بعد ايام نكون امام الذكرى(35) لتأسيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق سابقا والمجلس الاعلى الاسلامي حاليا، وقبل ان تحط هذه الذكرى رحالها في عامها الجديد، تقف امام هول الصدمة ووحشة الطريق وغياب الاب والراعي، الى هنا انتهت رحلة ال الحكيم المجللة بغار الفخر والشهادة والتضحيات والصمود والشرف والدماء الزاكيات، انتهت بطريقة مفجعة لم يتخيلها الجميع لكنها على كل حال انتهت واسدل الستار على ال الحكيم وبقي المجلس الاعلى موحشا رغم ان المجلس وال الحكيم عنوان واحد لمجد وتاريخ وتضحيات.
النهاية لم تكن مثالية بين المجلس وال الحكيم لان ممثل ال الحكيم الشرعي هو من تخلى عن ارث الاباء ودماء الشهداء ومجد المقاومة والتضحيات واستبدلها بعنوان جديد لا يتصل بمجد وتاريخ ال الحكيم ولا ينتمي الى المجلس الاعلى لا من قريب ولا من بعيد.
توقف تاريخ ال الحكيم وما كان ينبغي ان يتوقف مهما كانت الاسباب والمبررات لأنه تاريخ امتزج بالدماء والتضحيات واستمر خط المجلس الاعلى المتعرج يسيرا متثاقلا مع السائرين بسبب اخطاء وهفوات وتحديات كانت نتاج عمل سنوات اعقبت سقوط نظام البعث الدموي وكان من الممكن تصحيح المسيرة لا الهروب منها الى الامام.
كيف سينظر ال الحكيم الى المحطات المميزة والبارزة لتاريخ المجلس الاعلى وما هي حلقة الوصل للاتصال بالماضي وقد تركها ابن الحكيم خلف ظهره مغطاة بغبار الاهمال والتجاهل ورغبة النسيان ومهما حاول الاخرون فان بريق المجد وهيبة العظمة لن تعود لا الى المجلس ولا الى تيار الحكمة بعد ان توزعت هذه المحطات بين تطلعات “العماريين ” واخطاء السابقين واللاحقين من رجالات المجلس وقيادته السابقة بكل تأكيد.
لن يكون مستقبل تيار الحكمة الذي اختاره السيد عمار طريقا ومنهجا جديدا للوصول الى طموحاته بعد ان كان قاب قوسن من هذه الطموحات في اكثر من مناسبة سابقة بأفضل من طريقه لو انه استمر مع المجلس الاعلى لان تغيير العناوين والمسميات لن يغير من الواقع شيئا ،فورقة السيد عمار ومنهجه واطروحاته ومبادراته وخطاباته واحتفالياته في تراجع وترنح ليس هو فقط بل جميع من في الساحة السياسية وربما كان الحكيم اكثرهم ضررا. وقد يكون الرجل اختار الطريق الخطأ.
سيحاول المجلس الاعلى الابتعاد عن عباءة عمار الحكيم والدخول تحت جلباب الاخرين لانهم على يقين ان وجودهم يحتاج الى مظلة واسعة تقيهم لسعات سوط التراجع الموجعة بينما سيقف “العماريون” وتيارهم امام حقيقة الانكسار والتراجع ولن تفيدهم كل المبادرات والتجمعات التي ادمنوا اقامتها بعد ان يكون زمن ابو كلل ومن معه قد انتهى قبل ان يبدا.
لقد جنى عمار الحكيم على المجلس الاعلى وجعله تابعا بعد ان كان متبوعا ومنكسرا بعد ان كان صامدا دون ان يختزل لنفسه مجدا او طريقا يمكن له ان يعوض كل خسائر الماضي والحاضر.
سيحتفظ من تبقى بإرث وتاريخ المجلس الاعلى وفي هذا كفاية عن المستقبل اما السيد عمار فلن يشفع لله المستقبل لأنه اضاع الماضي والتاريخ… وفرق بين من له تاريخ ومن ليس له مستقبل.