23 نوفمبر، 2024 12:47 ص
Search
Close this search box.

الإمبريالية الأميركية الفكر والسلوك

الإمبريالية الأميركية الفكر والسلوك

الشكل السياسي العام الذي يسود العالم والمنطقة العربية والشرق الاوسط مقلق لجميع دول هذه المنطقة . تغيرات جوهرية حصلت وتحصل في العلاقات بين دول كان لها منهج وبرامج واتجاهات غير المعمول والمتعامل بها اليوم .

سقوط الاتحاد السوفيتي وتداعياته خلق هذا الحال من الارباك في العلاقات الدولية في كل العالم وضغط بشكل نسبي متفاوت عليها . المنطقة العربية كانت تعيش منقسمة بين القطبين الرأسمالي الامبريالي والاشتراكي الشيوعي وقسم منها يلعب على ” الحبلين ” بدعوى عدم الانحياز مكتسباً شكل من اشكال الاستقلال المغلف بالانحياز المبطّن , اغلب دول المنطقة كانت تنحى هذا المنحنى وتمارس هذا السلوك وبالاخص الدول العربية بينما دول مجلس التعاون الخليجي , محسومة الولاء للولايات المتحدة الاميركية ومرتبطة معها بعلاقات استراتيجية قديمة وواضحة في المواقف والمناهج والسلوك وفي ذات الوقت كان المعسكرين لهم رؤيتهم الخاصة القلقة المبنية على الهواجس والحذر في ضياع من يكون الاقرب اليهم . دول العرب مصر الجزائر العراق سوريا ليبيا اليمن كانت في الغالب تجنح للمعسكر الاشتراكي وتكتسب اجزاء من نظرياته الخاصة في الاشتراكية وتزاوجها مع السلوك والفكر الرأسمالي , ترى هذه الدول ان هذه المواقف تصب في صالحها وصالح شعوبها معتمدة على عدم وضوح الرؤيا المستقبلبة في استفحال امر السيطرة لواحد من كلا المعسكرين وهاذان يحاولان تثبيت التقارب الحذر المشكوك فية . في احد المؤتمرات الشيوعية العامة تظمن تقريره النهائي اعلان تشخيص هذه العلاقة ورسم صورها الفكرية والسياسية فذكر طبيعة هذه المراكز كدول واحزاب كل على طبيعته وشكله النهائي تطرق لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في العراق وسوريا واصفا اياه على انه ” حزب برجوازي صغير ” بالرغم من ان السلوك المعلن لهذه الدول كان ضاهره سلوك اشتراكي . والحقيقة كان منهج هذه الدول وغيرها القربية من المعسكر الاشتراكي تنتهج السلوك والمنهج ” المختلط ” الخليط بين الفكر الاشتراكي والرأسمالي . في تصريح لصدام حسين رئيس النظام السابق في العراق قائلا ” لو لم يكن هناك قطاع خاص في منهجنا لخلقناه ” . كانت هناك اتفاقيات اقتصادية وعسكرية وامنية وسياسية بين المعسكر الاشتراكي وهذه الدول مثل العراق وسوريا وغيرها من الدول . عند احتلال افعانستان من قِبَل الاتحاد السوفيتي , ادان العراق هذا الاحتلال برغم العلاقة والاتفاقيات المعتمدة بينهما , بينما النظام السوري بقيادة حافظ اسد بقى صامتاً وعلى الحياد لم يدين الاتحاد السوفيتي ولم يؤيّده من الجانب الآخر كانت الدول التي توالي وتنتهج منهج النظام الرأسمالي منحازه لمنهجهه كفكر منهجاً وسلوك . تعاونت السعودية واميركا وحليفاتها ومن يدور في فلكها وابرزهم الباكستان كان لهم صناعة القاعدة كتنظيم اسلامي معارض للغزو الشيوعي .

مشكلة المعسكرين مع الدول العربية هي اسرائيل , التي كانت بمثابة ” الصفر بقراءة ميزان العلاقة ” بين دول المنطقة وبقية دول العالم . ناقص او زائد وتعني العلاقة والانحياز الايجابي اوالسلبي .

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كان لا بد للمعسكر المنتصر ” الرأسمالي ” من فرض ضوابط وسمات ومناهج تختلف عن الحال قبل انهيار الاتحاد السوفيتي , فتم العمل على تقويض كل الانظمة التي كانت لها علاقة بمنضومة الدول الشيوعية الاشتراكية والتي عادت وتعادي اسرائيل من خلال خلق مشاكل مفتعلة داخلها اومع بعضها واحيانا احتلالها بشكل مباشر وليس بالواسطة مثل ما جرى للعراق . كانت الحرب بالنيابة مثل حرب عام 1967 حرب اسرائيل على العرب وحرب ايران على العراق عام 1980 وحروب ايران في الدول العربية وغيرها

بعد الشيوعية قامت اميركا ومن يحالفها بخلق وايجاد عدو معرّف لمحاربته وتكوين حالة من الصراع معه فكان ” الاسلام ” العدو المعتمد ” اسلام روبيا ” الارهاب الاسلامي .المضحك والمثير للسخرية ان هذه الدول الاستعمارية الاجرامية المعتدية تعطي صفة الانقاذ والتحريرونشر الديمقراطية لعدوانها وتوسم من يقاومها بالارهاب . ” ياسلام” المناهج الرأسمالية للدول الاستعمارية مبنية على هذه ” الأسس اللصوصية ” لتنشيط حالتها الاقتصادية والصناعية والعسكرية , مرسومة كأهداف من خلال الشركات والمصارف والمصادر الفاعلة في هذه المجالات ” نفس حوافز ودوافع الحرب العالمية الثانية ” ورسمها للسياسة الاستعمارية العدوانية لهذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية , فقامت بصناعة منظمات وحركات داخل المحيط العربي والاسلامي ” تحمل شكل الاسلام وتتلبّس بلباسه ” مثل نموذج ” القاعدة ” و ” الحركة الخمينية ” ووليدتها ” داعش ” لنشر الخراب والدمار داخل المجتمع العربي والاسلامي . الموقف الاميركي من ايران الشاه تم استبداله بـ ” الحركة الخمينية ” التي حاربت العراق ووسعت امتداداتها في المناطق العربية والاسلامية اعمال وافعال تصب في المصلحة الاستعمارية ” اميركا واسرائيل وبريطانيا وفرنسا , علاوة على تدمير اهدافها المرسومة والمحددة لها , يتم استخدامها كأسلوب لمنهج استلابي واستفزازي للدول التي كانت اساسا محسوبة على المنهج الراسمالي مثل مجموعة دول الخليج وعلى رأسها السعودية وتركيا المرتبطة بعلاقات وطيدة مع المعسكر الامبريالي الاستعماري الذي تتزعمه الولايات المتحدة الاميركية من حيث العلاقة في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والفكرية كمناهج للثقافة السياسية للدول الرأسمالية والسبب في تعامل دول الاستعمارواعتمادها هذا الاسلوب مع اصدقائها وحلفائها المعتمدين يدخل ايضاً في محيط تداعيات انهيار الاتحاد السوفيتي , كانت هذه الدول تتمتع بحضوة اعلى واقوى واهتمام اكبر واوسع مما هي عليه بعد سقوط المعسكر الاشتراكي . لم يبقى من يخيف اميركا والعالم الرأسمالي , لكن تبقى تتعامل بحذر يشوبه الخوف من تطورات قد تظهر تناقضاً حاداً معها اي الدول الاستعمارية , كون روسيا بحالتها السياسية الحالية داخلة ظمن الحضيرة التي تشرف عليها وتديرها اميركا والصين والهند لا ترتقيان بكل الاحوال لمستوى القوة الاميركية , لذا قَلَ الاهتمام الاميركي بدول التحالف الداخلة في المنهج الامبريالي الاميركي فكانت ضحاياه الكثير من الانظمة وآخرها النظام السعودي بشكل خاص والخليجي عموماً والنظام المصري وتركيا أدركوا هذه الحالة تماماً فتصرفت كل دولة حسب اجتهادها من تحاشي خطر” الكلب المسعورأميركا ” التي تنفذ المناهج الصهيونية المرسومة للمنطقة المبنية على خرابها وتأخيرتطور التنمية فيها في كل شيئ وفي كافة النواحي لغرض فرض السيطرة والابتزاز . السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول المشمولة تحاول جاهدة استرضاء هذه الجهات وبشتى الوسائل مثل العمل بتوجهاتها وتقديم الرشا المالية والعمل على تغيير بعض من مناهجها الخاصة والعامة وتحاول ارضاء من سخّر لمناهضتها ومعاداتها مثل ايران والنظام العراقي الحالي , داركة المنهج العام المعمول به من هذه الدول العدوانية على امل تغييره او تجميد العمل فيه الى حين . ” التناقض الاميركي الايراني ” تناقض شكلي ” كاذب ومزييف . وهذا يشكل بحد ذاته مأزقاً كبيراً لهذه الدول . محاولة الانقلاب التركية كانت ” رصاصة اميركية ” طاشت بقدرة قادر , وانقلاب السسي في مصر فعل اميركي صهيوني بمعونة سعودية والمد الشيعي الايراني هو كذلك . . في نهاية الامر تريد اميركا أن تجعل من سفرائها في كل دول العالم ” مندوبين ساميين ” يتحكمون بأمورها في كافة نواحيها السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية الصناعية والزراعية ومناهجها الاجتماعية والدينية . هذا ما تسعى اليه دول الاستعمار التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية لأعادة مجدها الاستعماري التاريخي في العالم . عبدالقادر ابو عيسى : كاتب ومحلل سياسي حر مستقل .

 

 

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات