مع الأشارة لحلقتي 510 و 511 من سؤال جرئ
مقدمة :
تابعت بأهتمام حلقتي سؤال جرئ (*1 ) المرقمتين / 510 و 511 ، وذلك على قناة الحياة – المقدمة من قبل الأخ رشيد ، و بأختصار الحلقتين تدور حول موضوع ( دعوة عددا من العلماء الأجانب ، وبأختصاصات مختلفة .. منهم : ويليام هاي – توماس أرمسترونك – بيتر أليسون بالمر ، ألفرد كرونر ، وغيرهم ، في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ، وذلك من قبل فريق يرأسه الشيخ عبد المجيد الزنداني (*2) ، لغرض التوصل معهم / أقناعهم ، بعدد من مواضيع الأعجاز الموجودة في النص القرأني ، وفق صفتهم ومراكزهم العلمية ، وكانت محط الرحلة بين السعودية ومصر وأسلام أباد .. وثبتت نتائج ووقائع هذه اللقاءأت / حسب وجهة الزنداني ، ببعض الوثائق !! ) .
أضاءات :
1 . من الضروري أن نبين ، أن الطريقة التي أستدعي بها العلماء ( السفر برحلات على الدرجة الأولى ، الأقامة بأرقى الفنادق ، بدل نقدي لكل عالم ، مأدبات عامرة .. حتى أن بعضهم أصطحبوا زوجاتهم .. ) ، كل ذلك يدل / بشكل أو بأخر ، على أن الغرض من الأجتماع ليس علميا بحتا ، وأنما الغرض منه غايات معينة !! .
2 . كما هو معروف للمتخصصين ، أن قضية وأسلوب ” الترجمة ” قد كان لها الأثر الأكبر في مثل هكذا لقاءات ، خاصة في عملية نقل الأيات مترجمة الى العلماء ، وبنفس الوقت في عملية نقل تعليق العلماء على الأيات المطروحة ، وذلك لعدم وجود أي طرف علمي محايد بالنسبة لعملية الترجمة ! .
3 . كان غاية أسلوب الأجتماعات هو جر العلماء ، الى منطقة معينة ، وهو مطابقة بعض الحقائق العلمية لما هو موجود في القرأن ، وسحب أعتراف علمي تام من العلماء ، وهو بما أن الرسول كان أميا ، وليس له من خبرة معلوماتية بهكذا حقائق علمية قبل 1400 سنة ، أذن أن القران هو منقول من الوحي الألهي ، وليس من مصدر بشري ” وهذا ما صدر عن كل هذا الحراك ” ، وهو الذي ما كان يسعى أليه ، و يروج له عبد المجيد الزنداني بقولته ” أنه الحق ” .
4 . ولكن من مجريات الحلقتين ، ومقابلة عددا من العلماء في الوقت الحاضر وشخصيا / المشار أليهم في المقدمة أعلاه ، من قبل أحد العاملين في البرنامج ، أنكر العلماء كل ما نسب عن لسانهم ، ونفوا كل ما نشر عنهم ، وأنما الذي جرى هو فبركة في الترجمة ، وتحوير في مجرى الحديث والنقاش ، وأن كل ما نشر عن العلماء هو تدليس وأفتراء ، غايته أختلاق ضجة أعلامية ، من أجل تأكيد الأعجاز القرأني ! ، التي روج له الشيخ الزنداني .. كما أنكر العلماء من أنهم قد تحولوا للأسلام ! .
القراءة :
أولا : ان الشيخ الزنداني ، ليكون ملما بأي أعجاز علمي ، يجب أن يكون له تأهيل علمي ، حتى يكون مهنيا قادرا على عملية البحث العلمي ، فهو لم يحصل على أي تاهيل علمي واضح ، فهو ( درس الصيدلة في كلية الصيدلة في القاهرة وتركها بعد عامين ولم يكمل دراسته ، وهذا يعني عدم حصوله على مؤهل علمي / نقل من موقع المستقبل نت ) ، ما روج له هو ( مصنفاته وأبحاثه في علم الإيمان والإعجاز ) فقط ، وهذا الأمر لا يغني عن أي قدر علمي ، لذا أرى أن يهتم الزنداني بما يقدر عليه من أقناع الأخرين به ، دون الدخول في مناطق لا يقوى على المناطحة بها !! .
ثانيا : أن العلم له رجاله ، والزداني ليس من هذه الطبقة ، فلو بقى في مجاله وأختصاصه كان أفضل له !! ، أليس هو من أفتى ب ” زواج الفرند ” ، (( وقد أثارت الفتوى على صاحبها غضب مشايخ الأزهر وغيرهم ، بل تعدى بعضهم على شخصية الزنداني ، فقالوا : إنه فشل في دراسته الجامعية بصيدلة الأزهر، وآخرون ركزوا على التدليل ببطلان اجتهاده ، وأنه غير مؤهل للاجتهاد الفقهي – كونه متخصصاً في الإعجاز العلمي – والبعض وصمه بالتشيع ، وعدوا الفتوى مخالفة للشرع / نقل من almoslim.net/node/85255 المسلم نت )) ، فكيف من يظن أنه عالما / أن صح ذلك ! ، أن يفتي بهكذا ” ترهات وخزعبلات ” ، ولكني أرى حقيقة هذا هو مجاله وديدنه !! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، أرى أن الفتاوى هي مجال أبداعه ، فهذا أفضل لنا من أن يخرج لنا يوما ويقول ، أن بواكير النظرية النسبية لألبرت أينشتاين و نظرية الثقوب السوداء لستيفن هوكينك كانت في نصوص القرأن ، أو أن يقول أن السير ألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين ، أعتمد في بحوث أكتشاف البنسلين على تجارب مستوحاة من ( شرب بول البعير ) .
ثالثا : أن الأسلوب التضليلي المتبع في سحب أعترافات العلماء من أجل أثبات آلهية المصدر القرأني ، أراه أسلوبا أقل ما يقال عنها أنه اسلوب لا يرقى الى أدنى متطلبات الأخلاقية العلمية ! ، أنه كالأسلوب المتبع في أقبية أجهزة المخابرات ! فلم هذا الألحاح على هذه النقطة بالتحديد ! ، التي قد شكلت عقدة مستعصية لا يقدرون دعاة الاعجاز على فكها أو حلها ! بدءا من الزنداني وأنتهاءا بزغلول النجار ، أرى أن ينتبه دعاة الأعجاز العلمي الى محاور معينة أهم من قضية الأعجاز ، مثلا : مدى مساهمة علوم القرأن في النهضة الحضارية اليوم ! ، ومحاولة التحجيم من نصوص القرأن التي تحث على الأرهاب والقتل والعنف ، التثقيف في عدم تكفير الأخر والاعتراف بباقي البشر من غير المسلمين بأنهم أفراد كالمسلمين وليسوا كفرة أو أهل ذمة ! ، الأبتعاد عن الفوقية المتضمنة في الأية التالية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ / 110 سورة آل عمران ) … وغير ذلك .
خاتمة :
تساؤلات – العلم ليس أدعاء ! ، العلم للعلماء وليس للأدعياة والدجالين والمحتالين ، العلم قواعد ونظريات تحتاج الى براهين وأسانيد ! العلم لا يمكن أن يثبت بالتضليل ، ولا يمكن البرهنة عليه باللقاءأت المشبوهة / المدفوعة الثمن ! ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ألم يخطر ببال الزنداني وفريقه من أن يوما سيأتي وتكشف للعالم أساليبهم الملتوية ! ، أن قضية ألهية النص القرأني ، لا يمكن أن يثبتها لا الزنداني ولا غيره ! ، لأن الله ليس كلمة تحشر بين النصوص كيفما شاء البعض ، وليس عملية تجميل لنصوص أثبت حال اليوم أنها ليست بعيدة عن العلم فقط ، بل أنها خارج نطاق الحياة والزمان والمكان !! .
———————————————————————–
(* 1 ) بالأمكان مشاهدة الحلقتين علىyou tube ، وذلك للأطلاع بشكل تفصيلي على مجريات كشف الحقائق ! .
( *2 ) الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني / 1 يناير 1942 – هو سياسي وداعية يمني وهو المؤسس لجامعة الأيمان باليمن ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة ورئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح وأحد كبار مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن . / نقل من الموقع التالي : quran-m.com/quran/researcherdetails . وقد شارك الزنداني في الجهاد الأفغاني في الثمانينيات وذلك عن طريق دعوة الشباب اليمني للمشاركة في الجهاد ضد الشيوعية السوفيتية. وتتهم الحكومة الأمريكية الشيخ بدعم الإرهاب وصلته بالعديد من الإرهابيين بسبب مشاركته في الجهاد الأفغاني .. / نقل من موقع الويكيبيديا .