الشكل العام للسياسة السائدة في المنطقة العربية والشرق الاوسط اشبه بدوري كرة قدم في مراحله الاخيرة ونتائجه متوقعة سلفاً , ذكرناها واكدنا عليها في الكثير من كتاباتنا حول هذا الموضوع , الخطة للفريق السعودي تتغير بأستمرار ولا جدوى من هذا التغيير أو استبدال الاعبين , او الاستعانة بمدربين لهم شروطهم الخاصة التي لا يمكن التعايش معها بسبب محدودية الزمن , والفريق السعودي غير قادر على استمالة حكم المباراة اكثر مما وصل اليه . الجمهور متوترومتحمس ويفور غضباً وفي اقصى درجات الشد وقابل للإشتباك , واجهزة حماية الملعب تعيش الخوف والحذر مهيئة للإنسحاب عند لحضة الاشتعال وغير مستعدة لأية خسارة .
السعودية وملحقاتها ” دول مجلس التعاون الخليجي ” أختلفت مع كل المشاريع العربية السياسية في المنطقة . القومية والعلمانية و الشيوعية والاسلامية وعارضتها بل حاربتها وحاربت قادتها ورموزها .
بعد تدمير العراق حارس البوابة الشرقية , انفتحت هذه الباب على مصراعيها امام ” المد الاصفر المجوسي ” المتمثل بالحركة الخمينية وبسط نفوذها في المنطقة العربية وفق البرنامج الذي خُلقت من اجله ” تخريب الاسلام والعبث في شرائعه ونسيجه وثوابته كأمة ” . والحقيقة ان السعودية لم تكن واعية بشكل كافي لأستيعاب هذا الموضوع بل شاركت هذه الحركة ” الخمينية ” التخريب والتقويض ( للفاعل العربي ) منذ فترة نفوذ جمال عبد الناصر وانتهائاً بعصر صدام حسين مرورا بالهواري بومدين وضاغطة على رقبة التيار الشيوعي والاسلامي المتمثل بالاخوان المسلمين . مشاركة في الخندق الجامع لأميركا ومن يواليها ويشترك معها في المصلحة النهائية . السعودية على علم تام بمن خلق هذه الحركة لكنها كانت تعتقد بأنها ” مصممة خصيصاً للعراق ” والاطاحة بنظامه وكانت على قناعة بأن هذا هو هدفها النهائي حالها حال بقية الاطراف العربية الاخرى , وكانوا يستميلوها في الخفاء مثل الكويت ونظام القذافي بل حتى السعودية .
اميركا واخواتها على معرفة واطلاع تام على الحركات الشعوبية وتأثيرها السلبي القوي التخريبي على الاسلام والمسلمين وكلها انطلق من بلاد فارس , مثل الحركة البابية التي انشقت منها 98 حركة كلها تدعو للتخريب في الكيان الاسلامي كأمة واحدة , والحركة ” القرمطية ” التي استنسخت اميركا الحركة الخمينية على شكلها ونمطها وكنموذج مكرر لها لا تختلف عنها في شيء .
دخل ابو طاهر القرمطي الكعبة على اساس انه جاء حاجاً فقتل 30 ألف حاج وسرق اموالهم ورمى بجثثهم في الآبار ومنها بئر زمزم وبال على الكعبة وخلع بابها وستارتها ولوّح بسيفه وهو ينشد ويقول ” يخلق الخلق وافنيهم انا ” وسرق الحجر الاسود ونقله الى مقر مملكته وضل بحوزته 22 عام كان ذلك في 317 هـ وغيير القبلة وطلب من المسلمين وأمر أتباعه الحج للمكان الجديد للقبلة .
أميركا تسعى لأعادة هذه الحالة مستعينة بأسرائيل وملالي ايران وحلفائها التقليدين بريطانيا وفرنسا .
السعودية اخطأت في مساهمتها بتقويض النظام العراقي وتنفيذ كل ما تمليه عليها الولايات المتحدة الاميركية . بعدها انهاء حياة الملك عبدالله خادم الحرمين .. كيف الله أعلم . ؟ وخلقهم لداعش أعني ” اميركا وايران واتباعهم ” النظام العراقي والسوري ؛؛ ليزيدوا الطين بلّه ؛؛ ايغال في تشويه صورة الاسلام والمسلمين واضفاء المشروعية للحرب عليهم , وحكام السعودية يتخبطون ولا يعرفون كيف يتصرفون يعادون ايران والعراق وحزب الله ويعاودون استرضاءهم والتملق لهم , يرشون هذا وذاك , حاربوا حزب البعث العراقي ويتحالفون مع عزة ابراهيم الدوري امينه العام الحالي فكان عليه أي عزت اما ادانة صدام والتحالف مع السعودية او الابتعادعنها لأنها موالية لأميركا التي احتلّت العراق سلوكيات سياسية غاية في الغرابة غير واضحة ولا مفهومة . يسعون جاهدين لأسترضاء حتى الشياطين , بشكل واساليب تثير الرثاء قبل السخرية . لا يعرفون ويجهلون التعامل مع ما ينسج لهم اعداء الامة , وهؤلاء في نهاية المطاف سيجبرونهم على لاعتراف بأسرائيل كدولة وباليهود كسادة لهم وسماحهم ” للقرامطة الجدد ” للعبث بالكعبة على هواهم وكيف ما يريدون . لقد اخطأت السعودية عند محاربتها للتيارات التي كانت فاعلة في المنطقة واخطأت الرأي في محاربتها لأسقاط صدام وتأيدها ودعمها لأحتلال العراق واخطأت الرأي في معاداتها للإخوان المسلمين ومساهمتها في قلب نظام محمد مرسي وفرض عبد الفتاح السسي بديلا عنه وتخطئ اليوم في دفع رئيس وزراء لبنان سعد الحريري على الاستقالة وتخطئ في محاولتها لأستمالة ساسة العراق من الشيعة مثل رئيس الوزراء حيدر العبادي ومقتدى الصدر وغيرهم وبقية من تستجير بهم حالها حال من يستجير بالرمضاء من النار . فوق هذا كله لا تريد ان تسمع من ينصحها او ينتقد اخطائها فأوعزت الى كل وسائل الاعلام ومصادره المؤثرين عليها أن يمتنعوا عن نشر أيّ رأي او كلام يخالف سياساتهم هذا حال حكام السعودية ومن يدري يمكن ان يتخلى عنهم الجميع . ان حالهم اشبه بحال السمك الذي يحس بنضوب الماء في المكان الذي يعيش فيه ……………………..