15 نوفمبر، 2024 10:48 ص
Search
Close this search box.

الله يحاور الملائكة  … من يحاور الشعب العراقي

الله يحاور الملائكة  … من يحاور الشعب العراقي

( واذا قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) ان الملائكة اطاعت الله وسجدت لأدم (ع) الا انها قبل السجود كما يظهر من الآيات القرانية . تساءلت عن سر هذا المخلوق الطيني والسبب من وجوده فأجابهم الله بأنه سيكون خليفته على الارض وسيقوم بأعمار الارض وتطبيق نظام الله وشريعتة وهذا هو دور الخليفة ثم قالت الملائكة ان وجود خليفة في الارض سيجعل منها مسرح لسفك الدماء فأجابهم الله انه سيكون من الخليفة الانسان انبياء ورسول وصالحين يطيعوني ويسبحوا بحمدي كما تفعلون انتم ولم يكتفي الله تعالى بذلك فقد قدم للملائكة الادلة والبراهين ان الانسان كائن متطور لا كما يتصور ابليس حينما تكبر عليه بل ان هذا المخلون اي الانسان يمتلك العقل والحكمة على مواجهة الصعاب والتحديات التي تعصف به ولن يترك خط الله وسوف يضحي ويسفك دمه في سبيل الله وفي سبيل تحقيق عدالة الله على الارض وقدم الله تعالى البراهين للملائكة على ان أدم (ع) الخليفة سيقوم بكل ذلك حينما اجاب أدم (ع) على أسئلة الله الموجهه اليه في حين لم تستطع الملائكة الجواب عن تلك الاسئلة وفي مسألة خلق أدم (ع) وحوار الله مع الملائكة اكبر درس وعبرة على الاطلاق فلولا القران الكريم لما صدقنا بأن الله خالق السموات والارض خالق الملائكة وخالق كل شي يحاور جنودا عنده اي الملائكة كي يقنعهم بأن مايقوم به عين الصواب هل هو بحاجة اليهم  ثم بعد ذلك يقدم لهم الادلة والبراهين العملية كي يقنعهم بما سيقوم به وفعلن اقتنعت الملائكة وأمضى الله امره وجعل الله الانسان خليفتة في الارض ومن الدلالات العجيبة لهذه القصة والحوار مع الملائكة ان الله لم يحاور ملكآ واحدآ ينوب عن بقية الملائكة ولكن كلم الله تعالى وحاور جميع الملائكة فالكلام كان موجه الى جميع الملائكة ( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم ) ان الملائكة هم جنود الله وقام الله بمعاملتهم كمستشارين عنده بل وسمح لهم بسؤاله والكلام معه حول المخلوق الطيني الذي يريد الله خلقه ويكون خليفتة على الارض . هل يستطيع الانسان ان يفعل ذلك . ان الانسان البسيط والعادي والموظف في دائرة كثير ما نراه يستنكف من الجلوس مع موظفية الصغار فضلا عن محاورتهم له في اتخاذ قرار هام وكثيرا مانسمع ونرى وخاصة في العراق وطيلة اربعين سنة ان أناسآ فقدوا حياتهم لمجرد انهم اعترضوا على الحاكم او الرئيس وكثير ما نسمع عن اشخاص فصلوا من عملهم لانهم كانوا يسألون رؤساءهم او يريدون مشاركتهم في اتخاذ قرار ونستفيد من هذه القصة القرانية ان اتخاذا اي قرار يهم جماعة او شعب او امة بحيث يتعلق بشؤون حياتهم ومصيرهم لابد فيه من اشراك الجميع واخذ رأيهم بلا استثناء مهما كان توجهم اومعتقدهم فهم ينتمي الى العراق . لا يمكن حتى  للمتنفذين بسلطة او مجلس النواب ان يتخذ اي قرار عن هذا الشعب بكامله دون اشراكه في هذا القرار ولقد جربنا ذلك من العهود القديمة ولم يجني العراق والعراقيين الا الخيبة والدمار فقد دفعنا ثمنا باهض جراء الممارسات الفردية ونظام القائد الاوحد التي سببت لنا الويلات وخلفت لنا ملايين الارامل والايتام والعدد بزدياد . ما أجمل نظام الله تعالى وهو يحاور الملائكة لكي يقنعهم بما يريد فعله وهو خالقهم وصاحب الملك ومالك كل شي فيه من دون شريك اومنازع . نقول لسياسين العراق انتم لستم احسن من الذي خلقكم من طين وحاور الملائكة وحاجج ابليس من اجل هذا الانسان  خليفتة على الارض . اشركوا الشعب في قراراتكم التي لا يعرف عنها شي ومغيب عنها تماما .

أحدث المقالات

أحدث المقالات