بعنوان سينتصر العسكر … هل سينتصر السياسيون ، واليوم من حقنا القول وبفخر انتصر العسكر والحشد وأنتهت وللأبد داعش عسكرياً وفكرياً بسيطرة القوات العراقية على كامل الأراضي العراقية وصولاً الى الانتشار على كامل الجانب العراقي من الحدود العراقية – السورية ووصول القوات السورية وانتشارها على الجانب السوري من الحدود العراقية – السورية وتحريرها الشرق السوري من قبضة داعش .
إذاً عسكرياً أنهت القوات المسلحة العراقية والحشد مهمتها في دحر داعش ، ونجح الشعب في إجتثاث الفكر الهدام من خلال عزل داعش فكرياً وعزوف الشباب عن الألتحاق بداعش .
ولم ينتصر السياسيون وربما لن ينتصر الكثيرين منهم . كيف ينتصر السياسيون وهم مرتدين لباساً وفكراً سياسياً غير عراقياً ؟ فهذا يُقلد ويُنفذ للجار الشرقي وذاك للجار الغربي وثالث ورابع للجار الشمالي والجنوبي ، ينتصر السياسي العراقي فقط إذا إنتمى قولاً وفعلاً وسلوكاً الى العراق ووضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار فوق اعتبارات الدين والمذهب والطائفة والعرق والمنطقة والقبيلة والحزب والكتلة بل وحتى العائلة، وهذا لحد الآن غير موجود وغير ملموس إلا قليلاً .
كلمة ( داعش ) أضحت مُرادفة الى كل شيء غير طبيعي سواء أكان عسكرياً أم سياسياً أم إجتماعياً أم أخلاقياً ، فأصبح لدينا في العراق المُسميات التالية :
١. دواعش السياسة.
٢. دواعش الاعلام .
٣. دواعش المُستشيخين.
٤ دواعش المُنتحلين للصفات.
٥ دواعش التقسيم .
٦. دواعش الطائفية.
٧. دواعش الفساد وهم :
– دواعش العقود.
– دواعش بيع المناصب.
– دواعش بعض المصارف الأهلية .
– دواعش بيع الدولار بالمزاد.
– دواعش المقاولات.
– دواعش الدولار ( الْعُمَلاء ).
نعم انتصرَ العسكر والحشد وفشل السياسيون لحد الآن في معالجة كوارث الفقر والأُمية والأمراض والتلوث والبيئة والطرق والجسور والدور والمدارس والأبنية المُهدمة والتخلف في الزراعة وإهمال الأرض وتدمير الصناعة وتفكيك المعامل ومراكز الانتاج والفشل التجاري من خلال محاربة المنتوج العراقي وجلب المنتوج الأجنبي الفاسد والمنتهي الصلاحية والفشل في مجال الطاقة والكهرباء وغيرها من المفاصل .
لم ينتصرْ الشعب العراقي ، ولكنْ هل بإمكانه الإنتصار ؟
نعم بإمكان الشعب العراقي أن ينتصر نصراً موازياً في فرحته للانتصار العسكري إذا :
– إذا نجح بالقيام بإنتفاضة عارمة ( ولا أقصد مظاهرات أو إعتصامات )، وإنما قرار بمنع انتخاب الفاسدين والفاشلين بعيداً عن الانتماءآت الطائفية والعشائرية والعرقية والمناطقية والحزبية .
– إذا نأى الأكاديميون والمثقفون والإعلاميون من دعم الفاسدين والفاشلين وأن لا يكونوا أبواقاً أو أقلاماً بيد الفاسدين .
– إذا نأى رجال الدين بأنفسهم بعيداً عن دعم الفاسدين والفاشلين وعدم تلويث ( دينهم بدنانيرهم).
– إذا نأى شيوخ العشائر الأصليون المحترمون بأنفسهم عن دعم الفاسدين والفاشلين تحت مبرر الإنتماء العشائري وأنْ لا يبيعوا تاريخ اجدادهم ودواوينهم مقابل الدولارات .
– إذا نأى أبناء القوات المسلحة ضباطاً ومراتباً بأنفسهم عن انتخاب الفاسدين تحت ضغوط بعض القادة والآمرين في ( الإقتراع الخاص ).
– إذا أوصلَ الشعب رسالة واضحة وقوية الى دول الجوار للابتعاد عن فرض ودعم ساسة الفساد والفشل وترك الامر لأهله وهم العراقيون .
– وبنفس الوقت إيصال رسالة واضحة الى امريكا وبريطانيا بالابتعاد عن دعمهم لساسة الفساد والفشل .
– إذا اجبر الشعب بضغط قوي وحراك مستمر الحكومة على إعادة أموال العراق المسروقة المودعة في البنوك العالمية وتفعيل مذكرات القبض ضد الفاسدين بعيداً عن المجاملات والتسويف .
– إذا نأى الشباب بأنفسهم بعيداً عن أن يكونوا أدوات بيد ساسة الفشل والفساد بإيهامهم من خلال تشكيل النوادي والتجمعات والفرق وغيرها من الفعاليات التي تستهدف تجييرهم لصالح الفاسدين مقابل مغريات مالية تافهة .
عند ذاك سنكتب بقوة الله ( انتصر العسكر … انتصر الشعب … انتصر السياسيون )
حَفِظَ الله العراق والعراقيين