المقالة : بما أنك ولي دم الحسين كما تقول ، هل يستحق مَن أَخذَ طفله الرضيع الى معركة وقُتِلَ فيها أن نمنحه جائزة الأب ” المثالي ” لهذا العام ؟؟؟ … أليس المفروض بك أن تتصل بمنظمات الأمم المتحدة لرعاية الطفولة لكي يوزعوا صور الحسين على جميع مدارس الأطفال في العالم بما فيها مدارس سويسرا الخاصة ليزرعوا في قلوبهم حب ذلك الرجل ” المسؤول ” جداً ، الذي وضع طفله الرضيع على ظهر الجمل ليسير به حوالي عشرين يوماً في البراري المظلمة .. حتى وصل به الى صحراء كربلاء فقتل رئيس الرماة السابق في جيش علي بن أبي طالب في الكوفة الطفل الرضيع ابن الحسين بسهم اخترق رقبته الشريفة !! … هل قرأتم أو سمعتم يوماً ان قائد ثورة وضع طفله الرضيع جنبه وقاد دبابته ليقتحم أسوار القصر ” الجمهوري ” !!!
هل طبق الحسين قول جده محمد (ص) ” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ … وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ ” عندما رفض ” توسل ” ابن عمه عبدالله بن عباس وصديقه وعديله عبدالله بن عمر بن الخطاب أن لا يأخذ النساء والأطفال معه الى الكوفة وأن يتركهم في المدينة المنورة حتى يتبين له الأمر ؟ .. فذكَّروه بعلاقة والده السيئة مع أهل الكوفة قبل مقتله … ويحكَ ياابن العباس وابن عمر ، كيف تقولا للحسين ” حتى يتبين لك الأمر ” !! .. ألم تعرفا انه ” معصوم ” منزل عن الخطأ والسهو والنسيان !!! .. كيف تكون راعٍ عن الأمة اذا لم تكن راعٍ بحق عن أولادك ونسائك أولاً ؟ … لقد كان أكثر من نصف الطلاب المبتعثين الى أوروبا وأمريكا لدراسة الماجستير والدكتوراه يتركون زوجاتهم وأطفالهم عند أهلهم ويذهبون لوحدهم لمدة تزيد على ال ٦ أشهر حتى يستقر الطالب ويهيئ البيت الدافئ لأطفاله ثم يستقبلهم بالأحضان ; علماً أن رحلة الطالب وعائلته تستغرق ٥ ساعات بالطائرة الى عاصمة الضباب لندن أو عاصمة الأناقة والأزياء باريس وليس ٢٥ يوم على ظهر الجمل الى الكوفة كما فعل الحسين مع أطفاله !!
ياابن بنت رسول الله ، عندما جلست في المدينة المنورة لمدة ٢٠ سنة كاملة ، من سن ٣٧ الى ٥٧ سنة ولم تستطيع أن تكسب ” لحزبك ” ولا حتى شخص واحد من خارج آل أبو طالب لا من مكة ولا من المدينة يذهب معك الى الكوفة .. أليس هذا بمؤشر ان رحلتك كُتبَ عليها الفشل قبل أن تبدأ ؟ .. هل كان الناس وأنت تعيش بينهم يعتبروك الامام الثالث ؟ .. هل قلتَ لهم اني الامام الثالث ، أم ان فكرة الامامة لم تكن قد سمعت أنتَ بها أصلاً وإنما هي بضاعة صنعت في ” الصين ” ٢٠٠ سنة بعد استشهادك !!!
استحلفك ياخزعلي برأس الخميني ومشروعه القومي الفارسي .. هل يستحق من ورَّط أهله وابناء عمومته بما فيهم النساء والأطفال الرضع بأخذهم الى الكوفة حيث ذبحوا ذبح النعاج في صحراء كربلاء أن يقود أكبر امبراطورية في ذلك الزمان تمتد في ثلاث قارات ، أوروبا واسيا وأفريقيا على رقعة أكبر من ٣٠ دولة موجودة على خارطة اليوم ، هل يستحق أن يقود هذه الأمة الواسعة ؟ .. والله لا أظن ذلك ولا يستحقها يزيد ابن معاوية كذلك .. كلاهما ليس له رصيد يذكره التاريخ سوى ان الأول هو ابن علي والثاني هو ابن معاوية .. الطريف ان التاريخ الذي لا يجامل أحداً زارهم مرة واحدة فقط ; زار الحسين عندما خدعه أهل الكوفة وتركوه وأهله يذبحون على بعد ” مرمى حجر ” من الكوفة .. بينما خرج أهل الكوفة قبلها بعشرة أيام يسحلون جثة مسلم بن عقيل ابن عم الحسين في شوارع الكوفة بعد أن قتله المجرم ابن زياد وهم يهتفون ” ماكو ولي الا علي .. ونريد حاكم جعفري !!
أما يزيد فقد اخبرنا التاريخ عن زيارة والده الفاشلة الى المدينة المنورة وهو يحاول جمع التأييد لابنه يزيد لكي يخلفه بعد وفاته .. لم يحصل معاوية على ” صوت ” واحد من أهل مكة أو المدينة يؤيده في حملته ” الانتخابية ” لترشيح ابنه يزيد على الرغم من أن معاوية بن أبي سفيان كان يُلقب بداهية العرب ، وان خيوله هي أول من ” رقصت ” في مياه البحر الأبيض المتوسط وهي ذاهبة لفتح أول دولة اسلامية في أوروبا ، جزيرة قبرص !! … فمتى نتعلم قراءة التاريخ ونخرج من دائرة ” الحمير ” ونكون يد واحدة لبناء الأوطان وسعادة الإنسان ” وشتم ” أردوغان وجارة السوء إيران !