22 نوفمبر، 2024 7:38 م
Search
Close this search box.

سأموت مثل دييغو مايلز

سأموت مثل دييغو مايلز

من منا لا يعرف الروائي الكبير، والرسام العالمي، دييغو جورج مايلز، صاحب اللوحة المشهورة ( تفاحة السماء)، وصاحب الروايات الشهيرة ( الاعمى القصير) و( فراشة الوادي الاحمر) و ( لن اكون مثلكم)، من اكثر الشخصيات اعجاباً بها، بصراحة لانها شخصية ثورية جداً، تمكن دييغو، من دحر فكر رجال الدين ، حتى قرروا قتله وصلبه، وقرروا قتل كل شخص يقف مع دييغو مايلز، فقتلو حبيبته، وصديقه المقرب، وبعد ان بدأت شعبية مايلز بالانتشار، وقف دييغو مايلز امام الكنيسة، وحرق نفسه، بعد ان صرخ فيهم ( انا سأموت، ولكن ستجدون المئات مثلي).
حسناً ، قصة جميلة صحيح؟، للاسف لا توجد هكذا شخصية في الواقع، وان دييغو جورج مايلز ، هي شخصية من خيالي، ربما صدقها البعض، ولكن اهل الخبرة ، ممن لديهم معلومات عن الشخصيات العالمية والرسامين والروائيين، لم يصدقوا بهذه الدراما، او الاشاعة، وهي ما يعاني منها المجتمع العراقي، ما عليك سوى ان تزرع بذرة الاشاعة، وسيتكفل المجتمع العراقي بالباقي، وسرعة نقل الاشاعة وتقبلها تكون لعدة اسباب :
الاول : النزعة الطائفية عند البعض، او عدم تقبل الطرف الاخر، مثال على ذلك ( انباء عن اعادة الخلايا النائمة نشاطها، في المناطق السنية، حيث تم تجهيزهم لدخول كربلاء المقدسة بهيئة زائرين، لزعزعة امن كربلاء المقدسة، وتنفيذ عمليات ارهابية)، هنا بعض ابناء المذهب الشيعي يمكن ان يصدق هذه الاشاعة، لانه ببساطة لا يتقبل ابناء السنة، وسيصدق هذه الاشاعة، لان العقل الباطن يقول ( السني = ارهابي) ، والعكس صحيح، وبغض النظر عن الطوائف، فأنا مستعد ان اتقبل اي اشاعة عن (حزب الدعوة الاسلامي)، وكل شخصياته، وذلك لاني لا احبهم ولا اتقبلهم، فهنا يستغل طرف الذي ينشر الاشاعة هذا الجانب.
الثاني: عدم السعي بالبحث عن صحة الاشاعة، فنحن كسولين جداً بذلك، هل حقاً تريد مني البحث عن صحة اشاعة ان ( عمار الحكيم يملك الجادرية كلها)؟، انه امر متعب، التصديق بالاشاعة اسهل، واكثر راحة، وغيرها من الاشاعات التي لم يسعى المجتمع بالبحث عن الحقائق.
الثالث: الاستماع لمطلقي الاشاعات، واعطائهم الحرية في بث الاشاعة، وربما نحن نساعدهم بذلك دون ان تعلم ، ومثال بسيط على ذلك، ( الفيسبوك) هو اكثر ميدان يوجد به مطلقي الاشاعات، حيث مكنهم التحرك بحرية كاملة، من الخلال الصفحات الوهمية ، و(البيجات) الضخمة والممولة، والمشكلة الكبيرة هي طريقة الدعم الغير مقصودة من المجتمع، فمجرد ضغط علامة الاعجاب بالمنشور سيضهر الى مجموعة من اصدقائك، ومجرد التعليق على المنشور، حتى لو كان رداً على الاشاعة، سيضهر ايضاً لمجموعة من الاصدقاء، وهذا ما يريده مطلق الاشاعة.
الاشاعة افة كبيرة جداً، وبذيئة، والحكمة المشهورة تقول (الاشاعة يؤلفها الحاقد، وينشرها الأحمق، ويصدقها الغبي)، من الاكيد نحن لا نريد ان نكون اغبياء وحمقى، اما عن نشر الاشاعة والفضائح، قال الله تعالى (يأيها الذين أمنوا إذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، والاشاعة كذب وبهتان، والكذب من صفات الفاسقين، ما تكلمنا به هو نشر الاشاعة، التي من شئنها بث الحقد والتفرقة، بين ابناء الشعب الواحد، وطريقة مكافحتها سهل جداً، هي البحث والتقصي عن الحقائق وعدم اعطاء المجال للمطلقي الاشاعات، والاهم من ذلك هو التجرد من كل شيء، لان الحقيقة لا تجامل، فلا تصدق الاشاعة، حتى لو كانت عن قاتل ابيك.

أحدث المقالات