جاءت لتساند وحدته وتشاركه ايامه، تجاذبه اطراف الحديث، تؤنس وحشته، حتى جاءهم ثالث فأخرجهم هابطين من جنتهم ” فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا…”
بدأ مشوار الحياة برجل وامرأة، بداية الوجود البشري و لحظة انطﻻق عجلة الإنسانية، يسرعان نحو الكمال والقرب من السماء قاصدين تحقيق الرضا بالعفاف، والأجر بالعمل، هما يدركان انهما معا الآن ولكن ماذا قبل الآن؟ وماذا بعدها؟
قبلها جاء كل منهما مفردا وبعدها سيكون مفردا، هما ﻻ ينسيان ان بعد هذه الحياة جزاء وكل واحد منهما يجزى بمعزل عن الآخر، رغم ذلك بقيا يساند احدهما الآخر ليفوز كﻻهما بما يأتي بعد الآن، حياة مشتركة ﻻبد من انسجام بين الرجل والمرأة لرسم عالم وردي يجمعهما الوئام والود ومنهما يبدأ العالم بكل نقائه وجبروته وبكل صفائه و أعاصيره.
تستيقظ وهي تشعر بان هناك من يناديها بين احشائها تسير نحوه وتخبره فيقرب منها كثيراً لكنه لا يسمع شيئاً، ثم يسمع صوتا غريبا يغازل اسماعه عندما كان عائداً من صيده، فتخبره ان الذي بين احشائها قد حضر وأصبحوا ثﻻثة.
أيضا ثﻻثة هل يخيف هذا الثالث كما فعل ثالثهم الاول؟
تكبر وترتعش اليدين وتسير بخطي بطيئة،
يقترب منها ليخبرها ان الارض تخضر تحت قديمك كلما سارت،
هي كعادتها تبتسم و تشير الى السماء وتخبره بانها تظلل ما فوق هامته.
الطرف الثالث دمر الود وابعدهم عن الخلد ويفعل ذلك باستمرار،
وليدهما ثالث لهم أيضا فماذا يجب ان يكون؟
يجب ان يحفظ احسانه لهما فالجنة تحت أقدام أحدهما، وفوق راس الاخر طوبى الخلد، وبالوالدين إحسانا.
” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”