لاخلافَ على أهمية الدور الذي يمكن للمثقف العراقي أن يلعبه في صنع الحياة واعادة الحلم لشعب ادمن مشاهدة ساسته وهم يقتاتون الازمات والمشاكل.
ومن الطبيعي ان يعمد الساسة الى استقطاب المثقفين واقامة الملتقيات والمؤتمرات ذات العناوين المختلفة ، والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هل ان اقامة مثل هكذا ملتقيات تاتي ايماناً من الراعين لها بدور المثقف ام استغلالاً لهذا الدور لتمشية مرحلةٍ معينة؟
مؤخراً شهدت مدينة البصرة فعاليات الملتقى الثاني للثقافة العربية الكردية وكم كان جميلا ان نستمع لبحوث ودراسات عن دور المثقفين الكرد في تأصيل الثقافة العراقية من خلال استعراض تجارب في الشعر والسرد والتشكيل اضافة لقصائد شعرية لشعراء عرب وكرد مع ذبح واضح للغة العربية من قبل بعض الشواعر اللواتي يحرص اتحاد الادباء والكتاب على تكثيف حضورهن (الأنثوي) في هكذا ملتقيات.
المستغرب منه حقاً هو ذلك الأستعراض السياسي الذي استعرضه مسؤول كردي رفيع في كلمته التي القاها في افتتاح اعمال الملتقى تحدث فيها عن الديمقراطية في كردستان وحرية الراي والصحافة فيها والاحزاب والتعددية السياسية ليعرج بعدها على مستوى دخل الفرد في الاقليم وكأننا في ملتقى للسياسة والاقتصاد.
الكلمة استمرت اربعين دقيقة او اكثر في حين تم تحديد عشر دقائق فقط لالقاء البحث او الدراسة ذات العلاقة بالعنوان الرئيس للملتقى ليتكرر نفس الموضوع في اليوم التالي حيث القى المسؤول الكردي محاضرة في جامعة البصرة وكانت تفصيلا لما القاه في كلمته لليوم الاول مما اثار جدلا واسعا بين الحضور.
اللجنة التحضيرية وقعت في خطأ فني حين قررت ان تكون القراءات الشعرية مباشرة بعد انتهاء الجلسات الخاصة بالبحوث والدراسات النقدية فبعد خمسة بحوث يستمر كل بحث عشر دقائق او اكثر بدقيقتين تأتي القراءات الشعرية ومع الاخطاء النحوية يكون النعاس في اوج ازدهاره.
وإنصافاً نقول ان معرض الكتاب الذي اقامه مركز (كَلاويز) كان من اجمل ماشهده هذا الملتقى حيث تسنى للحاضرين اقتناء العديد من الكتب التي تعرف بثقافة وحضارة الاحبة في كردستان.
أراد الملتقى ان تتعمق الاخوة العربية الكردية من خلال الثقافة والفن وهي كذلك طبعا وكنا نتمنى ان تتعمق اكثر على صعيد (السكن) حيث تم اسكاننا في في فندق درجة ثانية وتم اسكان الوفد الكردي في فندق شيراتون لاسباب امنية بحسب رئيس اللجنة التحضيرية.
[email protected]