17 نوفمبر، 2024 3:50 م
Search
Close this search box.

القاتل واحد وضحاياه كثيرون!

القاتل واحد وضحاياه كثيرون!

الروح المشتركة بين المقاومتين المضرجتين بالدماء!
إذا نظرنا إلى مشهد الشرق الأوسط والجرائم المرتكبة في هذه المنطقة من العالم ليس من منطلق سياسي عميق، ولكن من منظار محايد، وبحثنا عن الحقيقة، يمكننا أن نكتشف بسهولة هوية «القاتل» وحتى «سبب القتل»، وهذا الأمر ليس معقدا.

قبل مدة وفي إحدى مناسبات المقاومة الإيرانية، كنت أستمع إلى كلمات أحد قادة المعارضة السورية. وفي واقع الأمر عنوان مقالي هذا، مقتبس من كلماته. وما أجمل قوله: اولئك الذين ذبحوا السجناء السياسيين في إيران في عام 1988، اولئك الذين قتلوا أعضاء المعارضة الإيرانية في العراق، هم أنفسهم الذين يذبحون أبناء الشعب السوري منذ ثماني سنوات. وخلص إلى القول ان «القاتل هو واحد» ومعرفة القاتل سهل جدا!

إني أحيّي بالمشاعر والأحاسيس التي تنبع من الروح النضالية وعمق الإدراك السياسي لهذا القائد من المعارضة السورية، وشعرت بالتعاطف معه. إانه كان على حق، ومن هذه الزاوية يجب النظر إلى الشعبين الإيراني والسوري كروح واحدة في جسدين. وبالطبع ليسا جسدين يتقاسمان روحا مشتركة، بل هناك الكثير من القلوب في هذه المنطقة من العالم تنبض معا لشيء واحد: الحرية!

ما يقارب 39 عاما والشعب الإيراني يناضل ضد هذا «القاتل» والشعب السوري منذ سبع سنوات. وتم قطع العديد من المسارات حتى يومنا هذا، ولكن يمكن القول بكل يقين بأن ما تبقى من الطريق لن يكون طويلا. ويمكن استشعار ذلك من خلال الحقائق للعهد الجديد، العهد الذي أصبح فيه «تغيير النظام في إيران» إجماعا دوليا وأن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية على استعداد لتحقيق مثل هذا التغيير.

وفي هذا الدرب ضحّى كثيرون بأرواحهم، مئات الآلاف وربما أكثر من مليون شخص إلى جانب ملايين المشرّدين، ناهيك عن أعداد اولئك الذين تحملوا المعاناة والآلام والمضطهدين بطرق مختلفة والخسائر المادية حيث عددهم بأضعاف مضاعفة. كما تم تدمير كبريات المدن مثل حلب والموصل وغيرهما العملية التي تترك مشاهد رهيبة ووقائع تأبى النسيان.

ومن المؤسف أن نرى أن الألفية الثالثة بدأت بمثل هذه الكوارث، ولكن هل هذا هو تمام الحقيقة؟ بالتأكيد لا! لأن هذا الإدرام يعتمد على كل فرد، حيث أن الإنسان يستطيع أن يغيّر مسار التاريخ.

«الحرية» هي مطلب كل إنسان وهي «الطلب الأول» لكل إنسان مسؤول. وهذا هو سبب قيام كل نظام دكتاتوري في أول عمل يمارسه هو حرمان الناس والمجتمع من «الحرية». وأبرز مثال على ذلك نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران الذي هو «القاتل» في جميع مشاهد القتل في الشرق الأوسط في إيران وفي سوريا والعراق واليمن ولبنان و…

إن مقاومة الشعبين الإيراني والسوري ليست الا من أجل «الحرية». وهاتان المقاومتان عازمتان على تغيير مسار التاريخ في بلديهما بإسقاط نظام الملالي في إيران. وهذا المبتغى قابل للتحقق وفي الوقت نفسه ضروري جدا. ليس فقط لشعبي البلدين وانما لجميع شعوب المنطقةو للمجتمع الدولي أجمع حيث لن يكون بمنأى عن تأثيره.

لذلك، هناك «معركة مشتركة» تزيد قوة ووسعا يوما بعد يوم، استلهاما من تعبير لقائد المقاومة الإيرانية الذي قال في يوم ما إذا كانت هناك مقاومة فالعالم سيقف بجانبها ضد الدكتاتورية وهذا ما تحقق فعلا اليوم. ولو لم تكن مثل هذه المقاومة، لما كانت هذه الحركة القوية والواعدة لاسقاط النظام الحاكم في إيران.

وفي هذه المواجهة غير المتكافئة، استشهد كثيرون وهناك كثيرون هم «شهداء أحياء» وفقا لهذا الصديق السوري. وهذا ما حلّ بالآلاف من أعضاء المقاومة الإيرانية طيلة سنوات عديدة قضوها في الأراضي العراقية تحت حصار حكومة نوري المالكي العميلة لنظام الملالي، لأنه وفقا لسيناريو «القاتل» كان من الواجب ألا يبقى أحد منهم على قيد الحياة. وجاءت مختلف الهجمات والمؤامرات المتلاحقة التي نفذها النظام الإيراني وأزلامه في العراق لهذا الغرض.

وقال هذا الصديق السوري بحق إن «الإطاحة بالنظام في طهران ليست خدمة للشعب الإيراني فحسب، بل تخدم أيضا شعوب المنطقة وتخدم قضية التحرير في العالم وللاإنسانية في العصر الحاضر». وهذه حقيقة رسالة واضحة إلى دعاة الإنسانية والحرية، وهو أمر أساسي لتحرير المنطقة من الإرهاب والتطرف، جبهة لابد من تشكيلها ومحورها المقاومة الإيرانية. لأن إسقاط النظام الإيراني أمر ممكن التحقيق من خلال الاعتراف بالمقاومة الإيرانية ودعم المجتمع الدولي لها. وهذا هو مفتاح حل الأزمات الاقليمية الذي من شأنه أن يجب على المجتمع الدولي البحث عنه في محاربة الإرهاب والتطرف.

كما أن المطلوب من الدول الاقليمية أيضاً القيام بهذه المبادرة الضرورية!

أحدث المقالات