23 نوفمبر، 2024 1:51 ص
Search
Close this search box.

ما أشبه اليوم بالبارحة ما بين عناد الرئيس مسعود وعناد الرئيس صدام

ما أشبه اليوم بالبارحة ما بين عناد الرئيس مسعود وعناد الرئيس صدام

التاريخ يكرر نفسه والحكم الفردي يتكرر بمآسيه سواء على مجمل الساحة العراقية أو في جزء منها وكأن العراق إبتلى به وَوصِمت أرضه بنظامه!!.
فقد كانت مفرزات الأحداث السلبية جرّاء عناد الرئيسين صدام حسين ومسعود البرزاني من حيث وقوف كل دول العالم في حالة الرئيس الأسبق صدام حسين ضد قرار دخوله الى الكويت المفاجئ ورفضه الإنسحاب وعناد رئيس إقليم كردستان/العراق المنتهية ولايته مسعود البرزاني وإصراره على إجراء الإستفتاء والمضي قدماً في تنفيذه على الرغم من الممانعة الدولية المطلقة له!!، وعليه دأبت الدول الراعية للسياسات الدولية وتوازناتها الى المراقبة الدقيقة لحالات الإنتصار والنشوة للشعب العراقي ككل أو لمكون من مكوناته المجتمعية والحرص على عدم بلوغها الحد الذي لا يمكن السيطرة على نتائجها!!، فعمدت تلك الدول الى سياسة تحطيم الشعور بالزهو والإنتصار للعراقيين ككل لخوفهم من تطور هذا الشعور بالنشوة للسيطرة على المحيط الإقليمي وحيث سيصبح العراق ككل أو جزء منه كالمكون (الكردي) في الحالة الراهنة ذو تأثير إقليمي و(مارد) لا يمكن السيطرة عليه فيما لو إستمر بالإنفلات في القرارات السياسية وهذا ما لا ترغب به الدول العظمى والإقليمية.
فبعد خروج العراق (منتصراً) في حربه مع إيران وبمساعدة معظم الدول الكبرى من خلال إمداده بالأسلحة والمعلومات الإستخباراتية وبما لم يعد خافياً على أحد، ونكران الرئيس الأسبق صدام حسين لهذا الدور في أكثر من تصريح ومناسبة، وتكرار نفس السيناريو مع رئيس إقليم كردستان/العراق مسعود البرزاني الذي تناسى من أنّ بقاء نظامه مرهون برفع الحماية الدولية عنه وليس لقوته وقوة عناصره المسلحة فبدأ (يغرّد) خارج السرب ويتخذ قرارات مهمة تغير من واقع ما هو مرسوم للمنطقة بتوقيتات وموازنات محسوبة بدقة!!، فقررت تلك الدول إعطاءه نفس الدرس الذي أعطته للرئيس الأسبق صدام حسين!!، كذلك وقوع “البرزاني” في نفس الخطأ للرئيس العراقي الأسبق في إتخاذ القرار الأهم في الزمن والتوقيت الخطأ عندما دخل صدام الى الكويت في زمن غابت فيه تعددية الأقطاب الدولية وإنفردت حينها الولايات المتحدة الأمريكية كقطب أوحد في إتخاذ القرار الدولي بسيطرتها حتى على المنظمة الدولية (الأمم المتحدة)، وفي حالة مسعود البرزاني وقوفه ضد الحكومة الإتحادية برئاسة حيدر العبادي وإتخاذ قرار الإستفتاء في الوقت الذي دأبت فيه جميع دول العالم الى مساندة العراق ورئيس وزرائه للقضاء على الإرهاب المتمثل بداعش وإبعاد شبح عناصره وشرّهم عن دولهم.
بالإضافة الى ذلك عدم إدراك قائد “الجناح العسكري” للحزب الديمقراطي الكردستاني السيد مسعود البرزاني لتبعات تعنته واعطائه الإذن الصمّاء وتجاهله للنداءات المتكررة للدول العظمى وحلفاء مكونه بتأجيل أو الغاء الإستفتاء وجهله تماماً لما قد يترتب على هذا التعنت من تداعيات تعود به وبالمنجزات التي حققها نضال مكونه على مدار عقود من الزمن الى حالة الصفر يُذكرنا بما مرّ به العراق من مراحل لا تختلف كثيراً عمّا يحدث الآن، وحيثُ سَبقهُ (حليفه) الرئيس الأسبق صدام حسين بقراراته الفردية الغير مدروسة عندما سلك نفس السلوك في تَجاهُلَه للمكاسب التي سيجنيها فيما لو إنصاع حينها الى لغة العقل وحذاقة إتخاذ القرار السياسي الصحيح في لحظته الصحيحة وتجاوبه مع نداءات الدول العظمى بالإنسحاب من الكويت مع منحه الكثير من الإمتيازات ولعادت عليه وعلى شعب العراق بالفائدة ولجنّب نفسه المصير الذي وصل اليه وجنّب شعبه المآسي والويلات!!، فهل سيكون مصير الرئيس مسعود كمصير حليفه عندما رفض أيضاً كل تلك المغريات في زيادة المكاسب التي تلمّسها بيديه منذ ما يقارب عقدين ونصف من الزمن فأدار وجهه عن كل الموفدين اليه من كافة المنظمات الإقليمية والدولية ومبعوثي الدول الكبرى؟!!!.
وحالي كحال الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن العراقي الوطني الخالي من التبعيات الحزبية أو الطائفية، فلقد ذكرتُ في مقالة سابقة كنتُ قد نشرتها قبل إجراء الإستفتاء بأكثر من شهر السيناريو الذي سيحصل (وقد حصل فعلاً) فيما لو تعنت قائد “الجناح العسكري” للحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني في إجراءه للإستفتاء وذكرتُ ضمن ما ذكرتهُ فيها ما يلي وبالحرف الواحد:
” فلحد الآن هنالك صراع سياسي داخلي بين القادة الكُرد والذي سيتحول بكل تأكيد الى صراع مسلح دموي حال إعلان الإنفصال للسيطرة على المناطق المتنازع عليها بين الأحزاب الكردية، خاصة وإن قادة تلك الأحزاب يحكمون عائلياً وعشائرياً ويرفضون مبدأ المشاركة القيادية الجماهيرية من خارج العشيرة أو العائلة!!، وإن حدث وكان هنالك سلام ظاهري بين الأحزاب الكردية، فبكل تأكيد سيكون هنالك توتر وحروب بينهم وبين حكومة المركز في العراق على المناطق المتنازع عليها، خاصة وإنّ بعضها مثل كركوك والموصل لا مجال نهائياً للتخلي عنهما من قِبَل أي حكومة مركزية حتى لو كلّف هذا الأمر تجييش الجيوش!!!، وحيثُ أنّ حكومة المركز في العراق لديها أيضاً من يؤيدها من الدول الكبرى بحكم المصالح المتبادلة، وأعتقد قد عَلِمَ الجميع الآن مدى قوة الجيش الحكومي والميليشيات الشعبية التي إنضمّت اليه في مقاتلة داعش والقضاء على معظم مقاتليه الذين لم يكن من السهل الإنتصار عليهم قبل سنتين!!”.
ثمّ أردفتُ قائلاً في نفس المقالة: ” وتذكروا هذه الكلمات والجُمَل فيما لو صوّتم لا قدر الله على الإنفصال، فسيأتي اليوم الذي سيجعلكم تعضّون أصابع الندم، وهذه الكلمات ليست إنشائية ولغوية لتخويفكم، فالعراقيون يعلمون مدى شجاعتكم وإنّ الخوف بمنأى عنكم، لكن هذه لغة المنطق وفق سياقات التحالفات والسياسات الدولية وبديهيات دهاليز السياسة!!”.
وختمتُ توجّساتي بقولي: “وسيكون تطبيق الحصار الإقتصادي على الإقليم من أبسط خيارات الحكومة الإتحادية والدول الإقليمية المجاورة”، إنتهى الإقتباس من المقالة السابقة.
فحصل ما كان متوقعاً حتى قبل إعلان الإنفصال وبعد أيام فقط من إنتهاء الإستفتاء الذي رَفَضَتْ الحكومة الإتحادية والمحكمة الإتحادية وجميع دول العالم إعطائه الشرعية.
الرابط أدناه: “برلمان إقليم كردستان/العراق يؤجل إنتخاباته المقررة في الأول من تشرين الثاني القادم ثمانية أشهر أخرى بسبب إنهيار التحالفات الكردية الداخلية وعدم توافقها:
https://kitabat.com/news/%d8%a8%d8%b1%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%83%d8%b1%d8%af%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%a4%d8%ac%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d8%a7/
إنّ أهم أخطاء “الحركة الكردية” هو عدم وضوح الرؤيا لأهدافها وتغيّرها حسب بارومتر متطلبات المرحلة وطبيعة علاقاتها بحلفائها مما أفقدها جوهر قضيتها القومية، ومن ناحية أخرى سيطرة قادة الجناح العسكري للحركة على القرار السياسي والغاءهم لدور جناحهم السياسي الذي كان من المفروض أن يكون مستقلاً بإرادته السياسية وأهدافه أفقدهم ديناميكية العمل السياسي ومتطلباته، وبدل أن يكون جناحهم العسكري بقادته تحت أمرة الجناح السياسي ظهر العكس من ذلك!!!!!، كذلك صبغ حركتهم بصبغة عائلية أو عشائرية بأحسن الأحوال أفقدها لشموليتها القومية حتى عُرَّفت لزمنٍ طويل بـ “حركة البرزاني” تيمناً بقائدها مصطفى البرزاني لغاية إنشقاق جلال الطلباني في أواسط السبعينات من القرن المنصرم عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وتكوينه لحزب الإتحاد الوطني الكردستاني فبات يطلق عليها بشكلٍ عامٍ “بالحركة الكردية أو التمرد الكردي المسلّح”، لكن بقيت النزعة العائلية بقراراتها الفردية في كلي الحزبين هي المسيطرة على كل صغيرة وكبيرة والتي غلبت عليها المصالح الشخصية والعائلية الضيقة!!، إضافة الى تعدد الأحزاب الكردية وإنشقاقاتها فيما بعد ولحد هذه اللحظة التي ينبثق فيها كل سنة تقريباً حزب كردي أو تجمع جديد!!، كما أنّ سيطرة المنافع والمكاسب المادية لقادة الحزبين الرئيسيين وصراعاتهم الدموية عليها أفقد الحركة لمصداقيتها القومية النبيلة وأضعفها وفتح الباب للدول الإقليمية والعظمى وحتى الحكومات المركزية العراقية المتعاقبة للتعامل معهم على هذا الأساس وليس على أساس الهدف القومي النبيل الذي يحاولون تسويقه كمبرر لإنتفاضتهم المسلحة، وخير دليل على ذلك إتهام “الإنفصاليين” الآن لبعض قادة “البيشمركة” بالتواطؤ مع الحكومة الإتحادية وتسليم كركوك وبقية المناطق دون قتال!!.
الرابط أدناه: الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني تاريخ من التحالفات والخلافات:
https://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/qosqsah/32366-2017-10-18-19-47-17.html
إنّ أهم مكتسبات الحكومة الإتحادية العراقية المتحققة نتيجة عناد رئيس الإقليم المنتهية ولايته في إصراره على إجراء الإستفتاء ليس فقط في إعادة الإنتشار في المناطق “المتنازع” عليها والسيطرة على ثرواتها من جديد وعودة الحال الى قبيل عام 2003م أو ما أطلق عليه “بالخط الأزرق” وإصرار حكومة بغداد في السيطرة على المنافذ الحدودية الواقعة على حدود الإقليم مع بلدان الجوار برمتها وإعادة فرض السيادة الإتحادية على معظم المدن والأقضية والنواحي والقرى ذات التركيبة السكانية المختلطة تطبيقاً لِما نصّ عليه الدستور الإتحادي الذي إشتركت في صياغته الأحزاب الكردية بشكلٍ رئيسي وصوّت عليه المكوّن الكردي بنسبة تجاوزت الـ 95% حسب ما تمّ الإعلان عنه حينها، لكن الأهم من كل ذلك فقدان ثقة الدول العظمى والإقليمية الحليفة (سابقاً) للقادة الكرد بإمكانية العودة للتعامل معهم بنفس الروحية خاصة بعد ظهور الوضع الهش لتحالف الأحزاب والقوى الكردية المتباينة مع بعضها البعض ووضوح عمق الخلافات فيما بينها، حيثُ فضل البعض منها بجناحها العسكري الواسع التعاون مع الحكومة الإتحادية وتسليم الأرض في سويعات قليلة دون قتال نكاية بالطرف الآخر متجاوزة الثوابت والأهداف القومية التي طالما عملت الحركة عقود طويلة في العزف على اوتارها في محاولة منها لإقناع المجتمع الدولي بمظلومية مكونهم وأحقيته في تكوين دولته القومية المستقلة.
الرابط أدناه: يبين مقدار الضرر الذي أصاب المكتسبات التي تحققت للكرد بالإصرار على إجراء الإستفتاء ومطالبة المكونات الغير كردية للحكومة الإتحادية في كركوك وبقية المناطق “المتنازع عليها” بالعودة الى ما أطلق عليه “الخط الأزرق” قبل الإحتلال الأمريكي في عام 2003م.
http://kitabat.com/news/%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a7-%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%b1-%d8%a8%d8%af%d9%8a%d9%85%d9%88%d8%ba%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%88%d9%83-%d8%aa/
الرابط أدناه: تقدم القوّات الإتحادية لفرض سيطرتها على محور شيخان وفيشخابور بمعبره الحدودي مع تركيا:
https://kitabat.com/news/%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a8/
علاوة على ذلك فأنّ المجتمع الدولي الآن ينظر بعين الإرتياح الى ما تحققه القوات العراقية بكل صنوفها والحشود الشعبية المتجحفلة معها بكل مسمياتها من إنتصارات على تنظيم “داعش” الإرهابي الذي نال من أذيته وإجرامه المجتمع الدولي الكثير والذي تسبب في هجماته بإيقاع مئات الضحايا في الدول الأوربية، وحيثُ إرتفع رصيد رئيس الوزراء حيدر العبادي وثقة رؤساء دول العالم بنهجه وخططه وتأكيدهم بمكالماتهم الهاتفية على مساندته، لكن في المقابل خسر رئيس إقليم كردستان/العراق مسعود البرزاني تلك الثقة الدولية وبانت عزلته الدولية بإصراره وتعنته على إجراء الإستفتاء الذي ولد ميتاُ كما ذكرتُ في مقالتي السابقة قبيل الإستفتاء، والأكثر من ذلك حالة الإنكسار والصدمة للمكوّن الكردي بمجمله سواء المؤيد أو الرافض للإستفتاء بكل شرائحه من القاعدة وصولاً الى القمة، تماماً كما حدث للشعب العراقي ككل بعد (نكسة) حرب الخليج عام 1991م والتي أجْهَضَت نتائجها المدمرة والكارثية حالة الزهو والفخر بالإنتصار الذي كان يتمتع به الشعب العراقي بعد حرب الثمانية سنوات المريرة مع إيران، ورجائي ألاّ يخرج لي أحدهم ليتكلم بالشعارات الرنّانة ويقول إن “الشعوب لها حق تقرير المصير” و “إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر” وما الى ذلك من (المورفين) الذي أهلكنا وجعلنا نسير بعيون مغمضة خلف قادة همهم الأول والأخير الزعامة والمنافع الشخصية وشعارهم الأبدي “سيروا أيها الشعوب المغفلة الى أتون الموت والدمار ونحن ورائكم ننظر اليكم متى ما ضعفتم وإنتكست أعلامكم نطلق أرجلنا مع الريح ونذهب لنمارس النضال من المنتجعات في البلدان المضيفة!!، وعندما يبدأ الشوط التالي سنكون ورائكم أيضاً لتصديع رؤوسكم بالشعارات والخطابات الثورية والقومية”.
ففي قناعتي مَنْ يُحب شعبه ووطنه عليه رفع صوته وتشخيص أخطاء قادة الحكم الفردي فيه الذين أوصلوا شعوبهم ومكوناتهم الى الهاوية.
الرابط أدناه: “دول أسسها الأكراد لم يُكتب لها النجاح”:
https://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/qosqsah/32421-2017-10-23-19-14-34.html
والرابط أدناه: “حركة التغيير تطالب رئيس الإقليم ونائبه بالإستقالة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني”:
https://kitabat.com/news/%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ba%d9%8a%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%b2%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%86/
فهل الإصرار على “إجهاض” روحية الإنتصار والزهو عند الشعب العراقي بكل مكوناته جاء صدفة أم إنه ضمن المخطط الموضوع لعدم تمكين هذا الشعب من النهوض بغض النظر عن التقسيمات الجغرافية وديموغرافيتها؟؟!!، والشئ الواضح والذي ربما حيّر القيادات الكردية هو غياب الصوت المؤيد الإسرائيلي الرسمي ما بعد الإستفتاء عكس ما كان قبله وهذا شئ طبيعي لدولة مؤسسات مثل إسرائيل، فهي كما ذكرت سابقاً ويعلم الجميع تبحث عن مصالحها التي رأت في البعض من القادة الكُرد المتحالفة معهم (الحليف الضعيف) الذي لا يمكن الإعتماد عليه عندما بانت لها الحقائق على الأرض من ضعف وإنهيار المنظومة العسكرية الكردية في سويعات وهشاشة جبهتها الداخلية وعدم إنصياع “البيشمركة” لأوامر رئيس الإقليم بالقتال وعُمْق الصراعات الحزبية والفئوية فيما بينها، وهي (أعني إسرائيل) بكل تأكيد تحتاج الى وقت قصير لتقييم الموقف والمبادرة من جديد حسب المعطيات على الأرض، خاصة وإنها تتطلع الى أن يكون لها موطئ قدم متقدم خلف حدود بعض الدول الإقليمية ذات الأنظمة الدينية التي بدأت بخلق المشاكل لها بجعجعات وتصريحات قادتها السياسيين وبمداعبة الشعور الديني لشعوبها لإهداف سياسية داخلية على أغلب الظن، أو لربما كان الموقف الإسرائيلي السلبي في نظر الكُرد بعد الإستفتاء كجزء من المخطط للإيقاع بمسعود البرزاني والخلاص من تسلطه الفردي على مكونه، وحيثُ يرى أصحاب القرار الإسرائيلي في البعض من المناوئين لسياسة رئيس الإقليم بأفضل منه في تبؤء القيادة لتستطيع التحالف معهم على المدى الطويل ولتحقيق هدفها (الغير معلن) في حال سقوط البرزاني وخروجه من موقع القرار السياسي.
وحيثُ بَدأتْ في الأيام الأخيرة تتوارد الأنباء عن نيّة رسمية إسرائيلية للتحرك الدبلوماسي الدولي بشكلٍ مباشر أو بواسطة اللوبي الدولي المؤيد لها لدعم “الإنفصاليين” في إقليم كردستان/العراق ومحاولة تغيير الموقف الدولي الحالي الرافض لإستفتاء الإقليم الى موقف أقل حدّة ووضوحاً في الرفض الدولي المُعلن لما أقدم عليه رئيس الإقليم مسعود البرزاني ومحاولة رأب الصدع بينه وبين قادة دول العالم المؤثرة، وعليه فعلى الحكومة العراقية إذا ما كانت جادة فعلاً بتحقيق أهدافها في وأد فكرة الإنفصال والى الأبد أن تأخذ هذا المسعى الدبلوماسي الإسرائيلي على محمل الجد لما هو معروف عنهم من أنهم قادرون بكل تأكيد الى الوصول لنتائج مهمة ربما ستغير الكثير من المواقف الدولية الحالية الإيجابية مع الحكومة الإتحادية العراقية، كما على الحكومة الإتحادية واجب المسئولية في إيجاد السُبل (لتحييد) الموقف الإسرائيلي الرسمي وحرق الورقة الوحيدة التي يلعب عليها “الإنفصاليون” بدعم إسرائيل لهم!!، وحيثُ أتمنى أن لا يذهب البعض في تفكيرهم الى أنني أنادي الى “تطبيع” العلاقات مع إسرائيل بالقدر الذي أبين فيه بوضوح وبدون رتوش من أن معاداة إسرائيل بالطريقة التقليدية المعروفة وإنفراد العراق بها من بين كل الدول العربية قاطبة لا تستحق التضحية بالعراق وتقسيمه، خاصة وإنّ هذا الموقف الرسمي العراقي المعادي لإسرائيل ليس له أي تأثير فعّال حالياً، ولا يتجاوز في أحسن الظروف أبعد من التأثير المعنوي/الرمزي تحت حكم المتغيرات الحالية الدولية والإقليمية والعربية وبوجود معاهدات السلام العربية ـ الإسرائيلية خاصة مع دول المواجهة فليس هنالك أي جبهة مباشرة مفتوحة لتحرير الأرض!!، ولم يغير هذا العداء من واقع الصراع أي شئ وعندها سنتمنى لو فكرّنا بحكمة وبطريقة أكثر ديناميكية ومرونة للحفاظ على وحدة العراق وتجنب شرور أعدائه وهذا هو جوهر السياسة في “فنّها الممكن” وهذا هو ظرفها الصحيح الذي يجب أن تُطبّق فيه أُسسها، فلا توجد دولة عربية واحدة حتى أصحاب الشأن الفلسطينيون وبكل أجنحتهم لم يفتحوا قنوات (التفاهم) الدبلوماسي مع إسرائيل ويحاولوا حتى كسب ودّها (الإتفاق المبرم أخيراً بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية المتفاوضة مع أسرائيل يضع حماس في موضع القبول الضمني بالتفاوض مع إسرائيل)!!!، فمصر الشقيقة الكبرى ترفع العلم الإسرائيلي في القاهرة منذ ما يزيد على (38) عاماً وعمان/الأردن ترفعه منذ ما يزيد على (22) عاماً وسوريا ستتصالح اليوم قبل الغد مع إسرائيل لو أعادوا لها الجولان!!، وجميع الدول العربية ذات التأثير الإقليمي لها قنوات إتصال دبلوماسية وإقتصادية مع إسرائيل من الدول الخليجية والمشرق العربي الى دول المغرب العربي، إلاّ رأس الحربة العراق الذي يتصرف قادته دون مرونة سياسية تبعد شبح التقسيم لا بل ضياع العراق ككل متجاهلين خطورة الموقف الذي تتسارع وتيرته نحو هاوية خسارة العراق الموحد، وحيثُ تظهر في ذات الوقت وبوضوح بوادر الإنفتاح الدولي على العراق والرغبة الشديدة في مساعدته للخروج من عنق الزجاجة الذي هو فيها منذ عقود طويلة حتى ما قبل الإحتلال الأمريكي له في عام 2003م، أفلا يستحق شعب العراق تنفس الصعداء بعد مرحلة المآسي وطريق الآلام الذي سلكه لعقود طويلة؟! ـ ـ ألا تستحق نسائه نزع ملابس الحداد السوداء أم إنها أصبحت ماركة مسجلة بإسمهن؟! ـ ـ آلا يستحق أطفاله إنتظار آبائهم على عتبة الدار في نهاية كل يوم عمل بدل من زيارة قبورهم وذرف الدموع على فقدانهم؟!، أكرر إن هذا الطرح ليس دعوة مفتوحة للحكومة العراقية للمصالحة مع إسرائيل بقدر ما هي دعوة لتجنب تقسيم لا بل ضياع العراق، فالعراق الموحد قدسنا ومحرابنا الذي نحجُّ اليه، فعليكم واجب حمايته بـ (التفاهم) حتى مع الشيطان إذا تطلب الأمر!!، وحيثُ أن الفرصة المواتية الآن لتغيير بوصلة السياسة الدولية المعادية للعراق التي أنتجتها السياسات الخاطئة السابقة الى أخرى إيجابية تخرج العراق من بحور الدم التي هو فيها والتي قد لا تتكرر مرة أخرى، فعلى المعنيين بالقرار السياسي في العراق إستغلالها ومنع أي ثغرة لإجهاضها!!.
الرابط أدناه: نتنياهو يحشد زعماء العالم لنصرة البرزاني:
http://kitabat.com/news/%d9%86%d8%aa%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d9%8a%d8%ad%d8%b4%d8%af-%d8%b2%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%b2/
وقد بدأت نتائج هذا التحرك الرسمي الإسرائيلي بالظهور السريع بعد طلب واشنطن من الحكومة الإتحادية للحد من تحركاتها في المناطق المتنازع عليها وزيارة وزير خارجية أمريكا للعراق ولقاءاته بأطراف المعادلة السياسية العراقية!!، وإتهام منظمة “رايتس ووتش” للحكومة الإتحادية العراقية بالسكوت على الإعتداءات التي حدثت على ممتلكات الأهالي والمدنيين الكُرد في كركوك من قبل جهة معينة، وإذا صحّ هذا الخبر فعلى الحكومة المركزية واجب تقديم من قاموا بهذه الإعمال الإنتقامية الغير مسؤولة والغير مبررة الى المحاكم لينالوا عقابهم وتعويض المتضررين من أهلنا الكُرد لإثبات صحة إدعاءاتها من إنها لا تفرق بين المكونات، والرابط أدناه لتصريح “رايتس ووتش”:
http://kitabat.com/news/%d8%af%d8%b9%d8%aa-%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%85%d8%a9-%d9%85%d8%b1%d8%aa%d9%83%d8%a8%d9%8a%d9%87%d8%a7-%d8%b1%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3-%d9%88%d9%88%d8%aa%d8%b4-%d8%aa%d8%aa%d9%87%d9%85/
الرابط أدناه: برنامج “الإتجاه المعاكس” الحلم الكردي أفشلته التناحرات الداخلية أم الإتفاقات الخارجية:
https://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/qosqsah/32358-2017-10-18-09-36-51.html

و”ما طارَ طيرٌ وإرتفع إلاّ كما طار وقع”، و”إنّ الزرازيرَ لّما قامَ قائُمها ـ ـ تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا”:
وهذان المثلان ينطبقان تماماً على حال الدكتاتوريات وأصحابها في العالم، فقد ولى زمن الحُكم الفردي المتسلط وزمن الحُكم العائلي والعشائري الذي كان منتعشاً أبان العقود الماضية والذي ظهر جلياً مع ظهور الحرب الباردة بين القطبين الرئيسيين وتشجيعهما لتلك الإنظمة بغية منع سيطرة أفكار كل قطب وتوسعه على حساب القطب الآخر دولياً وإقليمياً وحيثُ إنتفت الحاجة اليه الآن.
الرابط أدناه: “مفاوضات كتلة الإتحاد الإسلامي في برلمان إقليم كردستان حول إمكانية الغاء منصب رئيس الإقليم ونائبه وتوزيع صلاحياتهما بين حكومة الإقليم والبرلمان أو إستقالة البرزاني”:
https://kitabat.com/news/%d9%85%d9%81%d8%a7%d9%88%d8%b6%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d8%b1%d8%af%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d9%86%d8%b5%d8%a8-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a3%d9%84/
وإذ يدعي “الإنفصاليون” ضمن التبريرات الإعلامية لإخفاقاتهم الميدانية العسكرية تورط إيران وتركيا ومساعدتهما للقوات الإتحادية العراقية بإعادة الإنتشار والسيطرة مرة أخرى على الأراضي “المتنازع” عليها في كركوك وما جاورها ومناطق سهل نينوى وديالى وواسط وصلاح الدين، وقد تناسوا من أنّ حركتهم المسلحة وأحزابهم ما كان لها وجود لولا دعم هاتان الدولتان وبإختلاف فترات ومراحل أنظمتهما السياسية وعلى مدار الصراع المسلّح بين “الإنفصاليين” الكُرد من جهة والحكومات العراقية المتعاقبة من جهةٍ أخرى (إيران الشاه ومن بعده الخميني ونظام دولته الإسلامية / وتركيا العلمانية ومن بعدها نظام أردوغان الديني والى وقت ما قبل الإستفتاء)، وهذا ما يصرّح به دائماً قادة الكُرد ومنهم العضو السابق في الحزب الديمقراطي الكردستاني السياسي المخضرم محمود عثمان الذي ذكر في برنامج “خطى” على قناة العراقية تاريخ ومراحل المساعدات الإيرانية للحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل مفصّل!!، وليذكر لي أحدهم متى إستطاعت أحزابهم الكردية الوقوف ضد السلطة الإتحادية/المركزية وإعلان العصيان المسلح عليها دون دعم هاتين الدولتين لهما بشكل منفرد أو متحد؟، ومتى إستطاعت تلك المجاميع المسلحة الصمود أمام الآلة العسكرية الضخمة للدولة العراقية دون وجود دعم لوجستي كبير من هاتين الدولتين وحلفائهما الغربيين الذين كانوا وما زالوا لهم أجنداتهم لزعزعة إستقرار العراق والإستمرار في إضعافه وإستمرار مسلسل الضحايا من جرّاء أعمال العنف؟، فبمجرد إتفاق الحكومة المركزية العراقية مع تلك الدول الإقليمية أو العظمى ينهار العصيان المسلح بأيام ويخرج عشرات الآلاف من المسلحين من بين ثنايا الجبال رافعين أسلحتهم للإستسلام للقوات الحكومية ليلاقوا مصيرهم أما بالعفو المشروط بالمراقبة المستمرة لهم من قِبَل الأجهزة الأمنية المركزية طوال تواجدهم داخل مجتمعاتهم التقليدية أو بنفي بعض المتنفذين منهم الى جنوب العراق مع الإقامة الجبرية أو طلب اللجوء الى الدول الأوربية، أما قادتهم الرئيسين فيحزمون حقائبهم المملوءة بملايين الدولارات ويذهبوا في إستضافة إحدى الدول الإقليمية أو العظمى الراعية لهم معززين مكرمين بإنتظار أوامر أخرى تأتيهم من تلك الدول عند تعثر إتفاقياتها مع الحكومة المركزية للدولة العراقية فيتم إستدعائهم مرة أخرى للملمة فلولهم ومداعبة الحس القومي للمكوّن الكردي المغلوب على أمره و”تعود حليمة الى عادتها القديمة”!!.
الرابط أدناه: عن إتهام الحرس الثوري الإيراني والمخابرات التركية بمساعدة القوات الحكومية العراقية في إعادة الإنتشار في كركوك:
http://kitabat.com/news/%d8%a3%d8%aa%d9%87%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9/
الرابط أدناه: “كيف إستخدمت الدول الغربية الأكراد كورقة”:
https://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/qosqsah/32340-2017-10-17-09-11-48.html
وربما آن الأوان لتبديل الوجه القومي المتزمت الذي لم يعد مجدياً ومتماشياً مع السياسات الدولية والعودة الى حاضنة المجتمع العراقي بوجوه سياسية معتدلة أثبتت كفائتها وقدرتها وإحترام كافة الدول المعنية بالشأن العراقي لها من أمثال السياسي المخضرم محمود عثمان والدكتور برهم صالح والنائبة آلاء الطلباني الذين يحملون في صدورهم نفسهم القومي الذي نحترمه جميعنا والمبني على أساس التعايش الإنساني والوطني مع بقية مكونات الشعب العراقي، فليس من الصحيح إستمرار الجناح العسكري لحركتهم المتمثل بقادة الحزبين التقليديين (الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني) بسيطرتهم على جناحها السياسي أيضاً على الرغم من أنّ الراحل “مام جلال” كان بارعاً في قيادة الجناحين وهذه حالة نادرة لا تنطبق على مسعود البرزاني الذي لم يستطع أن يكون “رجل دولة” ولم يرغب في تبديل اللون “الخاكي” حتى وهو يرتدي الملابس الكردية التقليدية تماماً كما كان الرئيس الأسبق صدام حسين مغرماً بالبدلة العسكرية حتى خارج فتراتها التقليدية.
إن إحدى مسببات سقوط بعض القادة الكُرد في فخ الزهو بالإنتصارات والمكاسب المتحققة جاء نتيجة لضعف إدارة الدولة العراقية وليس لقدراتهم وقوتهم العسكرية وقد حدث الجزء الأكبر منه في زمن أسوء رئيس للوزراء في العراق على مدار مراحل الدولة العراقية الحديثة نوري كامل المالكي ـ ـ أقول إنّ إحدى مسببات السقوط في فخ الزهو هو إحاطة مسعود البرزاني نفسه بالمستشارين العسكريين والسياسيين والإعلاميين المطبلين والمنتفعين الذين صوروا له إمكانية الذهاب الى أبعد مما تحقق من أحلامه دون الأخذ بنظر الإعتبار التوازنات السياسية الدولية والأوضاع الإقليمية والتحالفات المتغيرة حسب ما تقتضيه المصالح المشتركة تماماً كما سقط في نفس الفخ من قبله الرئيس الأسبق صدام حسين، وهذا واضح من خلال خسارة مسعود البرزاني لتحالفاته مع الدول العظمى المؤثرة على الساحة العراقية بالإضافة الى الدولتين الإقليميتين المهمتين لإقليم كردستان/العراق إيران وتركيا، بالإضافة الى خسارته للمملكة العربية السعودية كحليف عربي مهم للكرد وتوحد روءى جميع دول العالم ضد الإستفتاء وتراصفهم مع الحكومة الإتحادية العراقية برئاسة حيدر العبادي على الرغم من تباين سياساتهم الأخرى لا بل تضاددها فأصبح “أعداء الأمس أصدقاء اليوم”، وبهذا قد مَنحَ البرزاني الفرصة الذهبية لحيدر العبادي بإعادة ترتيب وتقوية وضعه الدولي والإقليمي، وكذلك تقوية وضعه الداخلي برص الصفوف للكتل السياسية المتابينة مذهبياً ودينياً وعرقياً ووقوفها جميعها معه في رفض الإستفتاء على تقسيم العراق، إضافة الى مناصرته من قِبل البرلمان الإتحادي بأغلب أعضائه حتى من هم ممثلين للكُرد وحيثُ مَنَحَهُ الصلاحيات المطلقة لوأد الإستفتاء حتى بالعمل العسكري إن تطلب الأمر!!، والخاسر الوحيد في هذا المشهد كان مسعود البرزاني وقادة الإنفصال!!.
الرابط أدناه: المانيا توقف مساعداتها وتدريبها للبيشمركة:
http://kitabat.com/news/%d8%a8%d8%b3%d8%a8%d8%a8-%d8%a3%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%81%d8%aa%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%aa%d8%af%d8%b1/
وربما من المفيد في هذا الصدد سؤال الحكومة الإتحادية عن سبب تغيير شروطها وموقفها المتشدد بالغاء نتائج الإستفتاء من أفواه مَنْ دعوا اليه كشرط لا يمكن التنازل عنه للبدء بالحوار بين المركز والإقليم؟!، فهل كان هذا الشرط مجرد ورقة ضغط على “الإنفصاليين” ليتعنتوا أكثر ويكون سبباً معقولاً ومبرراً لأصحاب القرار في الحكومة المركزية لإعادة إنتشار القوات الإتحادية في المناطق المتنازع عليها؟، أم هو صفقة مع بعض الأطراف الكردية بالتخلي عن المناطق المتنازع عليها دون قتال مقابل تخلي الحكومة الإتحادية عن مطالبتها للجانب الكردي بالغاء نتائج الإستفتاء؟.
فما قاله رئيس الوزراء حيدر العبادي في مؤتمره الإسبوعي مع الإعلاميين أثناء إعادة إنتشار القوات الحكومية في المناطق المتنازع عليها من “أن الإستفتاء قد إنتهى منطقياً وعملياً على الإرض وأنه يعتبره كما لو أنه لم يحدث أصلاً”!!!، هذه (الفرضية) التي بدأت الأوساط الحكومية بالترويج لها بعيدة كل البعد عن واقع الحال وهي (فخ) واضح للرضوح الى الأمر الواقع الذي حاول “الإنفصاليون” في سعيهم لفرضه على الحكومة الإتحادية والشارع العراقي وسيكون مستقبلاً الخنجر المسموم في الجسد العراقي، وسيكون الزمن كفيلاً بظهوره كورقة مهمة للإنفصال بعد إعادة مروجيه ترتيب أوراقهم وربما عندها ستؤيده دول كثيرة ومهمة!!!، فعلى أصحاب القرار السياسي في الحكومة المركزية الإنتباه والحذر من هذا التوجه، فبمجرد جلوس الحكومة الإتحادية للتحاور مع فئة من الكُرد التي أيدت الإستفتاء رسمياً دون نفي تلك الفئة وبشكل رسمي أيضاً الغاءها وتنصلها من الإستفتاء سيكون إعتراف ضمني من الحكومة الإتحادية بشرعيته والقبول بنتائجه!!!!، ولو كان لا بد من تجاوز الأزمة بالجلوس حول طاولة الحوار، فعلى الأقل على الحكومة الإتحادية إقناع الجهات الكردية المعتدلة على إصدار بياناً واضحاً يتنصلون فيه من تأييدهم للإستفتاء مقابل رفع الحظر الإقتصادي عن المناطق الكردية التي تحت سيطرتهم وهذه الخطوة المتبادلة المنافع يتخذها الطرفان الحكومي والكردي المعتدل كمبرر وطني وأخلاقي أمام مواطنيهم لبدء حوار بنّاء يقوم على أساس الدستور ووحدة العراق.
الرابط أدناه: بعد الإستفتاء “حلم الإستقلال بات صعب المنال”:
http://kitabat.com/news/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%81%d8%aa%d8%a7%d8%a1-%d8%ad%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%b5%d8%b9%d8%a8-%d8%a7/
من جانب آخر فقد أثارت قضية الإستفتاء وما رافقها من تداعيات تجاوزات رئاسة الإقليم المالية والقانونية بوجه عام، فالحكومة الإتحادية تطالب حكومة إقليم كردستان بمبلغ (70) مليار دولار لبيعه النفظ خارج صلاحياته الإقليمية وإتفاقاته مع الحكومة المركزية وذلك خلال فترة سيطرة الإقليم على آبار النفط الشمالية!!، هذا ما جاء في نشرة الثامنة الصباحية للأخبار في قناة العراقية الإخبارية ليوم (20) من الشهر الجاري (تشرين الأول)، وحيثُ طرح التقرير الإخباري التساؤلات عن مقدار (14) مليار دولار كدين للشركات النفطية العالمية المستثمرة في الإقليم والمترتب على حكومة الإقليم إيفاءه حسب إدعاء الحكومة الإتحادية، وتسائلت عن مصير الأموال المتحققة من تصدير ما يزيد على (600) الف برميل يومياً كمعدّل!!!.
فلو فرضنا من أنّ حكومة الإقليم كانت تصدّر ما بين (450 ـ 600) الف برميل يومياً للثلاث سنوات الماضية فقط وبمعدّل (40) دولار للبرميل الواحد (سعر برميل النفط قد تجاوز منذ ما يقارب السنة حاجز الخمسين دولار للبرميل الواحد)، فإنّ المردود المالي بالعملة الصعبة سيكون ما بين (540 ـ 720) مليون دولار شهرياً وهذا الرقم قريب الى ما كان الإقليم يحصل عليه شهرياً من وزارة المالية الإتحادية لدفع رواتب الموظفين في الإقليم (كانت الحكومة الإتحادية ترسل مليار دولار شهرياً كرواتب للموظفين قبل إنخفاض أسعار النفط عالمياً وقبل إيقافها له قبل أقل من سنة نتيجة عدم التزام رئاسة الإقليم بما أتفق عليه ورفضهم السماح لديوان الرقابة المالية الإتحادي في التدقيق والإشراف على الميزانية للإقليم حسب التصريحات الرسمية)، هذا بالإضافة الى عائدات الإقليم من الرسوم الكمركية للمنافذ الحدودية الرسمية البالغة ستة منافذ (ثلاثة على الحدود مع إيران وإثنان منها على الحدود مع تركيا ومنفذ واحد على الحدود مع سوريا) إضافة الى خمسة وعشرين منفذاً غير رسمياً لتهريب البضائع على الحدود مع إيران!!!، كذلك الواردات الضخمة التي لا تقل أهمية عن الواردات الأخرى المستحصلة من شركات الإتصالات (الهواتف الخلوية) والرسوم المستحصلة عن مرور الطائرات للخطوط الجوية العالمية فوق أجواء الإقليم، يضاف اليها المبالغ المستحصلة من الزائرين والسوّاح سواء من بقية العراقيين من غير مواطني الإقليم أو الأجانب القادمين جواً يضاف اليها المردودات المالية (الغير مسجلة والغير مرصودة) مع جميع المساعدات المالية للدول المانحة، والسؤال الذي يفرض نفسه أين ذهبت كل تلك الأموال ومن المستفيد منها هل هو شعبنا الكردي أم بعض قادته؟!!، وهل تمّ صرفها كرواتب للموظفين الذين ما فتئوا يتظاهرون في السليمانية وغيرها من مدن الإقليم لدفع رواتبهم المتأخرة؟؟؟!!!.
الرابط أدناه لتصريحات منسوبة الى النائب عن حزب الإتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان الإتحادي “آلاء الطلباني”:
http://nnciq.com/news/6655/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A–%D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%85-%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%84%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D9%84-%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AA%D8%A8
وقبل أن أختم هذا التقرير أتسائل كغيري من العراقيين عن الموقف (المخزي) لبعض الساسة العراقيين تجاه قرار الإستفتاء وما بعده وغياب أصواتهم المنددة له أو تظاهرهم بالحيادية والموضوعية بين كلا الجانبين (الجانب الحكومي الإتحادي من جهة والإنفصاليين من الجهة الأخرى) وقيامهم بزيارات لا تغني لإقناع رئيس الإقليم على قبول مبادراتهم التي لا تتضمن في كل الأحوال تأكيدهم على رفض الإستفتاء والتأكيد على وحدة العراق الذي أكد عليه جميع قادة الدول الأجنبية بوضوح أفضل بكثير من موقف و(حيادية) هؤلاء الساسة!!!، أقول لهؤلاء السياسيين أما أن تكونوا عراقيين قلباً وقالباً أو لتخرجوا من دائرة ما يسمى بالمشهد السياسي العراقي، فالوفاء للهوية الوطنية العراقية الموحدة ليس فيه حيادية وموضوعية، لكن بكل تأكيد موقفكم هذا كشف أكثر محاولاتكم للحفاظ على (مكتسباتكم) في إقليم كردستان/العراق وملجأكم عند الضرورة وربما خوفكم مما قد تمّ تسريبه من تهديد مبطن لكم من داخل الإقليم لبعض الممارسات الخاطئة خلال تواجدكم داخله في حال إعلانكم رفض الإستفتاء!!، ولا أخفي عليكم سرّاً من إنكم خسرتم آخر أوراقكم للإنتخابات المقبلة، فالشعب العراقي لا ينسى من يسئ الى وحدته.
الرابط أدناه يبين تطورات الأوضاع بملاحقة القضاء العراقي لمن تسبب في وصول الأحداث لما هي عليه الآن بإصدار مذكرة إعتقال بحق نائب رئيس الإقليم كوسرت رسول:
http://kitabat.com/news/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%8a%d8%a3%d9%85%d8%b1-%d8%a8%d8%a3%d8%b9%d8%aa%d9%82%d8%a7%d9%84-%d9%86%d8%a7%d8%a6%d8%a8-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%88/
إننا كشعب عراقي ما زلنا ننظر بعين المحبة والأُلفة لإخواننا الكُرد المشاركين لنا في الوطن الواحد من شماله بجباله الشمّاء الى جنوبه بأهواره الغنّاء، وما أصابنا من حزن وغضب على دعاة الإستفتاء والإنفصال لم يكن فقط لإحتمال خسارة رقعة جغرافية عزيزة على قلوب كل العراقيين وإنما لإحتمالية خسارة المكوّن الكردي برمته الذي نعتبره شقائق النعمان بالوانها الزاهية وورود النرجس بنقاء لونها الأبيض ورائحتها الزكية، وأملنا أن تنعم جميع مكونات الشعب العراقي بالعدالة الإجتماعية والمواطنة الحقيقية البعيدة عن التحزب والطائفية تحت سقف العراق الموحد ودستور عادل يتساوى أمام بنوده كل العراقيين بحقوقهم وواجباتهم، وحيثُ نرى على شاشات التلفزة عفوية الكلام للعراقيين في كل مدنهم بتأكيدهم على أنه لا يوجد خاسر ورابح بين أبناء الشعب العراقي فيما حدث من تطورات على الأرض ما دام الجميع يستظلون تحت مظلّة العراق الموحد، فما يصيب إبناء البصرة والأنبار ونينوى من السرّاء والضرّاء سيصيب أبناء السليمانية ودهوك وأربيل بكل تأكيد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات