قضضت مضاجعهم ليالي وسنين، اسودت وجوههم وهي ترى بريق عينيك الرائعتين وضوء وجهك المبتسم وعنفوانك الشامخ… تزهو وتعلو وتفتح لك قلوب العاشقين من أبناء وطنك ومحبيك ومريديك، كل يوم، بل اجزم، كل ساعة.
أي جبل أنت يا صديقي، امتد حد السماء؟
وشللت عقولهم وأصبحت عاجزة عن التفكير بإيجاد الحل لك، ولم يفلح أي دواء لصداع ملئت به كيانهم… فأصدروا القرار.
نسوا كل حياتهم وغرقت بالبحر غنائمهم وسرقاتهم وعطلوا كل مشاريعهم واستنفذوا فنون مكرهم وغدرهم… حينما تأكدوا انك ابرز نجوم السماء وان لا بريق ولا ذكر معك لهم… وانك اقوى سيوف الحق ورقابهم لابد لها من يوم حساب عندما تكشف أنت كل الأوراق.
أي رجل أنت؟
جمعوا لك اعتى زناد يقهم خلف الأسوار والبحار… وأصدروا القرار.
مات من مات منهم بحسرة وبكى من بكى منهم ليلا بخيبته وصوتك يهدر فيهم بالحق ويشق الغبار ونازلوك في كل الميادين بكل خبثهم وإعمال الشياطين واستعانوا بمساعدة الفجار والاشرار ومن يقولون عنهم (أخيار)؟
وانتصرت أنت بفضل الله لأنك كنت دائما مع الله حين تردد (إن على المرء أن يسعى مقدار جهده وليس عليه أن يكون موفقا)… فوفقك الله ونصرك عليهم وتمزقت ألف مرة شباكهم كلما نصبوها لك.
أي حكيم أنت يا صديقي وقد قلت لي أكثر من مرة (لاتخف يا صديقي، فقتلي يحتاج إلى قرار)
تحملت ما تحملت من ظلمهم ولم تجزع ولم يسرق احد منك اشراقتك الساحرة وجمال عينيك حين تتكلم وزهو نفسك و شموخ روحك حينما تشتد عليك الصعاب وكنت أسوة بالرجال الرجال الذين عشقتهم أنت وتمنيت البقاء والرحيل معهم والذين كانوا كقطعة الفلين كلما أغرقتها في البحر سرعان ما تطفو وتزداد اصرارا فكلما ظلموك رفعك الله فوقهم وزادك قوة ورفعة لأنك الحقيقة وشمس الشرفاء ونبراسا لمن أحبوا أوطانهم، فحب الوطن ثمنه.. دم… ولم تبخل
أي كريم أنت يا صديقي
جدت بدمك من اجل عزيزا أغلى من الدم… عندما أصدروا القرار… وجاءتك خفافيش الظلام بأمر من خارج الحدود لتنفيذ الاغتيال… تبا لها من خفافيش سوداء ذات أيادي نتنة يملأ صدورها أدران الجبناء وغدر القتلة المأجورين المرتزقة ولصوص الأرواح وساءت مصيرا وان الله لهم بالمرصاد .
فاهتزت الأرض يا صديقي وأخي الكبير عندما سقطت عليها مضرجا بدماك ولاعت قلوب عاشقيك، وما أكثرها… وزحفت نحوك تنادي (اللهم اكتب له عمرا وتقبل عمرنا قربان) وأنت كما أنت مبتسما… حتى الموت لم يسرق جاذبيتك وابتسامتك فقد عشت واستشهدت بهيبة السلطان.
إن كنت تسمعني فصدقني يا صديقي بعد قتلهم لجسدك زاد خوفهم منك وحسدهم لك لأنهم أيقنوا بأنك لم تمت وسموت أكثر وارتفعت أعلى… وانتصرت .
فاسمك أصبح رعبا لهم وزلزال وكوابيس ستقضي عليهم…
حبك انتشر في كل مكان وهز أركان غرفهم المظلمة ومزق خططهم لألف عام… سيختلفون بينهم ويلعنون ذلك القرار وصاحبه لأنك انتصرت يا صديقي في كل الجولات ولازال غيضهم يخنقهم وكيدهم وبالا عليهم… حاروا ماذا يفعلون لإخماد صوتك وإطفاء ضوءك ومحو اسمك… فاجتمعوا في أقصى مكان رغم اختلافهم وتناقض اتجاهاتهم وأصدروا ذلك القرار… وما عرفوا بأنه قرار إعدامهم واليوم نصرك أصبح واضحا للعيان وأوضح من أي وقت مضى .
فهنيئا لك يا صديقي وأخي يا أبا عباس
رغم أن قلبي ينزف لفراقك ودمي تجمد برحيلك وكل شيء في مشتاق إليك…
افتقدك كثيرا يا صديقي…
أتكلم معك في الليل طويلا وانتظرك حتى الصباح فانا مشتاق إليك حد الموت ويعز علي أن لا أراك ولا اسمع صوتك وان لا أكون بقربك وقريبا منك في كل وقت ومكان، كما كنت دائما… ولا تمل عيني من رؤيتك فبعدك عني يا صديقي لا يطاق وعمري من دونك ينطفئ… يا حبيبي وحبيب كل الرجال
عهدا علي، سأبقى معك, أكلمك واسمع قهقهات ضحكتك العالية ليل نهار، يا حبيبي يا أبا عباس… هنيئا لك هذا الكرنفال
مقرر مجلس محافظة البصرة السابق