28 نوفمبر، 2024 4:43 م
Search
Close this search box.

ترصدها إسرائيل .. صواريخ “الحوثيين” تزيد الصراع بين طهران والرياض اشتعالاً !

ترصدها إسرائيل .. صواريخ “الحوثيين” تزيد الصراع بين طهران والرياض اشتعالاً !

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

في ليلة الرابع من تشرين ثان/نوفمبر 2017، أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن, المدعومون من إيران، صاروخاً “باليستياً” استهدف مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وهو الصاروخ الذي اعترضته بنجاح منظومة الدفاع الجوي السعودي. وعلى الفور ألقت المملكة العربية السعودية مسؤولية هذا التصعيد على إيران، التي تزود المتمردين الحوثيين بالأسلحة المتطورة، كما وصفت الرياض ذلك الحادث بأنه “عمل حربي” نفذته طهران ضد المملكة السعودية، وتوعدت بالرد الحاسم.

الصراع بين الرياض وطهران في ساحات متعددة..

بحسب المحلل الإسرائيلي “شاؤول شاي”، فإن السعودية  قد اتهمت بعد يوم واحد من إطلاق الصاروخ الأخير, كل من إيران و”حزب الله” بالتآمر لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري”, الذي فر هارباً إلى السعودية معلناً استقالته ومتهماً إيران بالسعي للهيمنة على لبنان.

وتعكس تلك الأحداث الدرامية مدى اشتعال الصراع المحتدم بين إيران الشيعية وحلفائها من جهة وبين التحالف السني بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة أخرى, على الهيمنة الإقليمية. ويدور الصراع في بُؤر احتكاك متعددة في الشرق الأوسط مثل: العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن, التي أصبحت تمثل ساحة رئيسة للمواجهة بين إيران والمملكة العربية السعودية.

أهداف التحالف السعودي ضد الحوثيين..

يوضح “شاي” أن المتمردين الحوثيبن والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح” قد سيطروا في عام 2014، على العاصمة صنعاء، ومنها امتدت سيطرتهم إلى باقي الأراضي اليمنية. وبعد قيام المتمردين باحتلال صنعاء، فر الرئيس الحالي “عبد ربه منصور هادي” إلى الجنوب حيث المحافظات السنية, ثم غادر من هناك إلى المملكة العربية السعودية. وعلى إثر تلك التطورات شعر السعوديون بالخطر إزاء هذا التحول الخطير في ميزان القوى الداخلي باليمن, فهبت السعودية – التي كانت تعتبر اليمن فنائها الخلفي – لإعادة السلطة إلى الرئيس “هادي” الذي يُعد حليفاً لها.

ولأجل ذلك شكل السعوديون تحالفاً عسكرياً يضم تسعة دول أخرى هي: “مصر والأردن والسودان والمغرب والسنغال والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين”. وفي الـ 25  من آذار/مارس 2015، بدأ ذلك التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية بشن عملية “عاصفة الحزم” لمنع الحوثيين وحلفائهم، المدعومين إيرانياً، من السيطرة على البلاد واستعادة السلطة للرئيس “هادي”.

إيران تسعى للسيطرة على “باب المندب”..

يؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن إيران متورطة فيما يجري في اليمن منذ عقدين من الزمان، ولكنها زادت من تورطها ونفوذها منذ بداية الحرب الأهلية التي اندلعت في أيلول/سبتمبر 2014. ويرسل الإيرانيون للحوثيين مندوبين من “الحرس الثوري” كمستشارين عسكريين بالإضافة إلى مستشارين من “حزب الله”، كما تزود طهران “الحوثيين” بأسلحة متقدمة وأجهزة لجمع المعلومات الاستخبارية. ومن الواضح أن اليمن باتت تمثل ساحة تجارب للأسلحة الإيرانية لا سيما في المجالين البحري والصارخي.

يضيف المحلل الإسرائيلي أن أحد بؤر الصراع الرئيسة في الحرب اليمنية هي السيطرة على “مضيق باب المندب”، الذي يُعد ممراً ملاحياً حيوياً للتبادل التجاري بين أوروبا وآسيا ولتزويد أوروبا بالنفط. وتسيطر إيران بطبيعة الحال على “مضيق هرمز”، وإذا سيطر الحوثيون على “مضيق باب المندب” فمعنى هذا أن إيران ستسيطر على المضيقين اللذين يُستخدمان لنقل النفط من معظم الدول المنتجة للبترول والغاز في الشرق الأوسط.

يجب على واشنطن دعم التحالف السعودي..

يرى “يشاي” أن الحرب المستمرة تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل اقتصاد السعودية وباقي دول التحالف، خاصة في ظل استمرار أزمة أسعار النفط والغاز التي تضر بإيرادات السعودية وبقية دول الخليج. لذلك، فإن المملكة العربية السعودية لديها مصلحة في إنهاء الحرب، ولكن شريطة عدم المساس بمصالحها وعدم هيمنة إيران على اليمن.

غير أن تداعيات الحرب في اليمن سيكون لها آثار بعيدة المدى على مستقبل المنطقة بأسرها، ويجب على الولايات المتحدة والدول الغربية دعم التحالف السعودي من أجل إزالة تهديد الهيمنة الإيرانية وإنهاء الحرب الأهلية وإيجاد حل لتلك الأزمة الإنسانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة