لم يتصور غالبية الكرد ان تكون نهاية الاستفتاء الذي روج وطبل له برزاني بهذه الفاجعة ، ولا يمكن ان يصدق الكرد بانهم خسروا في لحظات “غطرسة وعنجهينه ” كل الامتيازات التي حصلوا عليها بعد عام 2003 .. بل لم يتوقع اي من قادة العراق ان يفعل العبادي ، كل ذلك ويعيدالامور الى نصابها الصحيح في مشهد خالد سيقف عنده التاريخ كثيرا .
لقد نجح العبادي في سقي البرزاني من كأس الهزيمة السياسية والعسكرية ، وأذله بمعنى الكلمة ، فلم تنفعه اسرائيل ، ولم تشفع له امريكا او اي من حلفائها..
قد يعود السبب في هزيمة الكرد الى ان رئيس الوزراء العراقي الحالي يمتلك علاقات واسعة جدا ، عربيا ، واقليما ويحظى بمقبولية ، واحترام الجميع ، لذلك فقد تمكن وبسهولة من تحرك العالم ضد الاستفتاء الكردي ، واماته سريريا .. دون ان يطلق عليه رصاصة واحدة …
ولأن ابو يسر يعرف من اين تأكل الكتف ، فلم يكتف بهزيمة برزاني سياسيا عبر رفض الاستفتاء ونتائجه ، فتراه واصل الضغط ليحقق مكاسب تاريخيه كان يحلم بها العراقيين حيث اعيدت كل المناطق التي سيطرت عليها البيشمركة بعد رحيل نظام صدام او بعد مرحلة داعش ..
تحرك العبادي عسكريا بعدما اطمأن بان الراي العام العربي والعالمي يقف الى جانبه ، وبدأ بفرض نفسه اولا ثم فرض القانون و الدستور حيث استثمر الدعم الاقليمي ضد الاستفتاء ليعيد الاراضي التي استحوذ عليها الكرد بعد عام 2003 وبمنطق القوة كما فعل برزاني ..
حقق العبادي في معركته مع الكرد كل ما يريده العرب ، بل حتى موازنة عام 2018 فانها ستكون وفقا للنسب السكانية بمعنى ان” ابو يسر” انهى بدعة منح نسبة الـ17% من الموزانة الاتحادية للكرد والتي كانت تمنح كهبات و ثمنا لدعم فلان او علان او ان يحظى الحجي بولاية ثانية وما شابه ذلك من صفقات فاسدة سيلعنها التاريخ ..
لقد اصدم الكرد عموما او برزاني على وجه الخصوص بجدار عال اسمه العبادي ، فهو لا يفكر بولاية ثانية على حساب مصلحة الشعب ، ولا يعمل من خلف الكواليس ، ولا يهب الثروات لهذا المكون او ذاك ، مثلما فعل اسلافه ، كما ان ابو يسر وضع ومنذ اليوم الاول لتسلمه السلطة ، وضع موضوع خدمة العراق ومصلحة الشعب فوق الاعتبارات والميولات ، فلم يتعامل مع المكون السني بطائفية ، ولا يفكر باضطهاد الكرد ، وحرص على الدفاع عن الازيدين والمسيحين والتركمان دون استثناء ، لقد كان العبادي يتحرك وفقا للمصلحة العليا للبلد وبعيدا عن اية ميولات عاطفية او طائفية ، وهذه وحدها جعلت منه القوي الامين الذي يسير بالبلد الى بر الامان ويحظى باحترام ومقبولة كل مكونات الشعب العراق دون استثناء ايضا ..!!
ايها العراقيين اعرفوا حقيقة واحده ، بان العبادي اعادة الهيبة للدولة برمتها ، وقبلها اعادة الهيبة للمؤسة العسكرية ، وتذكروا بانه لم يتردد حتى امام اردوغان او وزير الخارجية الامريكي بالدفاع عن الحشد او القرارات التي يتخذها وقد شاهدنا ذلك امام التلفاز ..
فعلا العبادي قائد من طراز فريد سيكتب عنه التاريخ كثيرا ..!!