23 نوفمبر، 2024 3:10 ص
Search
Close this search box.

ملح جنوبي وكساح سياسي ..

ملح جنوبي وكساح سياسي ..

الكالسيوم من أهم المعادن وفرةً في جسم الأنسان, والذي يلعب دورا أساسيا في بنية البشر, كونه المكون الأساسي للهيكل العظمي وصاحب التأثير المباشر في نقل الأيعازات العصبية من الدماغ الى باقي اجزاء الجسم.

عدم تناول هذا العنصر في الصغر او نقصه عند الأم يؤدي الى مشاكل صحية جمه ،والتي تتمثل بهشاشة العظام, وعدم السيطرة على عضلات الجسم الا اردية, والتوتر العصبي وقد تتطور الحالة الى نوبات من الصرع الوقتي.

يحاول البعض تعويض النقص الحاصل له منذ الطفولة لهذا النوع من الأملاح, بتناول المكملات الغذائية المستوردة, والتي قد تغطي ذلك النقص, الا أنها لاتعطي نفس مفعول ذلك الملح النابع من هذه الأرض المعطاء, فكالسيوم العراق يختلف عن غيره كونه موجود أصلا في الجينات الوراثية لأبناء هذا البلد.

الميزة الكبيرة لوسط وجنوب العراق, هي وجود كميات كبيرة من الأملاح في أراضيهم, ممايجعلها منجم كبير للكالسيوم الرجولي, فعلى مدى القديم والحديث من التاريخ , نجد أن أغلب المضحين من أجل الحفاظ على وحدة العراق ومقدساته هم من تلك الأرض الطيبة, كونه لايعانون من هشاشة العظام الوطنية, او نوبات الولاء الوقتية التي تتوفر في مناطق أخرى كونها تعاني من نقص واضح في الكالسيوم الوطني.

تهشم العظام السياسي الذي تعاني منه بعض مناطق البلاد, والتي تطورت الى الكساح الوطني المزمن, او الصرع الوطني ,والذي يحاول عرقلة العملية السياسية, من خلال أفتعال الأزمات بمناسبة اودونها, فعدم قدرتهم على مواكبة الأحداث وعجزهم عن تقديم الخدمات الى مواطنيهم جعلهم يتحججون بنقص عنصر الكالسيوم لديهم فهم كثيري التشكي على الرغم من تنعم أغلبهم بملح الجنوب العراقي وبشكل مجاني.

بوادر نقص عنصر الكالسيوم بدءت تظهر على خريطة العراق, فبعد أصابة ساسة تلك المناطق بعوارض الكساح السياسي, يحاول بعضهم تهشيم الوطن وتجزئة أوصاله من خلال المطالبة بالأنفصال او أقامة أقاليم طائفية, مبنية على أساس مذهبي, فتلك التضحيات والدماء المركزة بعنصر الكالسيوم التي سالت في محافظات الغرب والشمال العراقي, يبدو أنها لم تؤثر في البعض منهم, فهم بحاجة دائما الى الكالسيوم الصناعي المستورد الذي أعتادوا على أخذ جرعاته المسكنة.

الوطن كلمة جامعة للشرائط فحب الوطن بشروطه وشرائطه ، فالوطن المكان الذي يصان فيه العرض والنفس والمال, فحب الوطن فطرة وجدنا آبائنا عليه عاكفين, فليس غريبا على المضحين تضحياتهم من أجل الدفاع عن وطنهم ولكن الغريب هو خيانة الوطن بعذر نقص عنصر معين فمن الممكن تعويضه من اجزاء أخرى من البلاد, فنمو الجسم يتكامل بجميع أعضائه ولا مجامل لتخلي جزء عن باقي أجزاء الجسد بحجج واهية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات