28 نوفمبر، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

جولات “ماتيس” الأوروبية .. بين محاولة تثبيت أقدام أميركا في سوريا من جديد وتحييد النفوذ الروسي !

جولات “ماتيس” الأوروبية .. بين محاولة تثبيت أقدام أميركا في سوريا من جديد وتحييد النفوذ الروسي !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن ما يشاع حول وجود مخططات أميركية لاستمرار الحرب في سوريا أو ضمان بقاء النفوذ الأميركي ممتداً داخل الأراضي السوري؛ بدأ يتم تنفيذه على أرض الواقع، مع قيام وزير الدفاع الأميركي “جيمس ماتيس” بجولة أوروبية بدأها، الثلاثاء 7 تشرين أول/نوفمبر 2017، لشرح استراتيجية واشنطن في سوريا بعد القضاء على تنظيم “داعش”.

وأعرب “ماتيس”، عن حرص واشنطن على دعم إيجاد حل سياسي دبلوماسي للنزاع السوري، مع اقتراب هزيمة تنظيم “داعش” في سوريا والعراق والقضاء عليه وإنهاء سيطرته على المناطق الحضرية في البلدين.

تقريب مساري “جنيف” و”أستانة”..

لافتاً “ماتيس”، إلى وجود مساع أميركية للتقريب بين مسار “جنيف”، تحت رعاية الأمم المتحدة، ومسار “أستانة”، الذي تقوده روسيا وتركيا وإيران للتسوية في سوريا.

قائلاً، للصحافيين على متن الطائرة في طريقه إلى “هلسنكي” عاصمة فنلندا للقاء زعماء مجموعة شمال أوروبا: “ناقش وزير الخارجية ريكس تيلرسون كثيراً مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا استيفان دي ميستورا؛ كيف يمكننا نقل ما يحدث في أستانة إلى جنيف حتى يتسنى لنا بالفعل إشراك الأمم المتحدة في سبيل المضي قدماً”.

التباحث على الطريق الدبلوماسي..

موضحاً “ماتيس” أيضاً: “نحاول وضع الأمور على السكة الدبلوماسية لتتضح الصورة ونتأكد أن الأقليات، أياً كانت، لن تتعرض إلى ما رأيناه في عهد نظام بشار الأسد”.

حلفاء الولايات المتحدة الأميركية يسعون إلى الحصول على توجيهات واضحة من واشنطن بشأن خططها في ما يتعلق بسوريا بعد هزيمة التنظيم الإرهابي، وهو ما يعتزم “ماتيس” شرحه لهم خلال الزيارة.

وأشار “ماتيس” إلى إنه مع انكماش الرقعة التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” بسرعة فإن التركيز ينصب على هزيمته في المناطق القليلة الأخيرة، وتفادي الصراع مع تضاؤل الفجوة بين القوات الروسية والأميركية.

وعلى الرغم من أن القتال ضد عناصر تنظيم “داعش” في العراق وسوريا لم ينته بعد، إلا أن التنظيم تعرض لسلسلة من الهزائم الكبيرة وخسر معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها.

بحث تنامي النفوذ العسكري..

يشكل وصول “ماتيس” إلى فنلندا أول محطة، ضمن أسبوع من المحادثات مع الحلفاء الإقليميين والشركاء في حلف شمال الأطلسي، والتي ستتركز على مسائل أمنية، بينها الحرب على تنظيم “داعش”، وتنامي النفوذ العسكري الروسي.

تسليط الضوء على المجموعة الشمالية..

زيارة “ماتيس” إلى هلسنكي تسلط الأضواء على عمل ما يعرف بـ”المجموعة الشمالية”، وهو منتدى مكون من 12 دولة أوروبية يركز على التحديات العسكرية والأمنية التي تواجهها القارة، وتحديداً تلك الصادرة من الشرق، “روسيا”. وسيتوجه إلى مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، في وقت لاحق هذا الأسبوع.

الوقوف ضد روسيا..

قال “ماتيس” إن الزيارة تشكل “فرصة للتأكيد على وقوفنا إلى جانب ديموقراطيات أصدقائنا والحلف الأطلسي وآخرين في أوروبا، في حال سعت أي دولة بينها روسيا لتقويض قواعد النظام الدولي”.

مضيفاً أنه “لدينا العديد من القيم المشتركة في ما يتعلق بالسيادة”. وعلى رغم أن فنلندا والسويد ليستا من أعضاء حلف الأطلسي، إلا أنهما تتعاونان عن قرب مع التحالف المكون من 28 دولة.

وتضم “المجموعة الشمالية” كلاً من: “الدنمارك وإستونيا وفنلندا وألمانيا وآيسلندا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنروغ وبولندا والسويد وبريطانيا”.

القتال يزداد تعقيداً..

مع تزايد الأسئلة الموجهة إلى الإدارة الأميركية من الشركاء الأوروبيين، وحلفائها في حلف شمال الأطلسي الـ(ناتو)، حول إستراتيجيتها في سوريا ما بعد القضاء على “داعش”، تهرب “ماتيس” من الإجابة، مقراً بأن “السؤال الرئيس الذي يردده حلفاء أميركا، هو: ما الذي سيحدث بعد هزيمة داعش ؟”، موضحاً أنه وفقاً لتقديرات الاستخبارات الأميركية، بات التنظيم بمثابة “هرم بلا قاعدة” بسبب فرار غالبية عناصره وأسرهم وقتلهم، محذراً “ماتيس” من أن “القتال يزداد تعقيداً” مع تقدم القوتين اللتين تحاربانه نحو آخر معاقله.

تهرب من توضيح وضع الأكراد..

في نفس الوقت، رفض “ماتيس” التعليق على ما إذا كانت واشنطن ستستعيد الأسلحة التي سلمتها إلى كرد سوريا في إطار حربهم ضد “داعش”.

ولم توضح أميركا إستراتيجيتها، بعيدة المدى، نحو الكرد في سوريا بعد القضاء على التنظيم، إلا أن مسؤولين أميركيين كباراً رددوا في الأسابيع الماضية أن هناك الكثير من القضايا التي ستظل محل اهتمام واشنطن بعد طرد التنظيم من سوريا.

ومن المرجح أن تطرح الاستراتيجية الأميركية ما بعد هزيمة “داعش”، عندما يزور “ماتيس” بروكسيل هذا الأسبوع، حيث سيلتقي نظراءه في دول حلف شمال الأطلسي.

تحاول تثبيت أقدامها من جديد..

الخبير العسكري الروسي، “فيكتور موراخوفسكي”، كشف أن إخفاقات الولايات المتحدة العسكرية والسياسية في سوريا لا توقف أحلامها ومخططاتها في هذا البلد، حيث أن أوراق أميركا متعددة وإن احترق بعضها فهي تحاول من جديد تثبيت أقدامها عبر مخططات أخرى.

قائلاً “موراخوفسكي”: “من الواضح أن الولايات المتحدة الأميركية هدفها الأساس إيجاد موطئ قدم لها في سوريا، لكي يتسنى لها التأثير على الوضع السياسي في البلاد، خصوصاً بعد عقد التسوية وانتهاء الحرب في سوريا، الدخول الأميركي إلى سوريا بحسب مخططاتهم لن يحصل إلا من خلال إيجاد أطراف يمكن التعويل عليها لتكون ممثلة في السلطة والبرلمان للتأثير على السياسة العامة في البلاد”.

تمويل الجماعات المناوئة لنظام “الأسد”..

مضيفاً “موراخوفسكي”: “هذه ليست المحاولة الأميركية الأولى في سوريا وليس الإخفاق والفشل الأول لها، وأبرز فشل وإخفاق لهم في سوريا كان من خلال محاولتهم تشكيل فصيل مسلح معارض للحكومة السورية، وقامت وزارة الدفاع الأميركية بدفع أموال باهظة لمشروع كهذا وتضمن تدريب وتسليح عناصر مناوئة للأسد”.

مخططات أميركية خاسرة..

مشيراً “موراخوفسكي” إلى أن المخطط الأميركي لإنشاء فصائل عسكرية معارضة فشل من المحاولة الأولى، وذلك بعد قيامهم بعبور الحدود الأردنية السورية، وما لبث أن تفكك الفصيل خلال ساعات وهرب الكثير منهم وانضم آخرون الى تنظيم “داعش” الإرهابي، والخسارة الأقصى التي تكبدتها الولايات المتحدة هي الأسلحة التي انتقلت من الفصيل إلى “داعش”؛ وكانت هذه الحادثة بمثابة الضربة القاضية للمخطط الأميركي.

عقد تسوية لتمثيل القوي المسلحة في السلطة..

خلص “موراخوفسكي” إلى أن الولايات المتحدة تحاول اليوم مجدداً، من خلال مخططات جديدة، ومنها إنشاء مجموعات مسلحة جديدة في مناطق وبؤر غير خاضعة لسيطرة الجيش السوري، والتي ستحاول من خلالهم عقد تسوية تشارك فيها أميركا لتمثيل هذه القوى المسلحة في السلطة والسياسة العامة في البلاد خلال مرحلة ما بعد الحرب.

تريد استمرار الحرب..

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق، الدكتور “محمد خير عكام”، أوضح إن الجانب الأميركي بدأ الحرب الإرهابية على سوريا ولا يريد أن ينهيها إلا بعد أن يحقق ما وضعه من أهداف لهذه الحرب، فكلما سقطت أداة يستخدمها لاستمرار هذه الحرب، يستخدم أداة أخرى، الآن سقطت الأداة التي كان يعول عليها في استمرار هذه الحرب، وهنا أعني “داعش”، حيث أنه أصبحت أيام “داعش” معدودة، لذلك اليوم بدأ يعول على “قوات سوريا ديمقراطية” علها تستطيع أن تحقق لهم ما لم يستطيع أن يحققه “داعش”.. الولايات المتحدة تريد أن تستمر هذه الحرب إلى أكثر مدة ممكنة، لكي تحقق من خلالها أهدافها، وتحقيق مصالحها في المنطقة ومن ورائها الكيان الصهيوني، بينما روسيا تريد إنهاء هذه الحرب، لذلك نسقت مع السوريين من أجل الوصول إلى حل سلمي، ولكن الجانب الأميركي لا يريد أن ينسق مع سوريا ويدعي أنه يريد أن يحارب “داعش”، ولكن الحقيقة استثمر في “داعش”، والآن الجانب الأميركي بدأ يستثمر في “قوات سوريا الديمقراطية” عله يستطيع تحقيق مصالحه.

الأميركان سيبيعون الأكراد عند اختلاف المصالح..

مشدداً الدكتور “عكام”، أن على السوريين الأكراد، الذين هم مكون سوري، أن يقرؤوا المستقبل جيداً، ويعرفوا أن الجانب الأميركي سوف يبيعهم عندما يختلف معهم من حيث المصالح، وقد رأينا كيف باع “مسعود بارزاني” عندما أخفق في تحقيق الانفصال عن العراق، ويجب أن يعرفوا أن قوتهم من قوة وحدة الأرض السورية، ومن الأفضل لهم أن يكونوا مكوناً من مكونات الشعب السوري.

التنظيمات الإرهابية تعمل لصالح أميركا..

حول استمرارية الرهان الأميركي على الإرهاب في سوريا، ولم يتخل عنه، أوضح الدكتور “محمد خير عكام”: لم يتخل يوماً الأميركي عن الجماعات الإرهابية، وما حصل في مدينة “الرقة” كان بقيادة الأميركي، حيث تم استلام وتسليم المدينة من “داعش” إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، وكل هذه التنظيمات تعمل لمصلحة الأميركي، وهذا يدل على أنه هو الذي يحركهم، وهنا نتساءل لماذا حتى الآن لا تقوم الولايات المتحدة بمحاربة “جبهة النصرة” والكيانات الإرهابية الأخرى مثلاً ؟.. ولماذا فشلت الولايات المتحدة بفصل المعارضة عن الجماعات الإرهابية عام 2016 ؟.. لأن الولايات المتحدة لا زالت تعول على هؤلاء.

ممارسة التطهير العرقي..

موضحاً الدكتور “محمد خير عكام” قوله: “هؤلاء الذين يسمون أنفسهم (قوات سوريا الديمقراطية) والمدعومين أميركياً، يمارسون التطهير العرقي في (الرقة)، ويمارسون التفرقة في المناطق التي سيطروا عليها بين مكونات الشعب السوري، فلذلك لا يحق لهم أن يطلقوا على نفسهم تسمية دمقراطيين أو سوريين”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة