السيّد “المالكي” استطاع بنجاح منقطع النظير اجتياز جميع “الاختبارات” الدمويّة الّتي مرّت على العراق بما لم تمرّ على شعب من شعوب الأرض لا قديماً ولا حديثاً ولا ستمرّ واجتاز جميع المكائد والفخاخ المحكمة الّتي نُصبت له بما لم يُمتحن بها رئيس من قبل والّتي حاولت اصطياده أو إزاحته عن سدّة الحكم وبأيّ شكل من الأشكال ففشلت .. ولأجل هذا .. أنا أقول : حرام على قائد مثله أن يترك خدمته للعراق “كما سمعنا مؤخّراً” من موقع امتحان عسير طالما تهرّب منه أصحاب التقى والتقوى والورع كون الحكم حمل ثقيل لا يقوى عليه أحد ولا حتّى سيّد التقاة وأورعهم أبا سبطي رسول الله سيّدي شباب أهل الجنّة الأمام عليّ ابن أبي طالب القائل : “انا لكم وزير خيرٌ لكم من أن أكون لكم أمير” .. ومن هنا نوصي السيّد نوري المالكي ونتمنّى عليه أن لا يتركنا نغرق مرّةً أخرى في متاهة رئيس وزراء جديدة تعرّض العراق في بداية مسؤوليّته إلى “الخبز” هذه المرّة بعد أن عجنته سنين حكم المالكي الكارثيّة على العراق قبل أن يجتازها بنجاح منقطع النظير .. ولنقلها بصريح العبارة لسنا مستعدّون بعد الآن لتحمّل كوارث جديدة في عهد رئيس وزراء جديد فنمرّ بنفس مراحل الإجهاد النفسي والمعنوي والاقتصادي الّتي لا تزال مفاعيلها تتفاعل باستمرار في نفوسنا ونئنّ منها وجعاً عميقاً ولا أن يُكتب علينا أن ننتظر تحمّل عذابات كلّ العالم إلى أن يكتمل “تدريب” القادم الجديد ويتحمّل مسؤوليّة القيادة السياسيّة للعراق وللعراقيين وننتظر ونصبر ونستهلك ونمر بأزمات تلو الأزمات ومواعيد 100 يوم إثر مواعيد مئة يوم أخرى ويستشهد الاعلاميون ويتلقى المتظاهرون ضربات العصي والهرّاوات والسكاكين نوعيّة “أُم الياي” و “بوكسات الحديد المسنّنة” وتطير طائرات الجيش العراقي , المروحيّة , “وسيستورد مروحيّات روسيّة ممتازة في مطاردة المشاغبين” وتذر الرمل والحصى الناعم في عيون العراقيين وتقطع مياه الشرب عنهم من مصادرها وتعاد الصولات “صولات الجِمْسِيّون” هذه المرّة بدل “صولات الفرسان” يعني الصولات ستكون بسرعات تفوق سرعة خيول فرسان السيّد أبو إسراء بعشرات المرّات
السيد المالكي نستطيع أنّ نقول تلقى “دورة” تدريبيّة , ميدانيّة , لقيادة بلد بحجم العراق وبحجم تنوّع مزاجيّة شعب هو الأعرق على وجه الأرض , مكلفة جداً , اقتصاديّاً وشعبيّاً وسياسيّاً قد دفع تكاليفها مضطرّاً من دمه ومن عذاباته ومن تهجيره ومن تغريبه ومن تشريده من جسد ومن جيبه الخاص المواطن العراقي .. يعني دورة تعليم وتقوية للسيّد المالكي كانت “على حساب الشعب العراقي” بكلّ ما تعني التضحية الإجباريّة من معنى .. وعليه .. فيا سيادة رئيس الوزراء .. ابق بالسلطة ولا تتركها فيتعرّض بعدك العراقيّون لدورة تدريبيّة أخرى في ظروف مرشّح آخر لا نعلم مدى كوارثها يدفع تكاليف صقل مواهبه ثانيةً شعب العراق من دمه ومن أمواله ومن كلّ جزيئات وعناصر بناء هيكله وآدميّته المتعبة المتهرّئة خاصّةً إذا كان رئيس منتخب على طريقتك الجديدة في الانتخابات يا أبا أحمد “وهي بلاشكّ طريقة ناجحة” لنحصل في آخر الأمر وبجهد جهيد على دولة رئيس وزراء جديد يمرّرنا بشريط من فقرات طويلة خالية من “دولة القانون” في التعلّم على قيادة العراق نغيب عن العالم فيها قد لا نصحوا بعدها ! .. لا لا ..فنحن نريد “ريّسنه القديم” تعوّدنا عليه وهو تعوّد علينا .. المالكي يعني .. لا .. أبق أبق يا أبا أحمد .. قدّم من جديد أوراق ترشيحك للتحالف الوطني وآنا أوّل من سيبصم لك بالعشرة كما يُقال .. ولمَ لا أنتخبك أنا أو لم لا ينتخبك غيري من الحذرون المتحسّسون من أن يقذف على رؤوسهم نوعيّة جديدة أيضاً من رؤساء الوزراء سيكون له أيضاً طرق جيدة في الانتخاب ستكون بلا شكّ مكلفة جدّاً ووبالاً قد يُمحى على أثرها العراق من الوجود..؟! فقد حصل العراقيّون بسنوات من التدمير الشامل على رؤوسهم ما قوّته التدميريّة تعادل مقارنةً بأكثر بكثير من مجموع مئات من الصواريخ الأميركيّة الضخمة “جي بي يو-28” من تلك الّتي اخترقت المواقع الشديدة التحصين الّتي قذفت على جبال تورا بورا وعلى المواقع العراقيّة المحصّنة مضاف إليها على سبيل تقريب حجم ما تعرّض له العراق المئات من القنابل الفراغيّة الّتي قصفت أميركا الجيش العراقي بها وأذابت البشر والحديد مضاف إليها زيادةً في تقريب صورة حجم التدمير الحقيقي لو أضفنا إلى كل ذلك على سبيل الافتراض المئات من القنابل الفراغيّة الروسيّة الأحدث عالميّاً والّتي وصفها التلفزيون الروسي مؤخّراً أثناء نقله المباشر قبل أيّام لتجربة إلقاء قنبلة من هذا النوع الكاسح من طائرة توبوليف 160 على موقع سكاني مفترض سوّته بالأرض وجعلته أثراً بعد عين “بالقنبلة الفراغيّة الأقوى” أو “أبو القنابل جمعاء” , حصل بعد هذا التدمير الكوني المباشر والغير مباشر ؛ شعب العراق , على هذا الرئيس الّذي وصل مداه الاستطلاعي موسكو مؤخّراً ! .. ذلك أنّ رئيس وزراء “شبعان” برأيي أفضل من رئيس جديد لا نعرف شكله ولونه وسلوكه وأصله وفصله شبعان جوعان فكر إبن ناس متربّي إبن شوارع .. ومثل ما يقال ؛ “الرئيس التعرفه أحسن من ملك ملوك ما تعرفه” لحين ما ربّ العزّة “ياخذ أمانته” مثلما يقال بالشعبي أو يقعده مرض لا سامح الله لعلّ ساعتها نحصل على رئيس وزراء جاهز من مجاميعو كما يقال بالمصري فننتخبه .. ولكي لا أبالغ أو أحد ما يتّهمني بالمبالغة .. أنا متيقّن وعلى يقين تام , أنّ السيّد “أحمد نوري جواد المالكي” , بحسب رأيي الشخصي طبعاً , أفضل من سيتولى منصب رئاسة وزراء العراق خلفاً للسيّد “المالكي” مستقبلاً ! .. ذلك لأنّ السيّد أحمد سيكتمل أو سيقارب من اكتمال العمر المؤهّل لرئاسة الوزراء إذا ما استشهد المالكي لا سامح الله أو غدرت به التوازنات السياسيّة القلقة مستقبلاً , وأرجو أن يكون إذا ما حدث ذلك السيّد الشجاع الجسور أحمد المالكي قد بلغ عمره عمر الإمام عليّ عليه السلام عندما تسلّم خلافة المسلمين , بدون تشبيه بالطبع .. يعني لنقل بعمر السيّد بشّار الأسد عند استلامه حكم سوريا بعد وفاة أبيه .. كما ومن المؤكّد سيكون قد تدرّب على جميع المؤهّلات العسكريّة والقياديّة “وهي ضرائب لابدّ وسيدفع فواتيرها الدمويّة والماليّة شعب العراق , ولا يزعل علينا السيّد المالكي فهذا واقع حال العراق” .. فجميع من تسلّم الحكم من آبائهم قد تدرّبوا بتلك الشاكلة , ولعلّ قصّة “بعير الوالي” خير دليل! .. وعندها أيضاً ستكتمل عند السيّد أحمد رؤى سياسيّة وحنكة قياديّة على خطى الوالد “أبو إسراء” .. كما ولا يجب أن ننسى أنّ السيّد أحمد سيقود البلد , وهو شبعان , لأنّه في الأصل هو “إبن خير” كما يُقال بالعراقي و”إبن ناس” والشبعان أحسن من ابن الفكر الجوعان كما يعرف الجميع .. خاصّة بالنسبة لميزانيّة مثل ميزانيّة العراق لا تتحمّل من الآن فصاعداً تجارب اقتصاديّة جديدة ومغامرات إعادة إعمار وغسيل أموال وتصريف سيولة وإعادة تسليح وإعادة بنى تحتيّة وإعادة هيكلة خطوط اجهزة استخباريّة وأمنيّة وأمنيّة خاصّة وخصوصيّة وأمن خاص ولا يتحمّل دورة جديدة من الإيفادات والرحلات إلى خارج العراق وبلاوي شركات هاتف نقال واستيرادات لأجهزة كشف المتفجّرات والحشيش والسيديّات الخليعة وحبوب الكبسلة ولا يتحمّل مصاريف برلمانيّون جدد وملايين مصفّحاتهم المعهودة ولا تتحمّل مصاريف مجالس عشائر جديدة ومصاريف بعثات دوريّة للجان كشف ممارسات النظام السابق الإجراميّة وتبيانها أمام شعوب بلدان العالم , وبعثات دوريّة لتبيان أسباب خارجة في عراق ورديّ المخمل عن إرادة الحكومة العراقيّة الجديدة وشرح ولكشف تفاصيل ملفّقة عن تهجير 4 ملايين عراقي ومقتل مليونين من العراقيين وملايين الأطنان من التفجيرات المفخخة وتيتيم وترميل 5 ملايين طفل وامرأة وأسباب مجهولة غريبة على ثقافة ونزاهة اعضاء الحكومة العراقيّة , وتبيان الأسباب الحقيقيّة في ضياع أموال العراق وتسريب نفطه بدون عدّادات الخ , يُصرف على كلّ ذلك وغيرها من برامج مبتكرة تليق بعراق حرّ وديمقراطي ذو مستقبل باهر , من ميزانيّة العراق , “من جيوب العراقيين بصريح العبارة” بالمليارات من الدولارات وصلت إلى الثلاث تريليونات من الدولارات سبعمائة مليار منها جاري البحث عنها ! … وعليه .. أرجوا من العراقيين أن لا يضيّعوا من بين أيديهم فرصة حصولهم على رئيس وزراء شبعان وجاهز تماماً .. صحيح هو قد تدرّب ميدانيّاً على أنواع الجسارات الرجوليّة والّتي هي مواهب لا دخل للشخص في امتلاكها , ولكنّ العراق بحاجة لصقل مواهب مثل هذه خاصّة وقد ساعدت الظروف السيّد أحمد المالكي للنفوذ إلى الساحة العراقيّة السياسيّة والاقتصاديّة على خطى الأب.. لأنّ مثل هذه الفرص إذا ما حصلت فإنّها لن تتكرّر دائماً , أفضل من أن يكون القادم في علم المجهول هويّته الصحيحة والمجهول سلوكيّاته الحقيقيّة .. فالشين التعرفه “حاشا السيّد المالكي” أفضل من الزين اللي ما تعرفه , مثلما يُقال ..
وأخيراً .. وللأمانة .. لم نسمع عن السيّد المالكي “الإبن” الملتزم بآداب الإسلام والمحافظ على شعائره أوّلاً بأوّل بحسب الميراث التربوي للعائلة الكريمة وبحسب ما سمعنا عنه إلاّ كلّ خير رغم الأقاويل والافتراءات من هنا وهناك وأغلبها جاء حسداً إن لم تكن جميعها .. كما وهو “المالكي الإبن” لم يكن أوّل ابناً لرئيس ولا آخرهم يحاول اقتفاء خطى أبيه.. فلم لا نعطيه فرصة ونحضّر لها من الآن , لنا وله , يعيش العراقيّون تحت ظلّ حكمه عيشة قد تكون مريحة متّكلين على خاصّية الشبع والاكتفاء من ملذّات الدنيا بعد أن ذاق صنوفها وألوانها مبكّراً نجل السيّد المالكي ولمّا يبلغ العمر 18 عاماً أو أكثر .. إبن خير يعني , أفضل من عيون جائعة لم تذق طعم “الحلاوة” إلاّ في المناسبات فيدخل العراق دويّ انفجار أمني جديد ..