18 نوفمبر، 2024 1:47 ص
Search
Close this search box.

قصور وفيلل وزراء التيار الصدري تخرس الألسن المتبجحة

قصور وفيلل وزراء التيار الصدري تخرس الألسن المتبجحة

“من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن”… هذا ماقاله احد العظماء، من هنا ابدأ بسرد قصتي مع خبر قرأته في عدد من المواقع الخبرية الالكترونية والصحف العراقية، خبر جعلني اشعر بدوار وصداع فلق رأسي الى نصفين وكاد جسدي ان يرتطم بنافذة شباك شقتي المطل على احد شوارع لندن حيث كنت اقضي سفرة عمل هناك هذه المدينة التي غطت سماؤها غيوم سوداء تسللت الى مكامن روحي ليدب اليأس في نفسي ويكبلني بقيود الخوف والقلق على مستقبل بلدي العراق ومصير شعبه الكريم، بعد ان تهافتت عليه المصائب والنوائب واقترن الكذب بالصدق والنفاق بالدجل والرياء بالدين والدين بالمتزلفين والتقوى بالمصالح الشخصية والزعيق بالنعيق .. وحتى لا أطيل عليكم وأوجع رؤوسكم لاني على ثقة بأنها تعاني ما أعانيه أعود الى الخبر الصدمة الذي مفاده (ان وزراء التيار الصدري وليس غيرهم قد بنوا فيللا وقصورا فارهة داخل المنطقة الخضراء وبمبالغ خيالية وصلت الى أكثر من ملياري دينار لكل فيلا حسب ما أورده الخبر الذي حدد بالأسماء والمناصب أصحاب هذه القصور وهم وزراء التخطيط والموارد المائية والأعمار والإسكان )من التيارالصدري الى هنا والخبر الصدمة قد انتهى دون ان اجد له إجابة محددة أحاول من خلالها ان اقنع نفسي بعد ان عادت تصريحات نواب التيار الصدري ترن في أذني ، هذه التصريحات التي لم يسلم منها أي مسؤول حكومي أو برلماني من القوائم والكتل السياسية الأخرى والتي دائما ما تقترن وبإصرار عجيب وغريب من البرلمانيين الصدريين بمصلحة الوطن والشعب ، لكن ما أذهلني هو الصمت المطبق لنفس برلمانيي التيار أصحاب التصريحات الرنانة على هذا الخبر فمنذ أكثر من عشرة أيام على نشر الخبر في وسائل الإعلام المحلية لم اسمع ولم اقرأ أي تعليق أو تلميح أو تصريح لا من رئيس لجنة النزاهة البرلمانية النائب الصدري بهاء الاعرجي ولا من عضو اللجنة جواد الشيلي وهو أيضا من التيار الصدري ولا من الأخت البرلمانية صاحبة السطوة الإعلامية والتصريحات اليومية النائبة مها الدوري ، وهذا ما جعلني أتيقن ان الخبر يحمل الكثير من المصداقية بين طياته .
وعند عودتي الى بغداد جاءت اللحظة الحاسمة والصدفة الغريبة عندما التقيت بأحد الأصدقاء وهو مهندس يعمل في دائرة العقارات التابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء وسألته عن  حقيقة هذا الخبر ، قال لي يا صديقي لاتتعجب فالأمر صحيح وسأريك بأم عينيك هذه الفلل والقصور .. ولا أخفيكم فقد كانت فرحتي كبيرة لأنه كانت في داخل نفسي رغبة كبيرة للوقوف على حقيقة الأمر لكني لا امتلك باج الدخول للخضراء فكانت دعوة صديقي بمثابة قارب إنقاذ نحو شاطئ الحقيقة التي ابحث عنها، المهم اتفقنا على موعد معين ودخلنا انا وصديقي المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق فكانت دهشتي وصدمتي كبيرة جدا عند وصولنا الى أول فيلا قال لي صديقي إنها قصر وزير التخطيط وهو من التيار الصدري حيث كان العمل في بناء هذا القصر يشارف على الانتهاء بعد ان وجدنا مجموعة من العمال يقومون بعمليات التغليف بالحجر ولكن ليس هذا المهم بل ما صدمني وأذهلني هو ضخامة البناء وكلف المواد المستخدمة ، حيث وجدت ان الكلفة الحقيقية لهذا القصر تفوق الرقم الذي قرأته في الخبر ، وما زاد الطين بله هي المعلومة التي أسرني بها صديقي حيث اخبرني ان بناء هذه الفيلل والقصور كان بدون موافقات رسمية ولا إجازات بناء .
 سحبني صديقي من يدي ووجدت نفسي أمام قصر أكثر فخامة من قصر وزير التخطيط وتفوق كلفة بناءه كلفة قصر وزير التخطيط …فسالت صديقي لمن هذا القصر؟ فقال انه قصر وزير الأعمار والإسكان محمد صاحب الدراجي، وبحكم تجربتي وخبرتي في مجال البناء والهندسة فإن كلفته تتجاوز ال 3 ملايين دولار اي مايعادل( أربعة  مليارات دينار عراقي ) ويبدو ان قصر وزير الموارد المائية هو الأقل كلفة وضخامة من القصرين حسب ماشاهدته على ارض الواقع .
 لقد انتهت جولتنا في ربوع الحقيقة التي كنت اعتقد أنها مجرد أخبار تفتقر الى المصداقية ولكن ان أردت وحاولت تكذيب نفسي وعيني وعقلي فكيف اكذب عدسة كامرة هاتفي النقال الذي احتفظ بأسوأ ذكرى في حياتي كمواطن صدمته حقائق المتزلفين والمنافقين من الذين يحاولون استجداء عطف العراقيين وطيبتهم ليمرروا عليهم أكاذيبهم تحت رداء الدين والوطنية وربما صدقوا أنفسهم هؤلاء وحاولوا تطبيق مقولة ( اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون ) وهنا أضع هذه القصة المؤلمة أمام أنظار الشعب العراقي ليقول كلمته بحق هؤلاء الذين أصموا آذاننا بتصريحاتهم الرنانة والتي أصبحت نغمة نشاز في مسامع العراقيين .
رسالتي الأخيرة أوجهها الى سماحة السيد مقتدى الصدر والهيئة السياسية للتيار الصدري وكل الشرفاء من أبناء التيار في ان يطلعوا على حقيقة وزرائهم وبعض نوابهم وان يقول السيد مقتدى كلمته الفصل بحق هؤلاء وإلا فالسكوت يعني الرضا وهذا ما لا يرضاه الله ولا نرضاه كعراقيين ، ولتخرس الألسن الطويلة المتبجحة .
واختم قصتي بمقولة للفيلسوف ( ايمرسون ) ” إذا جعلت شخصيتك دودة تزحف على الأرض ..فلا تلم من يدوسك بقدمه .
والسلام

* مهندس مدني

أحدث المقالات