خاص : عرض – سماح عادل :
صدر مؤخراً العدد الثاني من مجلة (رواية)، الصادرة عن مؤسسة سطور للثقافة – بغداد – العراق.. وتتميز المجلة بثرائها وتغطيتها المميزة لعالم الرواية بشكل خاص؛ وعالم الأدب بشكل عام.. رئيس التحرير الروائي والكاتب العراقي “محمد حياوي”، ومدير التحرير الكاتب المصري “محمد عبد الرحيم الخطيب”، وسكرتير التحرير الكاتب العراقي “عباس داخل حسن”، وتضم المجلة نخبة من الكتاب العرب المتميزين في هيئة المستشارين.
الرواية..
سنقدم لكم قراءة سريعة للعدد الثاني من مجلة (رواية).. حيث تبدأ المجلة بمقال: (أصوات الغيرية في الرحلات الأوربية إلى المغرب)، للكاتب “علي الجديدي”، ويعتبر تغطية لندوة علمية بهذا العنوان أقيمت في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة المغربية بالدار البيضاء.
تليها قراءة في رواية (رحلة أبن فطومة) لـ”نجيب محفوظ”؛ قام بها “د. السيد الفضل”، يقول فيها: “في هذا الجو الكوني الافتراضي الذي خبرناه في روايات (أولاد حارتنا) و(الحرافيش) و(ليالي ألف ليلة) حيث تكون مصر الوطن الحاضر الغائب اسماً، جاءت (رحلة أبن فطومة) سعياً بحثاً عن الحرية والكرامة والسلام، تقدم الرواية رغم بناءها المدهش تقريراً يوشك أن يكون إدانة لـ”دار الوحي” الذي يسميها أحياناً باسمها الصريح “دار الإسلام” حيث تتم أكبر خيانة للوحي من قبل المسلمين”.
ثم قراءة لرواية (موت مختلف) للروائي “محمد برادة”، يقدمها الكاتب “بو شعيب الساوري”، يقول فيها: “نعتبر رواية (موت مختلف) تأملاً في تجربة حياة عبر الاستعانة بالذاكرة علها تسعف منير في فهم مسار حياته ومآله ومواجهته، وحين يلجأ متقدم في السن إلى الذاكرة، فذلك اللجوء يمنحه إحساسات لم تعد في مكنته في واقعه الحالي”.
ويتناول بعد ذلك الكاتب “رشيد بنحدو” كتاب بعنوان: (الخميني وساد وأنا) للكاتبة الإيرانية “أبنوس شالماني”، يقول “رشيد”: “يتعلق الأمر في النص بمحكى سردي عمدت فيه أبنوس شالماني إلى تصفية حسابها بلا هوادة مع من يخنقون أنفاس الناس باسم الإسلام”.
وهناك حوار “ليلى سلماني” روائية فرنسية من أصل مغربي، كتبت روايتها الأولى (الداخلة) في 2013، تقول في الحوار: “لقد عدت إلى المغرب باعتباري صحافية ولا اعتقد أنه كان بإمكاني أن أكون سعيدة هناك، الحرية التي اكتسبتها هنا (فرنسا) لا احتمل أن أفقدها بالعودة للعيش هناك، أن تكون رجلاً في المغرب فهذا مشكل وأن تكون امرأة فهذا أكثر تعقيداً من ذلك عشر مرات، اليوم لا أريد أن أشعر بالخوف لأني ألبس تنورة أو لأني أدخن سيجارة في رمضان، هناك تدخل مستمر للسلطات في خصوصيات الناس، هناك خلط كبير بين الحياة العامة والحياة الخاصة”، وترجمت الحوار الكاتبة “سعدية بن سالم”.
وعن الروايات التي تناولت مدينة الإسكندرية كتب “شوقي بدر يوسف” مقال بعنوان: (مناجاة المكان مسارب الحكي)، يقول فيه: “إن عبقرية المكان التي أوحت للعديد من كتاب السرد في الإسكندرية هي التي أصلت هذه الكتابات ومنحتها الحضور المتميز”.
الرواية في الخليج وشبه الجزيرة العربية..
في ملف عن (الرواية في الخليج وشبه الجزيرة العربية)، كتب “د. عبد البديع عبد الله” خلال مقالة بعنوان: (إسماعيل فهد إسماعيل مهمة الراوي في رواياته)، عن رواية (في عهدة حنظلة)، التي صدرت مؤخراً للكاتب الكويتي “إسماعيل فهد إسماعيل”، والرواية تحكي عن فلسطين من خلال رجل في غيبوبة، حيث تتخيل ما في وعيه ولا وعيه من أحداث.
ويلي ذلك حوار الروائي الكويتي “طالب رفاعي”، يقول فيه عن موقع الرواية الخليجية على خارطة الرواية العربية: “خارطة الرواية العربية هي نسيج من جميع الكتابات الروائية العربية وكل رواية تقدم أجواءها وعوالمها وتغني المشهد الروائي العربي، مؤكد أن للرواية المصرية حضور تاريخي كبير ولكن هذا لا يقلل من شأن الروايات الأخرى: العراقية والسورية واللبنانية والمغاربية والسودانية والخليجية وغيرها، المجموع الكلي لهذه الروايات هو ما يشكل جمال وخصوصية سجادة الرواية العربية وعليه يكون موقع الرواية الخليجية إلى جانب باقي الروايات العربية”.
وفي مقال بعنوان: (محاولة لتلمس ملامح الرواية القطرية) لـ”د. أحمد عبد الملك”، يقول: “حتى تاريخه لم تتمكن الرواية القطيرة من تحديد ملامح خاصة بها، ذلك أن الفترة الزمنية من عام 1993، تاريخ صدور أول رواية قطرية وحتى اليوم، أي 24 عاماً، لم تسمح لتلمس ملامح الرواية القطرية، كون بعض الكتاب لم يكتبوا أكثر من رواية واحدة، كما أن الراويات التي تنطبق عليها الخصائص السردية تكاد تكون نصف ما قد نشر حتى 2017″.
و”د. فاطمة الشيدي” تكتب في مقالة: (بين المسكوت عنه وملامح السيرة الذاتية سرديات محمد عيد العيمي)، تقول: “تشكل تجربة محمد عيد العيمي علامة فارقة في الأدب العماني الحديث وذلك لسببين الأول تناولها موضوعات جديدة في الأدب العماني وتقاربها مع القليل من الأدب العالمي، فهي أي الكتابة جاءت من منطقة الألم تماماً، فهي كتابة تنبعث من تجربة ذاتية قاسية وأليمة، تجربة استحكمت على حياة الكاتب فجعلت منها منطقة ظلية للكتابة فقط، حيث أصبحت الكتابة حلاً وحيداً أو تعويضياً عن الحياة فبعد زمن من اللاكتابة أو زمن من الحياة وجد الكاتب نفسه مضطراً للكتابة فبدأ في تسطير تجربته الشخصية وإن تجاوزها لاحقاً”.
وكتبت الروائية العمانية “جوخة الحارثي” شهادة روائية بعنوان (نارنجة من شجرة الحكايا)، تقول فيها: “كانت ثلاثة أعوام قد انقضت على نشر روايتي (سيدات القمر) لم أشعر بالحاجة إلى كتابة رواية جديدة لم تأتني تلك الرغبة الجارفة في أن أكتب، وبالنسبة لي لم تكن الكتابة دوماً إلا حاجة أو رغبة لا تمريناً أو ظهوراً ولا تطلعاً لأي شيء آخر، لست من الذين يوجدون في حرج في الرد على سؤال (ما هو جديدك ؟) بـ(لا شيء)”.
وكتب الروائي اليمني “الغربي عمران” شهادة روائية بعنوان “الكتابة الروائية أفق لا يحتمل الوصفات الجاهزة ” يقول فيها: “على مدى عقود مضت قرأت تجارب روائية لعدد من الكتاب، وأجدني معجبا ببعض الآراء والمقولات، وكثيرا ما حاولت استيعابها والأخذ بها في أعمالي مثل آراء ميلان كونديرا في “ثلاثية حول الرواية” وغيرها، لكني فشلت، فمع كل كتاب أجدني منجذبا إلى ما جاء فيه لأجد أن تلك الآراء القريبة من الوصفات لا يمكن أن تصنع كاتبا، ومع مرور الوقت وجدت الاستمرار في القراءة المتنوعة وبالذات في الرواية والتاريخ والعلوم الإنسانية الأخرى خير معين لتطور الكاتب لدي، كما تيقنت بأنه لا توجد وصفة محددة ليكون الكاتب كاتبا مجيدا، وأن وقود الإبداع مستمر في القراءة المتنوعة وعلى وجه الدقة قراءة الجديد من الأعمال السردية”.
وفي قراءة في رواية “أنا لست لي” لجليلة السيد قام بها “د. فهد حسين” يقول: “بنت الرواية شخصية احمد الموسوي على التحديات ومواجهة الأخطار والصعاب”.
ثم ببلوجرافيا موجزة للكتب والرسائل العلمية ل”محمد عبد الرحيم الخطيب” وهي عبارة عن رصد لأهم الكتابات النقدية التي تناولت بالدرس والمتابعة المنجز الروائي في الخليج العربي.
وحوار أجراه الكاتب “عباس داخل حسن” مع الناقد العراقي “عبد الله إبراهيم” يقول فيه عن صدق الأحداث في سيرته الذاتية: “في نهاية المطاف كنت مسكونا بهاجس الصدق فيما كتبت، وهو صدق نسبي يتضح في كثير من الأحيان أنه سيل من الأخطاء في ضوء الأحداث المتلاحقة ومع ذلك فهو جزء من التاريخ الشخصي ولا ينبغي محوه ولا حتى الخجل منه”.
وفي مقالة بعنوان “مقدمة موجزة في ضوء نظرية ميخائيل باختين” كتب “د. محمد عبيد الله”: “يبدو الاهتمام باللغة مسالة أساسية في كتابة العمل الأدبي وقراءته، فاللغة مادة الأديب والكاتب في مجال الرواية وغيرها من الأنواع الأدبية، وإذا كانت الصورة الأدبية صورة لغوية فإن لغة الأدب لابد أن تقوم على دعامتين: الصحة التي ينبغي أن تؤدي إلى الإفادة، والجمال الذي لا بد منه كوسيلة تستخدم للوصول إلى غاية فنية”.
وفي مقالة بعنوان “جماليات التسريد في الرواية الوثائقية” للكاتب “عبد علي حسن” يقول فيها: “تعد الرواية الوثائقية واحدة من الأنواع الروائية المهمة التي لفتت الأنظار إليها منذ خمسينيات القرن الماضي، ولعل وراء هذه الاهتمام عاملين الأول هو ظهورها بعد الحرب العالمية الثانية معتمدة الأحداث الجسيمة والكوارث الاجتماعية، التي جاءت بها الحرب كمادة حكائية بعد أن وجد الكتاب أن ما حصل في الحرب من أحداث يتصف بالغرائبية والعجبائية ما يفوق القدرة التخيلية لأي من الروائيين، والثاني هو ما تمكنت منه الرواية الجديدة في فرنسا من زحزحة وتجاوز للرواية الكلاسيكية والرومانسية والواقعية “.
وفي مقالة للروائي هيثم الشويلي بعنوان “بين معبد الآلهة وأساطير الأجداد يتسع الحلم” كتب فيها: “كان جدي يقص على الجميع حكايا الرجال ويروي قصة الأرض وعشقه لترابها”.
ثم تقرير عن الورشة الثقافية وأنشطتها المختلفة .
وحوار مع الناشر “محمد الدجيلي” قال فيه: “إن النشر مهنة معقدة تحتاج ثقافة واسعة وحنكة تجارية”.
العدد حافل بمقالات ثرية وهامة وبنصوص تنشر لاول مرة لروايات عربية.