طريقُ الحُسين منهج ثابت وبصيرةً حق ومسيرةً لا تنقطع, لانها النهج الأشمل والرؤية الاوضح للرسالة الاسلامية المضحى من أجلها بكل ما هو قابل للتضحية, الحسين خريطة الأقتداء التي لطالمنا كانت سالكة ولمختلف الاجيال جيلاً بعد الاخر.
يسألون عن الغايات التي تكمن وراء مسيرنا كل عام لتلك الاربعينية المليونية لسيد الشهداء, ولا يدركون أن الحسين روحاً في جسد كل زائر, فلا يضن البعض أن هناك غايات ومصالح وراء ذلك المسير, لأن ذلك الطريق الروحي الطاهر كان ولا زال طريقاً مليئاً بالتضحيات التي لا يزايد عليها احد, ولا يراهن على ذلك الطريق من لا يعرف قيمة السير فيه, قالوا أن سيركم للحسين تجارةً , فقلنا ولتكن فهي تجارة رابحة في الأخرة قبل الدنيا.
ففي الأمس وقبل 16 سنة كانت أبواق الدبابات تقف أمام نداء ياحسين وأمام من يتجرأ على حمل راية الحسين في الوقت الذي يخاف البعض من التنفس بصوتً عال, كان هنالك رجالً لا يخشون النيران ولا الطغيان فكانت الأقدام تسير للزيارة مرةً وللجهاد ضد الظلم مرةً أخرى, في وقت طغيان الظلم والفساد, كانوا الأداة القوية للوقوف بوجه ذلك الكم من التعدي على حقوق شعباً بأكمله, فمن كان يتجرأ على الوقوف بين الأمامين في كربلاء والدبابات تقف فيها, أين نداء ياليتنا كنا معك يا سيدي يا أبا عبد الله, والجميع ممن يقولها اليوم يتفاخر بالنظام البائد الذي وقف وبشدة محارباً وبأبشع الطرق الشعائر الحسينية والمراقد الدينية والحقوق الأنسانية, أين كانت أصوات النشاز اليوم عن الأمس, في الأمس كانت صامتة واليوم تصدح أصواتهم بالأنتقاد وعلى من ؟ على من يسير ألاف الكيلو مترات وملايين الخطوات لهدفاً واحد لا غير, الا وهو نُصرة الحسين ولأنهم مدركين أشد الادراك أن الحسين لن يُقتل بين شيعته مرتين, بالسيف مرةً وبمحاربة الشعائر واحياءها مرةً أخرى .
اي عشق ذلك الذي يغزو تلك الملايين يا سيدي, أي ايمانٍ وأعتقاد ذلك الذي يسير بجانب تلك الجموع المناصرة, أي نهج زرعت فيهم, أي ولاءٍ تربوا عليه, كأن حب الحُسين تغذية منذ الولادة, وتوارثاً بتعاقب الأجيال, طفاً واحدة حطمت العديد من الطغاة على مر الزمان, فٌقتل وقتل معاه أنوف الطغاة وظلمهم, أنتصر في معركة الدم والتضحية, فصنع مدارساً للعشق الرسالي للدين الاسلامي الصحيح والمبني على أنتصار لغة الدم على السيف, ورفع راية محمداً واله مرفرفةً عالياً بين كل من راهن على أسقاطها…