة جورج تاون، وزميل في مركز مكافحة الإرهاب- ويست بوينت، حيث شغل سابقا منصب مدير البحوث.

المساهمون

استغرق إعداد هذا الكتاب عامين كاملين، وهو يتضمن إسهامات مجموعة من الخبراء، هم: ستيفن بروك، فاهيد براون، برايان فيشمان، محمد حافظ، برنارد هيكل، نيللي لحود، برينجار ليا، مارك لينش، روفن باز، سكوت ستانفورد، آن ستينيرسين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتاب: خطوط الصدع في الجهاد العالمي.. الشقوق التنظيمية والاستراتيجية والأيديولوجية
المؤلفان: عساف مقدم، بريان فيشمان

الناشر: روتليدج

تاريخ الإصدار: 27 أكتوبر 2013

عدد الصفحات: 288
المصدر/ مركز ادراك للابحاث والدراسات

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة