في احتفال كبير ببغداد اشهرت قوى سياسية عن انتظامها في ( تحالف القوى الديمقراطية المدنية ) ” تقدم ” بكلمات من زعاماته القيت بالمناسبة حددت نهجه وآفاق عمله والتحديات التي تواحهه . القاسم المشترك بين هذه القوى التقارب السياسي في المواقف بشان الاصلاح الجذري والمسعى لكي يكون هذا التحالف المشرع الابواب لالتحاق اخرين به على قدم المساواة مع القوى المؤسسة له ، أي انه ليس لها من ميزة او احتكار ترتبه المبادرة فهو دعوة مفتوحة لتكتيل القوى انتخابيا لحفظ الاصوات وعدم التفريط بها ويشكل ايضا رسالة وسندا لتطبيق برنامجا شعبيا لتلبية طموحات المواطنين والاستجابة الى اهدافهم وانقاذهم مما هم فيه من ترد على مختلف الصعد ، ومحاولة حل المشكلات التي تواجه العراق على وفق رؤية مغايرة لما هو جار الان وعلى اساس المشروع الوطني وبناء دولة الموطنة .
اكثر من تصريح لمتصدين في التحالف لمهامه اكدوا انه خطوة في الاتجاه الصحيح وياملون ان يتسع وتشارك فيه كل القوى المدنية والديمقراطية ومن مختلف المشارب السياسية والفكرية لتشكيل الكتلة التاريخية للتغيير او الانعطاف بالعملية السياسية في البلاد نحو بناء وتحقيق تطلعات شعبنا في دولته المدنية الديمقراطية وضمان عدالة اجتماعية تنقذ فئات واسعة منه من الحرمان . الواقع ان هذا حلم كبير ليس بالامر اليسير جعله امرا حقيقيا ان لم نقل متعذرا ، في ظل هذه الظروف والضغوطات والاعوجاج في العملية السياسية .
نعم هذا التحالف يبقي جذوة الحلم و يعطي املا للناس بامكانية التغييراذا ما توحدوا خلف القوى الحية غير المحاصصتية ،ولكن كي لا نقع في الوهم ، فان القوى المؤمنة بالدولة المدنية لا يمكن توحيدها في اطار واحد حتى وان كان فضفاضا جدا لاسباب ذاتية وخارجية ، ربما سيكون اكثر من شكل للتنسيق بين قواها غير ان كلما كان عدد التحالفات المدنية قليلا ، قل الهدر في الاصوات وتجيره للكتل المتنافسة لذلك عليها كقوى منفردة ومجتمعة ان تشجع بعضها البعض وتمارس الضغوط الايجابية للانتظام والتعاون في اقل الاطر .
واعتقد مفيد ان يلعب ” تقدم” دورا في هذا المجال ويبذل جهدا للتقريب بين وجهات النظر والتشجيع على اتحادها ، ومن ثم يسهل التباحث مع تكوينات تحالفية بدلا من قوى منفردة .
بما ان هذه التحالفات انتخابية تقتضي الضرورة ان تتسع وتشمل قوى من معتقدات فكرية سياسية اخرى ، لاسيما بعض القوى في السلطة ، الى جانب ذلك الانتباه ان قوى متنفذة وكبيرة ستمارس مغرياتها وضغوطها لسلخ بعض الاوساط والتنظيمات المدنية من بيئتها الطبيعية والموضوعية لتكون على قوائمها مثلما فعلت بالانتخابات السابقة وبالتالي خسرت القوى المدنية اصواتا كان يمكن ان تزيد من مقاعدتها .
اخيرا وليس اخرا على ” تقدم” ان لا تركن الى دعوتها بان ابوبها مفتوحة لمن يرغببا لعمل معها وانما عليها ان تتوجه الى الاخرين وتطرق ابوابهم وتعرض ماعندها وتبين محاسن تظافر الجهود وتجميعها لمصلحة شعبنا والحصيلة المثمرة التي تعودعلىها .