يبدو ان تصريحات دولة رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي بدأت تنتابها التشويش والتغيير مع كل اسبوع … دولة رئيس الوزراء يوم امس القصف الذي قامت به القوات العراقية وكتائب بابليون للحشد الشعبي كانت على المدنيين ( المسيحيين ) الامنين في منازلهم .. ولاتوجد هناك ابار النفط – يجود الخط الفاصل الذي اعلنتم انه الذي سيفصل بين تواجد قوات البيشمركة التي قلت انها قوات عراقية والقوات الاتحادية – الجيش والشرطة وتصريح حكومة الاقليم بتجميد نتائج الاستفاء والحوار تحت سقف الدستور كان يجب ان يقابل بالترحيب الحار من بغداد – ألم يكن هذا مطلبكم من البداية.
دولة رئيس الوزراء التصريحات والمعلومات من مختلف الاطراف في بغداد – التي تبخلونها على الناس منذ بداية الازمة بين بغداد واربيل كانت تشير ان القوات العراقية – ( الاتحادية ) وليس الحشد ( الذي للاسف كل كتيبة او لواء يتصرف حسب اهواء قائده ) سيتوجه للمناطق المتنازع عليها والتي حددت بالمناطق التي كانت تسيطر عليها قوات البيشمركة عند انطلاق معركة تحرير الموصل ( 17 – 10 – 2016 ) لكن يبدو ان الامور تتغير وفق تغيير التصريحات السياسية لبعض القادة الذين لايهمهم من أمر الناس شيئا سوى تسليط الاضواء الاعلامية عليهم.
سيادة رئيس الوزراء الخط الفاصل الان بين قوات البيشمركة والقوات العراقية والحشد الشعبي من كركوك الى سنجار تقطنه الاقليات وخاصة – الايزيديين – المسيحيين – الكاكائية – الشبك والتركمان الشيعة – يبدو أنهم يدفعون مجددا ثمن الصراع بين بغداد واربيل منذ 2003 والى الان .؟؟؟؟ هؤلاء المواطنين وجميع المواطنين بحاجة الى مراجعة للسياسات والتحركات التي تقوم بها قوات الحشد الشعبي حتى لايصبحوا مجددا ضحية و نازحين و يفقدون ما بقي لهم من شخصية ونفسية منهارة .. الصراع والتصرفات والقرارات العشوائية في سهل نينوى وسنجار وداقوق لبعض قادة الحشد، الذي يبدو انه غير مسيطر عليه ابرز مثال على استهداف الاقليات لحساب مصالح شخصية ماض بسرعة غير متوقعة؟
سيادة رئيس الوزراء – الدعوات التي تطلق للحوار من مختلف الاطراف بدأت تأخذ منحا أخر – فكلما شددت اربيل الدعوة للحوار تبدأ المماطلة من بغداد – وفقا لدعوات سيادتكم والتصريحات في المؤتمرات الصحفية الاسبوعية، اذا فعلا بغداد تريد الاستقرار لاتخسر كثيرا اذا ما بدأت ولو حوارات اولية لوضع مسار الحوار لحل جميع القضايا العالقة؟؟ … قضية الحوار يجب ان تكون جدية وليس للاستهلاك الاعلامي فتأكيد حكومة الاقليم بتجميد نتائج الاستفتاء والحوار تحت سقف الدستور كان مطلبكم من البداية أليس مفروض ان ترحبوا به – لاتنسوا بأن التمادي في المماطلة في الترحيب بمبادرة حكومة الاقليم ستفقدكم فرصة بناء الثقة ولن تكون النتائج كما تتوقعونها .
دولة رئيس الوزراء وفقا لتصريحات جنابكم قلتم من البداية انكم تقومون بفرض السلطة الاتحادية ومنع هدر دماء الابرياء، وفقا لما يحصل الان من سقوط الضحايا من البيشمركة والحشد الشعبي والجيش والمدنيين الابرياء مسؤولية تتحملها حضرتك بأعتبارك القائد العام للقوات المسحلة – اذ ليس من المعقول بدلا من أن تكون مهمة القوات المسحلة حماية البلد أن تصبح أداة لقتال وقتل الشعب وحسم الصراعات السياسية في الدولة الاتحادية، مادامت هناك مؤسسات اتحادية معنية … خاصة اذا كانت هناك فرص اخرى لحل هذه الاشكالات – ليس بالقوة طبعا بل من قبل هذه المؤسسات على شرط ان لاتأخذ الامور بحسب الاهواءات الشخصية مثل القرار الخاص بسحب الثقة من البرلمانيين الذين صوتوا في الاستفتاء – هل يعقل ان يصادر البرلمان – مجلس النواب العراقي – وفقا لاهواء بعض اعضاءه حق التعبير عن الرأي وهو الذي يجب ان يكون حامي حرية التعبير عن الرأي ؟؟؟ !!!!!.
اخيرا وليس أخرا فان الاوضاع التي تمضي متسارعة ليس كما خطط لها، وبدأت تظهر نوايا اخرى ليس كما كانت المسارات قبل الاستفتاء في اقليم كوردستان والناس تنتظر ان تعرف بدلا من ان تصبح ضحية الحرب الاعلامية والتخويف والتهويل – هناك المئات من العوائل تترك منازلها في المناطق المحاذية للاشتباكات ليلا وبعضها لاتريد العودة بسبب الحرب الاعلامية والتصريحات السياسية.. ولاتعرف متى تنهي هذه المسألة التي بدات تفقد الناس أعصابها ؟ اذا كنتم جادين للحوار لايضر ان تبدؤها في اربيل – او تدعوا القادة الكورد كما كنتم سابقون تفعلون الى بغداد واعلنوا بيانا للتهدئة ووقف العمليات وان لاتتحرك اية قوات ألا بالتنسيق والتعاون بين الطرفين ؟؟ والعمل بسرعة لمناقشة وضع ألية للحوار الذي ينتظره الناس وخائفين ان تصبح هذه المسألة أستهلاكا أعلاميا الذي و هو الاخر يطنطن كثيرا في اذان الناس .. أقصد الحرب الاعلامية والملاسنات الكلامية من قبل بعض الساسة الذين هم خارج الحكومة – حكومتكم الموقرة – ولكن يبدو أنهم يتحكمون بالحكومة وقراراتها ..!!!