18 نوفمبر، 2024 12:36 ص
Search
Close this search box.

الحسين يبكي على قاتليه.. والأمة يقتل بعضها بعضا!!!.

الحسين يبكي على قاتليه.. والأمة يقتل بعضها بعضا!!!.

لكل شيء كمال، وكمال الثورات تجلى في ثورة الحسين عليه السلام، وهي إيقونة ثورات التحرر والكرامة، لم تقم من أجل السلطة وإنما من أجل التحرر والإصلاح وتحقيق العدل والسلام ومناهضة الظلم والفساد، لقد شكلت نهضة الحسين منذ خروجه إلى استشهاده لوحة شاملة جامعة لكل صور الكمال رسمها بدمه الطاهر وطرزتها مواقفه وحركاته وخطواته وخطاباته في عروجه نحو الخلود،
لم يستكثر العظماء والأحرار على الحسين وصفهم له بشهيد الإنسانية لأنه ضحى بنفسه وأهله وأصحابه من أجل الإنسانية وقيمها العليا والحرية والعدل والسلام، بل إن الحسين عليه السلام كان إنسانية تمشي على الأرض ليس في الأوضاع الطبيعية فحسب بل حتى في أحلك الظروف وفي زمن باتت فيه الإنسانية جريمة يقتل صاحبها، بل حتى في ساحات النضال والمواجهة.
العظماء لم يكونوا مجاملين ولا مغالين في الحسين، لكنه الحسين الإنساني الرحيم، فهل قرأت أو سمعت عن أحد يبكي على أعدائه الذين سيقتلوه وأهل بيته وأصحابه شر قتلة، إنه الحسين بكى على أعدائه لأنهم سيدخلون النار بسببه، فأي قلب إنساني رحيم يملك الحسين، وأي هدف خرج من أجله؟!!!!،إنه الهداية والرشاد والإصلاح فهو لم يستهدف محض قتلهم بقدر ما أراد هدايتهم وإصلاحهم وتصحيح مسارهم….
فهل تعلمت الأمة من هذه الثقافة الإنسانية الرحيمة التي جسدها وضحى من أجلها الحسين، أم أن الفرد بات لا يبكي على أخيه ولا جاره ولا على ابن وطنه، فضلا عن البكاء على عدوه، فلا يوجد إحساس بالفقراء والمحرومين والمهجرين والنازحين والمظلومين والمصلحين، وقد تحكمت فيها لغة الحقد والكراهية والبغضاء والشحناء والتمييز والإقصاء والقتل والتكفير…
حول الأبعاد الروحية والأخلاقية والإنسانية والتضحوية لثورة الحسين يقول احد العلماء المحققين البارزين المعاصرين في بحث عقائدي له يبث من على النت :
((إن شخص الحسين وثورته ونهضته وتضحيته تمثل المثل الأعلى والقدوة الحسنى والتطبيق الصادق الواقعي للقوانين الإلهية الروحية والاجتماعية والقيم والمثل الإنسانية العليا, حيث جسد (عليه السلام) بفعله وقوله وتضحيته , توثيق العلاقة بين العبد وربه وتعميقها والحفاظ على استقامتها وكذلك جسد (عليه السلام) العلاقة الإسلامية الرسالية بين الإنسان وأخيه الإنسان حيث الاهتمام لأمور الأخوان وهمومهم ورفع الظيم عنهم ومساعدتهم وتوفير الأمان والتضحية من اجل ذلك حتى لو كلفه حياته (عليه السلام)).

أحدث المقالات